أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأمن يحذر من حوادث الغرق نتيجة السباحة بالأماكن غير المخصصة الأرصاد تحذر من السيول والانزلاق على الطرقات السبت دراسة: تحسن الرفاهية والصحة النفسية للأردنيين واللاجئين العراقيين منذ 2020 أسعار النفط ترتفع عالميـا الإسعاف والإنقاذ يواصل انتشال جثامين شهداء من مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي متحدثة باسم الخارجية الأمريكية تعلن استقالتها احتجاجا بشأن غزة فتح باب اعتماد المراقبين المحليين لانتخابات النيابية المعايطة: لن تكون الانتخابات مثالية رسو سفينة قبالة سواحل غزة لتجهيز رصيف لإدخال المساعدات الاحتلال يحبط محاولة تهريب مخدرات إلى الأردن مقتل إسرائيلي بقصف جنوبي لبنان شبهات بسرقة الاحتلال الإسرائيلي أعضاء لضحايا المقابر الجماعية في خان يونس انطلاق منافسات ألتراماراثون البحر الميت اليوم أميركا تعلق على تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات بالجامعات الأردن .. تراجع تأثير الكتلة الهوائية الحارة الجمعة 7 وفيات و521 حادثاً مرورياً أمس بالأردن إعلام عبري يعلن عن حدث صعب للغاية على حدود لبنان الحبس لأردني سخر صغارا للتسول بإربد اليكم حالة الطقس في الأردن ليومي الجمعة والسبت السيناتور ساندرز لنتنياهو: التنديد بقتل 34 ألفا ليس معاداة للسامية
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة مشهد من الساحة الاردنية

مشهد من الساحة الاردنية

28-09-2019 05:18 AM

يعيش الاردن للأسف الشديد هذه الايام مشهد تعليمي لم يحصل من قبل, وقد تدحرج حتى اخذ طابع تأزيمي مختلف عن كل المشاهد التعليمية الاخرى, فقد تحول هذا المشهد من مشهد (علاوة) مالية بسيطة الى ازمة تعليم حقيقية انعكست بظلالها على جميع جوانب حياة المجتمع الاردني, وهنا نحن في هذا المشهد امام اسمان يتصدران هذا المشهد الراهن في الاردن: الدكتور عمر الرزاز رئيس الوزراء, والدكتور ناصر النواصرة نائب نقيب المعلمين الاردنيين, مع حفظ الالقاب لكل منهما.
الاول: يدير حكومة المملكة الاردنية الهاشمية, حكومة تزامن معها ازمات مالية عالمية خانقة, وتزامن معها ايضا ازمات مالية داخلية عنيفة جدا, فنحن اليوم نعيش واقع مالي تداخلت وتقاطعت فيه ابعاد سياسية في المنطقة ككل, ويحتاج الامر الى ان نضع نقطة ونبدأ ماليا من اول السطر, ويجب ان نعترف ان امام الدكتور عمر الرزاز ملفات مالية تراكمية صعبة تحتاج الى وقفة تأمل ثم وضع خطط علاجية متوسطة وطويلة المدى من اجل حلحلت جزء من هذه الملفات,..ولا شك ان هناك سوء في الإدارات المالية التي مرّت بها الحكومات الاردنية السابقة انعكست بظلالها الان لتشكلة بذلك أزمات مالية حقيقية حادة نعيشها اليوم.
والثاني: يدير نقابة المعلمين في المملكة الاردنية الهاشمية, نقابة بدأت منذ تأسيسها متواضعة واخذت الان موقعها المهني الصحيح بين النقابات, يدير نقابة معنية بقطاع عريض من المعلمين الذين (تآكلت) رواتبهم, حتى اصبحت لا تكفي اي منهم الى الثلث الاول من الشهر, وباتت صورة المعلمين للأسف الشديد من سنوات مضت تهتز اجتماعيا نتيجة للوضع المالي المتدهور الذي مروا ويمروا به, واخذ البعض منهم يبحث عن بدائل اخرى اضافة الى مهنة التعليم لكي يغطوا جزء من المتطلبات المالية لما تبقى من ايام الشهر, وقد انعكس ذلك سلبا على واقع مهنة التعليم بمجملها.
وجاءت الازمة, ازمة علاوة المعلمين, واخذت تتعقد لسببين لا ثالث لهما, السبب الاول يتمحور حول عدم وجود (جلسة) مالية صريحة, تقتضي من رئيس الحكومة وفريقه الوزاري توضيح حقائق الواقع المالي للأردن, وتقتضي في المقابل تفهم كامل من اعضاء نقابة المعلمين الاردنيين لهذا الواقع الصعب, ومن ثم وضع خطة مالية متفق عليها موّقعة من كلا الطرفين لبرمجة تلك العلاوة وتضمينها في الميزانيات اللاحقة, اما السبب الثاني فقد تمثل في (كثرة) الطباخين الذين لا يتقنون فن الطبخ, وهذا السبب جاء كنتيجة حتمية للسبب الاول,.. كثرة الطباخين تمثل في طرح كثير من المقالات اليومية من قبل بعض الكتّاب في الصحف والمواقع الالكترونية حول تلك الازمة, وقد عملت تلك المقالات على تأزيم المشكلة لا حلها لعدم توفر الاختصاص من قبل هؤلاء الكتّاب, ثم ان كثرة الطباخين تمثل في استضافة كثير من القنوات الاردنية لشخصيات نحترمها ونجلّها, وقد اظهر هؤلاء شيء من التحيّز الأيديولوجي لطرف دون طرف اخر, عمل ذلك على تأزيم المشكلة واعطاءها بُعدا اخر.
المشهد التعليمي في الاردن بات في العناية المركزة, فقلب العملية التعليمية متوقف عن العمل تماما منذ ثلاثة اسابيع, ومعنى ذلك ان الضحية وهم هنا (الطلبة) في حالة احتضار معرفي غير مسبوقة, كيف لا والمعرفة في عصر (الالكترونات) النشطة تقاس بالثانية وربما بالدقيقة, نعم قطار المعرفة يسير دون توقف, والخطورة ان يمر هذا القطار من امامنا دون ان نشاهد العالم من خلال نوافذه ..فننقرض معرفيا ونصبح محط تجارب للآخرين, لا قدر الله.
نأمل من الحكومة والنقابة معا ان يضعوا نقطة غير مأسوف عليها, وان يبدآ من اول السطر, سطر جديد يحمل في ثناياه (معاتبة..ومصارحة..وقبول..وجدولة..) للمشكلة القائمة بينهما, فالمشهد في الاردن لا يحتمل التأجيل, ولا يحتمل القال والقيل, ولا يحتمل عرض العضلات, ولا يحتمل الأيديولوجيات الزائفة, ...لا يحتمل حمّالة الحطب, ولا يحتمل طيور الأبابيل, فقد مللنا من المناداة المقّنعة بالجلوس لكرسي الحوار وطاولة التفاوض, ..نريد «جاعد» للمصارحة ليس الا.






تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع