زاد الاردن الاخباري -
أيها الإصلاحيون ...مجرد فكرة
صايل الخليفات
كلنا ينشد تغيير الحال لما يصلح المآل، وأغلبنا يئن تحت وطأة الفساد وعثراته،ومطالبات الإصلاح أصبحت تسيل في مجرىً واحد ، ألا وهو القبض على الفاسدين ومحاكمتهم، ومتابعة قضايا الفساد بنزاهة وعدالة، ولا أريد أن أبدو محبِِطاً أو متشائماًَ ، لكنّي أرى أن هذا قد يحدث إن ولج الجمل في سَمِّ الخياط !
فلو تتبعنا وعودات الإصلاح منذ عقود لوجدنا أن ما أُنفِقَ عليها طباعة وإعلانا وإعلاما وترويجا دون فائدة ولغاية الآن يشكل فسادا بحد ذاته!!!
ومن منظور آخر فقد بات الرائج والشائع بين أوساط المصلحين والمطالبين بالإصلاح أن الفساد متجذر في الدولة والشعب،ولا يكاد يخلو آدمي في هذا الوطن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه وفي طبقات أرضه السفلى - إلا ما رحم الله - من شبه فساد!! إذن ماذا نصلح ؟ وبمن نبدأ ؟ ومن أين ؟ الجواب باختصار : "انسَ الموضوع" .
أيها الإصلاحيون تعالوا إلى كلمة سواء:ما الذي نريده بالفعل؟ إن الذي يهمنا هو حاضرنا ومستقبلنا، فالأمس ولى وذهب بحمولته ، ومن سرق فقد سرق أخ وأب وعم له من قبل، فدعوا العباد لرب العباد،وتدبروا قوله تعالى: "وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"(آل عمران:161).
فهلموا بنا نبحث عن أفكار وحلول ونجعلها مطلبَنا وغايتنا، نضمن بها تحقيق ما أمكن من التيسير على الناس أحياء وأمواتا.
فكم تمنيت أن تكون مطالبنا مثلا : إلغاء الجمارك والضرائب التي هي بمثابة أتاوة يدفعها المواطن ثمن كونه مواطن! فالذي يشتري سيارة مثلا أو يبني بيتا يدفع للحكومة ضعفي كلفته الحقيقية تقريبا، فلماذا هذا التعامي عن هذا الحَيْف؟ إذ لو أُلغِيَت مثل هذه الأتاوة لكان الفارق كفيلا بتحقيق مستوىً من الاستقرار المالي والاجتماعي والنفسي للمواطن؛وما يترتب عليه من انخفاض عامٍ على جميع الأسعار وكلف الخدمات ،وهذا ما سيلمس أثرَه الموظفُ وغيرُ الموظف ،فبدلا من التركيز على رفع الرواتب التي مهما كانت مقاديرها ستبقى دون المستوى المنشود واللازم فعليا لإنقاذ العباد والبلاد،وتخص طائفة الموظفين فقط ،وتخفض الاحتقان لزمن محدود، لتكن المطالبة الفعلية بإلغاء أو - على الأقل- خسفا واضحا لِقِيَم هذه الضرائب، وانظروا كم مرة تدفع الضرائب على بعض السلع إن لم تكن كلها، المستهلك يدفع، والمورد يدفع، والتاجر يدفع، والصانع يدفع، والحكومة تأخذ ،والله يرث الأرض ومن عليها.
إذن أيها الإصلاحيون هلموا بنا نُصِبْ غايتنا بمنطق واع ٍ،فالوطن لنا جميعا، ونحن المسؤولون - بحجة أننا المصلحون- عن بقائه سالما صامدا، لا الفاسدين أو من يدور في فلكهم ، وإصلاحنا للحال يبدأ باستدراك الحاضر والتخطيط للمستقبل لا الانشغال بالماضي لأنه لم يعد بأيدينا!!!
Sayil_kk@hotmai.com