يدخل إضراب الأطباء يومه السادس عشر اليوم وسط تصاعد المواجهة بين نقابة الأطباء والحكومة, وفي ظل اتهامات للأخيرة بعدم الاكتراث بمطالب المضربين ومصالح المواطنين.
واتهم نقيب الأطباء الحكومة بعدم العمل لحل القضية, منكرا عليها مواقفها, ومؤكدا "إصرار النقابة على تنفيذ الاتفاقية الموقعة معها وتشكيل لجنة لانجاز النظام الخاص المقترح".
وحذر احمد العرموطي من "انهيار خدمات وزارة الصحة, ونقص عدد الأطباء".
وانتقدت نقابة الأطباء وزير الصحة د.ياسين الحسبان, وقالت انه "ترك الإضراب وغادر إلى موسكو لحضور مؤتمر منظمة الصحة الدولية".
وبينت النقابة "رغم توقف العمل في مستشفيات وزارة الصحة ومراكزها الطبية منذ أكثر من أسبوعين نجد الوزير يترك الأردن, في ظل هذه الأزمة, ليذهب لحضور مؤتمر في موسكو وكأن الأمور تسير بشكل طبيعي وبلا أية مشاكل".

يأتي ذلك بينما قررت النقابة إرجاء مسيرة الأطباء إلى الديوان الملكي للاسبوع المقبل.

وقال الناطق الإعلامي باسم وزارة الصحة حاتم الازرعي أن الوزارة لم تأل جهدا في سبيل التوصل إلى تفاهم مع نقابة الأطباء لإنهاء الإضراب عبر الحوار المباشر الذي تسعى الوزارة لاستمراره من اجل المصلحة العامة .

وأضاف في تصريح صحفي اليوم الثلاثاء أن الوزارة لم تقطع الأمل بالوصول إلى تفاهمات تنهي الإضراب خاصة وأنها تقف إلى جانب مطالب أطبائها وكوادرها كافة وتساندهم لكنها ترفض اللجوء إلى الإضراب لنيل مطالب لا تنكرها الحكومة وتبذل جهدا حثيثا لتلبية الممكن منها ضمن الإمكانات المتاحة .

وأشار الازرعي إلى اجتماع وزير الصحة الدكتور ياسين الحسبان يوم أمس "الاثنين" لعدة ساعات في مستشفى البشير مع إدارته ورؤساء الاختصاص في الوزارة بحضور أمينها العام الدكتور ضيف الله اللوزي لبحث الجوانب المتعلقة بالإضراب وما ترتب عليه من تبعات .

وأوضح أن الدكتور الحسبان رحب باقتراح قدمه المجتمعون بتشكيل لجنة للاجتماع مع نقيب الأطباء الدكتور احمد العرموطي ومجلس النقابة وممثلين عن ملف أطباء الوزارة لبحث الإضراب من جوانبه كافة للوصول إلى تفاهمات تفضي إلى وقفه .

وأشار إلى أن اللجنة الخماسية الممثلة لرؤساء الاختصاص في الوزارة عقدت اجتماعا مع نقيب الاطباء وأعضاء مجلس النقابة وممثلين عن لجنة أطباء الوزارة لوضعهم في صورة واقع المستشفيات نتيجة الإضراب وقدمت اقتراحات بوقفه حفاظا على المصلحة الوطنية العليا .

وعبر عن أمل الوزارة بان تدرس النقابة طروحات اللجنة الخماسية وتتجاوب معها لإنهاء الإضراب الذي يدفع ثمنه غير القادرين من أبناء الوطن الذين يجدون في مستشفيات الوزارة ومراكزها الصحية ملاذا لرعايتهم صحيا .

وأشارا إلى أن الإضراب سيلحق ضررا بالأطباء المقيمين في الاختصاصات المختلفة الذين ينبغي أن يجدوا الفرصة المناسبة للتدريب والتعلم بعيدا عن أجواء الإضراب التي تعكر صفوهم وتحول بينهم وبين التدريب الجيد.

وجدد الازرعي التأكيد بان الوزارة ليست على تضاد مع أطبائها وكوادرها بل أنها تسعى بشتى السبل لتحسين بيئة عملهم ورفع مستوى دخولهم عبر إجراءات وبرامج نفذ العديد منها على ارض الواقع .

وأشار إلى مواصلة الوزارة جهودها لفتح المزيد من الأفاق أمام كوادرها لتحسين أحوالهم المادية والمعنوية لافتا إلى الاتصال الهاتفي الذي أجراه الدكتور الحسبان مع نظيره السعودي الدكتور عبدالله الربيعة لبحث تعزيز التعاون الصحي القائم بين البلدين الشقيقين .

وقال أن الدكتور الربيعة أبدى تجاوبا ايجابيا مع طلب الدكتور الحسبان بزيادة أعداد الأطباء الموفدين للمملكة العربية السعودية ضمن برنامج الطبيب الزائر لتصل إلى 50 لكل دورة بدلا من العدد الحالي الذي لم يتجاوز 30 طبيبا لكل دورة .

وأضاف ان الوزير السعودي أبدى تجاوبا مع الطلب الخاص بشمول أوسع للاختصاصات الطبية بالبرنامج واستقبال أطباء الأسنان والتمريض والصيادلة وغيرهم حيث سيلتقي الوزيران اليوم في موسكو لبحث هذه المسائل .

وأوضح أن لقاء الحسبان مع نظيره السعودي يأتي على هامش المؤتمر الوزاري العالمي الأول بشان أنماط الحياة الصحية ومكافحة الأمراض غير السارية الذي يعقد في موسكو خلال الفترة من 28-29نيسان الحالي وينظمه الاتحاد الروسي بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية لدعم الدول الأعضاء في إعداد وتعزيز السياسات والبرامج المشجعة لأنماط الحياة الصحية وتقي من الإصابة بالأمراض غير السارية .

كما سيلتقي الدكتور الحسبان عددا من وزراء الصحة العرب على هامش المؤتمر لبحث التعاون الصحي العربي والثنائي مع الدول العربية الشقيقة وسيرأس ابرز جلسات المنتدى العالمي لمنظمة الصحة العالمية الذي سيعقد قبل المؤتمر الوزاري العالمي الأول بيوم والتي سيتم خلالها تناول دور الحكومات في الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها .

يذكر ان الوزارة بدأت بإيفاد الأطباء إلى السعودية ضمن برنامج الطبيب الزائر في شهر أيار العام الماضي وهو برنامج دوري كل شهرين إذ بلغ عدد الأطباء الموفدين ضمنه لغاية الآن 141 طبيبا استشاريا .