يوم ابها وهو الأغلى ميلادك يا ابا الحسين ..

تأتى لنا الأيام يحلًوها ومرها .. منها الجميل الذي نفرح له.. ومنها ما يحزننا ونرفضه.. وبين هذا وذاك نحيا .. فلولا مر الحياة ما عرفنا طعم عسلها. . ولكن يوم ميلادك أبا الحسين ، هو عسلها وشهدها و هو الأجمل و الأغلى والأعز على عقولنا قبل ان يكون على قلوبنا فالعقل هو مفتاح القلب .ومحبة العقل ، هي التي تدوم وتبقى وهي الأسمى والأرفع والأجل بل الأصدق من محبة القلب . فوا لله يا سيدي لقد أحببناك بعقولنا قبل قلوبنا أحببناك لأنك الإنسان . نعم : لأنك الإنسان ، قبل ان تكون صاحب العرش او الملك او السلطة ، أحببنا فيك تواضعك وعطفك وقلبك الأبيض ..أحببنا فيك كرمك ونخوتك وشهامتك ورجولتك فأنت الحاني والعطوف حين ترى الضعفاء فيصبح قلبك هو الأكبر وهو الذي يكاد يخرج من صدرك ليحتضن ويضم إلية كل فقير او مسكين وصاحب حاجة ممن قست عليهم الدنيا نرى الحب والعطف في عيونك وعلى محياك وفي قسمات وجهك ، ومن كفيك الحانيات التي تمدهما بكرم حاتمي ، وبنخوة ، مدرسة الرجولة والشموخ الذي على يديه تربيت وتتلمذت وتعلمت كيف يكون الحب ومعاني التضحية .تلك هي مدرسة ابو الرجال وسيدهم الحسين الغالي الحسين الحاضر الغائب الحاضر فيكم وبكم والغائب بجسده الطاهر .
وانتم يا سيدي الرجل والفارس الذي لا يشق له غبار يوم المحن ، ويوم يعز الرجال ،ويوم يكشف اللثام عن الوجوه فيبان المخلصين الأوفياء من المطبلين والمزمرين اهل الأقوال دون الأفعال ويوم ينادي المنادي ان هبوا للوطن عندها نرى ابا الحسين الجندي المخلص والشجاع ،والقائد الملهم والنسر الذي يتأهب ليرد كل خوان وطامع . ليبتر يد كل غادر ولئيم وناكر جميل لهذا الحمى ، يريد بالوطن الغالي أذى وأنت الكبير حين يصغر الآخرين وأنت الذي تحمل على كتفيك همومنا وشجوننا وتتألم لنا ، ومن اجلنا تجوب الدنيا وتقطع المسافات وتجتاز البحور والمحيطات وتعبر القارات لا لشيء إلا من اجلنا ومن اجل أمتكم التي حملتموها على أسنة رماحكم محررين لها ومدافعين عن حقوقها ومزينين لصورتها حين يعكر صفاءها بعض ممن يحسبون عليها .
بوركت يا مولاي وبورك يوم ان ولدت ويوم ان جاء الخير معك وبك يوم ان حمل لنا ابا عبد الله البشرى بشرى مجيئك الى الدنيا حيث أشرقت شمس البركات وهلت على بلدنا المسرات بمولد فارس هاشمي والذي حمل اسم أغلى الرجال حبيب الأردنيون ورفيق دربهم وكفاحهم شيخ الحمى وأسد الكرامة وباب ألواد واللطرون فأنتم يا سيدي خير خلف لخير سلف فهنيئاً للأردن بكم وللأمة بفارس يعربي هاشمي أردني فبروك لنا بكم ومبروك لكم يوم ميلادكم وهو يوم ولا أغلى ولا اعز على قلوبنا .
وكل عام يا سيدي وانتم بألف بألف خير .وسلمت لنا ....بقلم عصام البطوش