زاد الاردن الاخباري -
آلام مُغتَرِب
وَطنّي البُعد عن تُرابك لا يُوَّلد سوى ألِمَ فراقك ؛ وألِمَ ما نراه يَحدث الآن على أرضك يا وَطني، كم دَاعَبَتنا نَسمات هواءك العطر؛ و كم من الأيام إحتَضَنَنا ترابك ، و ها أنا الآن أنصت لِهَمَسَات يَملأها الحَنين؛ تَهمِسُ قَائِلة : بأن
الجُهد الذي يُبذَل في حِماية الوطن يُظهِر مدى الجَدّ و الإتقان في العمل ؛ و ليس بالمَسيرات والإعتِصامات وهِتافات الإستفزاز التي تَخلِق انشِقاق في الوحْدَةِ الوَطَنّية.
يا وَطَنّي ماذا حَدث ..؟ و لِمَاذا يَحدث ..؟! و ما سَيحدث ..؟؟ بعد كل هذا ؛نَعلم جَميعاً بِأن الصَمت أصبَح عِنواننا منْ وَضَعه ؟ و لِمَاذا فُرِض عَلينا ! لا أحد يَعلم سوى بِأننا نَعيش الآن ألم صَمتَنا و ضَيّاع الحِكمة من كَلامنا..وهذا ما دَفَع البعض من أبنَائك يا وطني على السير في طَريق زُيّن بالأفكار التي غزتنا؛
اللاوَعي الذي ينشأ عليه الشباب الآن سببهُ السُبات ذو الصَمت العَميق ، وتَجَاهل حُكومَاتنا المتداولة لدور الشباب في مسيرة البَناء والعطاء ؛ ياللأسف يا وطني في هذا الوَقت الذي تَحتَاج لأبناءك تَرَاهم يَلتَجِؤون لا شُعورياً بالتعبير عن مَطَالِبهم بِعدة طُرق كَتنظِيم المَسيرات والإعتِصامات التي تُهدد وحدَتنا الوَطنية ، ولِكي لا أبالغ أو نزاود على بعض في الإنتِماء والوَلاء ، اقول لكم أن الحِفاظ على وحدَتَنا الوَطَنيّة المُتَكَامِلة هوالسِلاح الأقوى لتصَدي الأفكَار الدَخِيلة والمؤامَرَات التي تُحَاك ضِد امن واستقرار الأردُن ؛ حتى لا نَعطي المجال للمُتَأمرين بإستغلال الفُرص لِتَفريغ سُمُومَهم مِن خِلال ثَغَرات نكون نَحن السبب في تَواجِدها في صُفوف وحدَتَنا الوَطَنيّة
، كما أن بِوحدَتَنا الوَطَنيّة يُسَهل عَلينا مَعرِفة المعنى الحَقيقي للإنتماء والولاء للوَطن الذي يَتَجَسد فيه اسمى مَعاني التَضحية والإخلاص والوَفاء لِكل ذِرة من تراب وَطننا ، لِكي نَرتَقي بوطَننا للقِمة و نَحميه من شر ما يُحاك ضده ؛ علينا أن نَكون حَذِرين حُكَماء في كل خَطوة نَخطوها
؛ والحِفاظ على وحدَتَنَا الوَطَنيّة التي تُشَكِل النَسيج الواحِد الذي يعمَل على تَرابُط المُجتَمع الأردُني ؛ وتَمَاسكه للوقوف ضِدّ المؤامرات التي تُحاك ضِدّ الأردُن مِن خِلال المُزَايَدات الخَالية مِن أي مَضمون والشِعارات الفَارِغة مِن أي هَدف سامي ، مِن أجل هذا و ذاك فأن التَعاون والتَّضَامُن بين شَرَائِح المُجتَمع الأردُني والحِفَاظ على وحدَتهم الوَطَنيّة هو قبل أن يَكون وَاجِب وَطنّي عَليهُم كَأبنَاء للوَطن فَهو وَاجِب إِيماني حَثَّ عَليهِ دِينَنا الحَنيف .
بقلم : زيد النسور