أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الثلاثاء .. أجواء باردة وعاصفة مع هطول الأمطار انهيار أسعار السيارات الكهربائية بالأردن الأردنيون بالمرتبة 31 عالميا بمؤشر البؤس الحوثي: 10 غارات أمريكية بريطانية تستهدف الحديدة في اليمن السجن لأردني هتك عرض ابنته الطفلة - فيديو نتنياهو يمنع رئيس الشاباك من لقاء مسؤولة أميركية أبو علي: اتاحة اصدار وثيقة اثبات تسجيل بنظام الفوترة للملزمين إلكترونيا الأردن .. عملية تصحيح بصر توصل طبيب عيون إلى السجن ولي العهد يدعو في مكة: “اللهم احفظ الأردن وأهله” سموتريتش يدعو لتعزيز الاستيطان ردا على عقوبات أوروبية الصحفي إسماعيل الغول: بقينا مكبلين بلا ملابس لـ 12 ساعة الأرصاد: أمطار غزيرة على عجلون والكرك الكشف عن موعد صرف رواتب الضمان الرصيفة .. تفاصيل جريمة قتل رضيعة على يد والدتها وشريكها ضرب شخص وسلب مركبته في عمّان مقتل جندي إسرائيلي في اقتحام مجمع الشفاء بغزة إفطارات رمضانية للنزلاء وذويهم في مراكز الإصلاح - صور وادي الأردن: طوارئ متوسطة نظرا للمنخفض الجوي المتوقع قناة إسرائيلية تكشف عن أزمة في الائتلاف الحاكم. الاحتلال يفرج عن صحفيين اعتقلهم في مستشفى الشفاء
البندقية العفرا

البندقية العفرا

24-09-2019 02:48 AM

بقلم : الإعلامي عيسى محارب العجارمة

الزمان : عام 2001م

المكان : جزيرة أوكوسي في تيمور الشرقية

المناسبة : إستعادة البندقية ( العفرا )

كان ذاك الحدث المرتبط بواقعة قيام العقيد الركن ياسين صالح العدوان " أبو رعد " قائد كتيبة حفظ السلام الدولية 4 jorbat في ذلك الوقت ، بإستعادة بندقية م16 تعود لكتيبة حفظ السلام 3 فقدت في أرض المهمة نتيجة إهمال ليس هذا مكان ذكره .

وكانت موجودة لقرابة فترة طويلة في الجانب الآخر من الحدود قبل وصولنا لأرض المهمة ، وصدرت الأوامر وبامر مباشر من عطوفة رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن محمد يوسف الملكاوي باستعادتها مهما كلف الأمر .

وكانت الايام تمضي سريعاً ، والعقيد العدوان لا يملك ترف الإنتظار لأننا الكتيبة الأخيرة هناك ، فأخذ الأمر على محمل الجد والاجتهاد وكان يتوجه بنفسه إلى الحدود مرات ومرات في بيئة خطرة ، ويستقصي عن ضياع البندقية لدى القبائل والعصابات المحلية هناك .

إلى أن أستطاع أن يقابل وبكل شجاعة وروح تعرضيه قائد الكتيبة الإندونيسية الذي يمسك الأرض على الجهة المقابلة وبعد مفاوضات شاقة وإجتماعات تنسيقية دورية متعددة معه ، عاد عصر أحد الأيام إلى مقر قيادة الكتيبة في إقليم ( أوكوسي ) على شاطئ المحيط الهادي وهو يحمل البندقية العفرا .

كنا نجلس مع رفاق السلاح بإستراحة ما بعد صلاة العصر ، على الشاطئ ذو الرمال الذهبية تحت أشجار جوز الهند في جلسة يومية لمدة ستة أشهر ، نسهب فيها بالحديث عن الوطن والأهل والغربة ، ليبدد ذاك الروتين اليومي الممل رغم روعة المكان الساحر مشهد نزول الجنرال العدوان من سيارته اللاندكروز وهو يلوح لنا على باب مقر قيادة الكتيبة بالبندقية المستعادة ، ورغم تعب المشوار الطويل برحلة عودته من الحدود الدولية مع الجانب الإندونيسي بمسافة تقدر ما بين الطفيلة وعمان تقريباً .

هرعنا جميعاً نحن ضباط وضباط صف وأفراد الكتيبة إلى ذاك القائد البطل ، بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، وقمنا بتقبيل البندقية الطاهرة ، ونزل الأخوة الضباط من ناديهم واستراحتهم وشارك الجميع بإستقبال قائدنا البطل الذي إستعاد بندقيتنا التي تمثل شرفنا العسكري رغم أن ضياعها كان من مسؤولية أفراد الكتيبة التي سبقتنا .

بدوره أصدر قائد الكتيبة أمره بإحياء ليلة سمر تحت أشجار جوز الهند على شاطئ المحيط ، وتفنن قائد فصيلة الإتصالات وأفراده بإعداد حفل خاص إحتفاءا بهذه المناسبة السعيدة .

وتفنن قائد فصيلة الإتصالات وأفراده بإعداد مسرح الحفل من حيث الإضاءة ونظام الصوت حيث السماعات والميكروفونات ، ووضعنا الكراسي لإستقبال الضيوف الذين وجهت لهم الدعوات على عجل وهم قادة السرايا في الميدان ومعهم أعداد كبيرة من الضباط والجنود ، إضافة إلى قيادة القوة الدولية والكتيبة الأسترالية والشرطة الدولية ، وتم إعداد السماط (مائدة الطعام بالفصحى) الذي كان عبارة عن المناسف بالديك الرومي السمين والكاشو وكأننا بحفل عرس بدوي جميل في أرض الوطن .

كانت القصائد تتوالى بالفصحى واللون البدوي حيث ألقى الملازم أول الدكتور جهاد العجارمه قصيدة جميلة ، وقام قائد الفريق الطبي الدكتور بسام أبو حماد بالعزف على الجيثار ، والقيت أنا قصيدة بعنوان : البندقية العفرا ، وبعد التشاور مع المدعي العام النقيب القاضي العسكري مأمون المعايطة ، وركن القوى البشرية المقدم الركن دفاع جوي محمد العبادي ، وعدد من الأفراد والضباط لتكون مفاجأة كبيرة كهدية لعطوفة قائد الكتيبة البطل الذي سطر أروع ضروب البطولة والتضحية وهو يغامر بالذهاب منفرداً لقلب الأدغال الإندونيسية عدة مرات ، بما عرف عنه من روح تعرضية وشجاعة وأقدام فاق الوصف ، اثبته في هذه الواقعة ، التي نال على إثرها كتب الشكر والثناء من عطوفة رئيس هيئة الأركان المشتركة الباشا محمد يوسف الملكاوي ومديرية العمليات الحربية في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية الجيش العربي ، وتم النشر عن الموضوع في حينه بمجلة الأقصى العسكرية المتخصصة التي تصدرها شهرياً مديرية التوجيه المعنوي .

كان الحفل وليلة السمر قد بلغت ذروتها بالدحية والسامر البدوي ، حتى أن قادة القوة الدوليين الأجانب نزلوا للمشاركة ، وتعدى الأمر ذلك بعد أن شاركت بعض الضابطات الحسناوات بالسامر ، وبلغت المعنويات أوجها وعطوفة أبو رعد يعلم الأجانب تلك الرقصة البدوية الفلكلورية البديعة ليتمايلوا ويتمايلن جنباً إلى جنب مع شباب الكتيبة .

وكانت تلك لمسة إنسانية جميلة جدا عنا كعرب ومسلمين ، بنظر أولئك الرهط من القادة الدوليين ، إذ لم تمر فترة شهرين على الحادث الإرهابي المعروف بأحداث أيلول والذي تم فيه تدمير برجي التجارة العالمية في نيويورك ، وأستطاع من خلالها الجنرال العدوان مد جسور الثقة والتعاون معهم وبما يعكس الصورة الحقيقية عن العروبة والإسلام وينفي تهمة لصق الإرهاب بالإسلام .

نعم قمت بالامساك بناصية الميكرفون حينما قدمني عريف الحفل قائد المعسكر الرائد مروان الكاتب ، وقمت حينها بإلقاء القصيدة ، والتي كان من ابياتها على ما أذكر :

حي من خلف المحيط قد سكنا ، ودعني أقبل البندقية العفرا بيد إبن عدوان البطلا .

حيث قام قائد الكتيبة وصافحني مقبلا ، وطلب من مأمور قطعة السلاح إحضار البندقية العفرا فوراً ، وقمت بتقبيلها وأداء التحية العسكرية لها ، حيث قاطعني الحضور بعاصفة من التصفيق الحاد ، ونزلت الدموع على وجنات معظم مرتبات الكتيبة الحاضرون ضباط وضباط صف وأفراد .

وللحديث بقية .....





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع