زاد الاردن الاخباري -
ماذا نريـــــــــد؟؟
صايل الخليفات
إن اللغز الذي ما زال يحيّر العقلاء في كل زمان ومكان هو كيف تنتكس فطرة الآدمي فيصبح الحق عنده باطلا والباطل حقا!
تتداعى الأحداث أمامنا كل يوم محملة بما هو جديد وغير مألوف،و ملطخة بدعوات الإصلاح والتغيير . كما أصبحنا وفي كل يوم نسمع بفئة تخرج إلى حيّز الوجود بشعارات مستهلكة ومعادة ،و بإطارات مختلفة.وبتنا في ظل هذا التخبط نقاتل الناطور وتناسينا العنب الذي كلنا يريده.بل إنني كمواطن في هذا البلد التبس علي الإصلاح المنشود وضاعت تفاصيله، ولم أعد أميّز فيه شرقا من غرب.
وبالعودة لما بدأت به من قضية انتكاس الفطرة ،أرى الغريب في الأمر أننا جميعا ندّعي وصلا بليلى ، وهي لا تقر لأحد منا بشيء، ونعيب زماننا والعيب فينا ، بل صدق فينا قول الشاعر: طبيب يداوي والطبيب مريض.
إننا قبل كل شيء أول ما يجب إصلاحه ،أي نصلح أنفسنا بدءا،لأننا جزء من المشكلة التي نعاني منها اليوم بل لبُّها،فلننظر إلينا كمواطنين بسطاء نعمل موظفين في قطاعات الدولة المختلفة:هل ما نتقاضاه من دخل يتناسب مع ما ننجزه من عمل ؟ هل نعطي العمل الذي نقوم به حقه؟ هل نتعامل مع المال العام كأمانة نسأل عنها أمام الله ؟ هل أدركنا حقيقة مقصود حديث رسول الله -ونحن نزعم أننا نخاف الله-: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته؟هل عرف الأب ما عليه من واجبات تجاه أبنائه ؟هل عرفت الأم هذا ؟ هل عرف المعلم ما عليه من واجب تجاه تلاميذه؟كم عدد المواطنين الذين يسرقون الماء؟ وكم عدد الذين يسرقون الكهرباء؟ وكم عدد الذين يستغلون المال العام في جميع المؤسسات العامة لمصالحهم الخاصة ؟؟
أسئلة كثيرة لا حصر لها!!
إذن من هو الأحق بالإصلاح حقيقة؟
لقد تولدت لدي قناعة بأننا مغالون في قراءة الواقع والحكم عليه،فالحق أن نتمثل قول الشاعر :
يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم
ابدأ بنفسك وانهها عن غيها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
وإني لعلى يقين بأننا لو أصلحنا أنفسنا ومن بين أيدينا من الرعية ، لم يبق للفاسدين في وطننا مكان ، ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، والذي نعانيه ما هو إلا بما كسبت أيدينا وقد عُفي لنا عن كثير منه ، فلماذا نعيب حصاد ما زرعنا ؟؟