كتب -الدكتور احمد الوكيل -فرحة الأردنيين الغامرة بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لأخيه الملك عبدالله الثاني بحضور قمة العشرين بمطلع العام الجديد كضيف شرف ، لا توازيها فرحة أخرى لخصوصية العلاقة بين المملكتين الشقيقتين والثقل العربي والإسلامي والدولي لخادم الحرمين الشريفين وهو أمر لا ينتطح به عنزان .
فتكوين الامم وتربية الشعوب وتحقيق الامال ومناصرة المبادئ هو الامر الذي تحتاجه الأمة الإسلامية والعربية بشدة من لدن اهم حكماء المشرق كالملك سلمان وامير الكويت ومليكنا المفدى الذي يراهن خادم الحرمين الشريفين على حكمته كميراث ورصيد لمن سيخلفه في حكم السعودية بعد عمر طويل .
فدعوة قمة العشرين للزعيم الهاشمي هي استثمار في المستقبل القريب لقدرات الملك عبدالله الثاني في الملفات الشائكة بين السعودية وايران وخصوصا بساحة حرب اليمن ومظاهرات العراق وهو ما ترجمته مكالمة هاتفية قصيرة بين الملك عبدالله والرئيس العراقي كمتحدث باسم المجموعة العربية الداعمة لحق التظاهر السلمي للشعب العراقي الشقيق فالاردن والسعودية يراقبون المشهد الدموي الفظيع وقتل المتظاهرين السلميين على يد المليشيات التابعة لايران في كربلاء وبغداد سنة وشيعة معا .
وكما استطاع امير الكويت فتح كوة اي نافذة في الخلاف القطري السعودي تمثل بنجاح النسخة الاخيرة من دورة الخليج العربي وحضور اميرها المتوقع للقمة الخليجية بالرياض.
فان الملك سلمان يبدو عاقدا العزم بنفسه على ترميم العلاقات مع الأردن والتي كانت قد وصلت لحد الحرب غير المعلنة على الاقتصاد الاردني بضغط امريكي إسرائيلي لتمرير تفاهمات صفقة القرن مع الرياض وابوظبي على حساب عمان ودورها بالرعاية الهاشمية بالقدس والتلويح بفزاعة الوطن البديل.
وحتى لا نقطع الخطوط الحمراء فإننا نجزم ان ترطيب الأجواء بين الرياض وعمان والدوحة هو تعبير عن ازمة صامتة بين الإمارات العربية والسعودية أفرزت نتيجة تضارب مصالح البلدين في الساحة اليمنية.
اذا فمن المتوقع ان تشرق الشمس الأردنية بقمة العشرين بالرياض نتيجة تلاقي نادر للرياض وعمان خلال سنوات الحرب اليمنية التي كان الكل خاسراً فيها، ومن لنهضة الامة الاسلامية والعربية أكثر من قادتها الغيورين على مصالحها العليا؟ كخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان واخيه الشريف الهاشمي الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه وان غدا لناظره قريب.