المشاركون في المؤتمر الفلكي الإسلامي الخامس يدعون إلى تقويم إسلامي يلائم العصر

زاد الاردن الاخباري -

يسعى علماء الفلك والفضاء والشريعة الإسلامية من الدول العربية والإسلامية إلى تقديم مشروع لتوحيد التقويم الإسلامي يلائم الظروف المعاصرة وذلك في المؤتمر الفلكي الإسلامي الخامس الذي بدأت أعماله أمس في جامعة العلوم الإسلامية العالمية .

وقال رئيس جامعة العلوم الإسلامية العالمية الدكتور عبدالناصر أبو البصل أن هناك حاجة لقيام لجنة أو هيئة عليا مجمعية تمثل الأمة الإسلامية تصدر قرارها السنوي قبيل كل مناسبة كشهر رمضان وغيره ونلتزم به جميعا بدل الخلاف السنوي المتكرر.

وأشار إلى أن مجمع الفقه الإسلامي في مكة التابع لرابطة العالم الإسلامي بحث أخيرا موضوع مواقيت الصلاة في أوروبا ، وكذلك المجلس الأوروبي للإفتاء وان المجمع أجل إصدار قراره النهائي انتظاراً لما يتمخض عنه هذا المؤتمر من توصيات.
وقال في كلمته في افتتاح المؤتمر (الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين)
مندوب راعي المؤتمر دولة رئيس الوزراء الأفخم الدكتور معروف البخيت / معالي المهندس عاطف التل – وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
سماحة الأستاذ الدكتور أحمد محمد هليل – قاضي القضاة / وإمام الحضرة الهاشمية
سعادة الأستاذ الدكتور حميد النعيمي – رئيس الاتحاد العربي لعلوم القضاء والفلك
سعادة الشيخ سلمان آل ثاني – المستشار العلمي والثقافي للاتحاد
سعادة الدكتور عوني الخصاونة – مدير المركز الجغرافي الملكي الأردني
سماحة الشيخ محمد رشيد قباني – مفتي الجمهورية اللبنانية
سماحة الشيخ عبدالكريم الخصاونة – المفتي العام للمملكة
أصحاب المعالي والسماحة والسعادة الحضور الكرام
أيها العلماء الأجلاء ضيوفنا الكرام
أرحب بكم في جامعة العلوم الإسلامية العالمية التي مر على صدور قانون إنشائها بهذا اليوم خمسةُ وثلاثون شهراً وستة أيام – على عدد البحوث والأوراق المقدمة لهذا المؤتمر – تلك الجامعة التي تمثل رسالة نور ومحبة وخير أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين من الأرض المباركة، ومن جوار المسجد الأقصى المبارك مهوى أفئدة المؤمنين فَكَّ الله أسره
أيها العلماء الأجلاء – علماء الفلك والهيئة، علماء الشرع الشريف – أيها الحفل الكريم،
منذ زمن طويل ونحن ننتظر أن تجمع الأمة على بدء الصيام وبدء العيد حتى أصبح الخلاف فيها وإن كن جزئياً مثار تندر وسُخرية من قبل بعض الناس، ولكننا اليوم سمعنا ورأينا نوعاً جديداً من الخلاف المبني على المعطيات العلمية الفلكية، ألا وهو الاختلاف في مواقيت الصلاة، وليت الأمر متعلق بالمناطق يطول فيها الليل أو يقصر كالتي تقع في شمال الكرة الأرضية أوروبا – ولكن الخلاف دخل إلى مواقيت البلاد العربية كوقت الفجر والمغرب والظهر وغيرها.
وإن حل مثل هذه المشكلات منتظر أن يأتي من خلال مؤتمركم واجتماعكم هذا الذي تناول موضوعات تقع في أعلى سلم أولويات احتياج الأمة إليكم وإلى اختصاصكم، ولعلنا نشهد قيام لجنة أو هيئة عليا مجمعية تمثل الأمة الإسلامية تصدر قرارها السنوي قبيل كل مناسبة كشهر رمضان وغيره ونلتزم به جميعا بدل الخلاف السنوي المتكرر.
مثمنين جهودكم وجهود المملكة ممثلة بدائرة قاضي القضاة وعلى رأسها سماحة الأستاذ الدكتور أحمد محمد هليل التي تحاول فيها جمع الكلمة كل عام قبل حلول شهر رمضان وعند انتهائه.
لقد بحث مجمع الفقه الإسلامي في مكة التابع لرابطة العالم الإسلامي موضوع مواقيت الصلاة في أوروبا، وكذلك المجلس الأوروبي للإفتاء، وقد أجل المجمع إصدار القرار النهائي المعدل للقرار السادس الصادر عنه انتظاراً لما يتمخض عنه مؤتمركم من توصيات.
أيها العلماء الأجلاء،
قال المرعشي في ترتيب العلوم: وأما [علم] الهيئة أعني الهيئة التي دونتها الفلاسفة – فهي علم يبحث فيه عن هيئة الأجرام العلوية والسفلية على ما دلت عليه أرصادهم وتخميناتهم، قال في خلاصة الفتاوى: تعلم علم النجوم قدر ما يعرف به مواقيت الصلاة و القبلة لا بأس به والزيادة حرام .... وقال في شرح المواقف (الجرجاني) علم تنكشف بها أحكام الأفلاك والأرض وما فيها من دقائق الفطرة، وعجائب الحكمة بحيث يتحير الواقف عليها في عظمة مبدعها قائلاً: (ربنا ما خلقت هذا باطلاً) وهذه فائدة جليلة ينبغي أن يُعتنى بشأنها. وانما قلنا التي دونتها الفلاسفة احترازاً عما دونته علماء أهل الإسلام من هيئة السماء والأرض وما فيهما وما بينهما على ما دلت عليه الأخبار وهذا يسمى الهيئة الإسلامية ككتاب الهيئة على طريقة أهل السنة للسيوطي، وليس الغرض من تدوين هذا معرفة القبلة والأوقات، إذ لا يعرفان بها بل الغرض منه الاطلاع على عجائب الخلق وانكشاف بعض ما أجملته الآيات والأحاديث وبعض ما ذكر في الهيئة الإسلامية يخالف ما ذكر في هيئة الفلاسفة.
أرحـب بكم في هذه الجامعة التي زاد عدد طلابها على ستة آلاف طالب وطالبة وهيئتها التدريسية عن مائتين وخمسين، وبرامجها عن خمسة وأربعين برنامجاً في البكالوريوس والماجستير والدكتوراه.
وفي نهاية كلمتي هذه أتقدم لكل من عمل في لجان المؤتمر وللباحثين الذين تقدموا بأوراق العمل ولكافة الجنود المجهولين الذين عملوا وما زالوا يعملون لإنجاحه ، ولكم أيها العلماء الإجلاء أتقدم بالشكر والعرفان لجهودكم وحضوركم لواقع هذا المؤتمر وحفظ الله الأردن آمننا ومطمئن وحفظ الله القيادة الهاشمية تحت ظل قائد المسيرة الملك عبدالله ابن الحسين حفظه الله ورعاه

ويبحث المؤتمر الذي ينعقد تحت عنوان علم الفلك والتقاويم بين الأصالة والمعاصرة ويشارك فيه حوالي مئتي عالم شريعة وفلك وفضاء على مدى ثلاثة أيام الحسابات الفلكية وتطبيقاتها في الشريعة الإسلامية وعلوم الفضاء في المنطقة العربية وتدريس الفلك في البرامج الثانوية والجامعية. وينظم المؤتمر الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك والجامعة بالتعاون مع المركز الجغرافي الأردني ودائرة قاضي القضاة
وأكد سماحة قاضي القضاة الدكتور أحمد هليل أهمية أن يسير العلم الصحيح والفهم السليم لديننا الحنيف جنبا إلى جنب مشيرا في هذا الصدد إلى مبادرة دائرة قاضي القضاة لتشكيل اللجان العلمية التي تتحرى بدايات الشهور الهجرية لتكون العبادة والمناسك صحيحة.
وأوضح أن لجنة الأهلة والمواقيت في الأردن التي تضم خيرة العلماء الفلكيين والشرعيين للتحقق من المسائل التي استجدت في الحياة نظرا لتغير طبيعة الحياة قامت برصد دخول الفجر الصادق الذي ينبغي معرفة وقت آذان الفجر والإمساك عن الطعام والشراب في رمضان وخرجت بنتائج نأمل أن يتم تعميمها على العالم الإسلامي كله.
من جهته قال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عاطف التل انه يجب الاستفادة من تجارب الدول الإسلامية في موضوع تحديد بدايات الأشهر القمرية بما في ذلك رصد الأهلة والمساهمة في إعداد الدراسات الفيزيائية والجيولوجيا الفلكية وتفعيل النشاط الفلكي المشترك والحافظ على التراث العلمي والعربي.
وأكد في كلمته التي افتتح بها المؤتمر مندوبا عن رئيس الوزراء الحاجة إلى العمل على إنشاء وكالة فضاء عربية وبناء مراصد فلكية بصرية وراديوية في الوطن العربي وتوحيد المصطلحات العلمية في هذا المجال. من جهته طلب رئيس الاتحاد الدكتور حميد ألنعيمي من علماء الإسلام إعطاء علم الفلك اهتماما خاصا لأنه يقوي العنصر الدنيوي في الإسلام مع العلوم الاخرى .

وشدد على ضرورة التعاون وتكثيف الجهود من قبل العلماء والباحثين والمهندسين والهواة والشباب في علوم الفضاء والفلك والجو لتقديم المساعدات والخبرات لكل من يحتاجها بهدف تطوير علوم الفلك والفضاء في الوطن العربي .

واستعرض مدير المركز الجغرافي الملكي الدكتور عوني الخصاونة دور المركز في رفد مسيرة الأردن التنموية بما تحتاجه من معطيات جغرافية وخرائط مشير الى استحداثه أخيرا قسما خاص بالاستطلاع الفضائي وسعيه إلى احتضان المركز الإقليمي التدريبي لتكنولوجي علوم الفضاء التابع للامم المتحدة .

وقال الخصاونة الذي يتولى منصب أمين عام الاتحاد أن المؤتمر سيناقش 130 ورقة عمل ضمن محاور أساسية تتعلق بالتقاويم العامة التجربة الخاصة وإشكاليات رؤية الهلال وتحديد بدايات الأشهر القمرية والحسابات الفلكية الشرعية وواقع الثقافة الفلكية في المجتمعات العربية والإسلامية وإحياء التراث الفلكي العربي الإسلامي وإنشاء المراصد الفلكية وإدخال مادة علوم الفضاء والفلك ضمن مناهج التدريس في المرحلتين المدرسية والجامعية.
وأشار إلى جهود سمو الشيخ سلمان بن جبر آل ثاني المستشار العلمي للاتحاد ودعمه لإقامة
المؤتمرات الفلكية وتقديم التلسكوبات اللازمة للجمعية الفلكية الأردنية