أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
وزير الخارجية السعودي يحذر من “أمر سخيف”: الوضع صعب للغاية وعواقب وخيمة قادمة 1352 لاجئا سوريا يعودون لبلادهم في 3 أشهر المشاقبة : التجربة الحزبية في المجلس القادم قد تكون ضعيفة لغياب الايدولوجية والبرامجية حديقة تشعل شرارة بمراكز القوى والنفوذ في الأردن الشرطة الأمريكية تعتقل تمثال الحرية لتضامنه مع غزة بلينكن يزور الأردن في إطار جولة شرق أوسطية جديدة وزيرة فلسطينية تشيد بالعلاقات التاريخية بين الأردن وفلسطين تحذير من العروض الوهمية على المواد الغذائية عبر مواقع التواصل الاجتماعي الضريبة: لا غرامات على الملزمين بالفوترة حال الانضمام للنظام قبل نهاية ايار لواء اسرائيلي : دخول رفح حماقة إستراتيجية المطبخ العالمي يستأنف عملياته في قطاع غزة المستقلة للانتخاب تُقر الجدول الزمني للانتخابات النيابية محمود عباس يتخوّف من ترحيل فلسطينيي الضفة الى الاردن .. والخصاونة: نرفض اي محاولة للتهجير كتائب القسام: نصبنا كمين لقوات الاحتلال في المغراقة لأول مرة منذ 2011 .. وزير الخارجية البحريني يزور دمشق الأميرة منى تشارك بفعاليات مؤتمر الزهايمر العالمي في بولندا قوات الاحتلال تقتحم بلدة في جنين مقتل 3 جنود وإصابة 11 آخرين بانفجار عبوة ناسفة في غزة شهيد بقصف للاحتلال شمال النصيرات وانتشال جثامين 13 شهيدا في خان يونس الاحتلال يعتقل 15 مواطنا بينهم فتاة وطفلان من الضفة
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام همسة .. إلى أبي راتب

همسة .. إلى أبي راتب

27-01-2010 01:36 PM

     قبل ثمانية و عشرين عاما و في ليلة باردة من شتاء عام 1982 كنت منكبا على كتبي ، و روحي و جوانحي مأخوذة بذلك الصوت الملائكي الجميل ينشد "السجن جنات و نار .. و أنا المغامر و الغمار ... ليل السجون يلفني .. و تضمني الهمم الكبار" ، و يسحرني البيان الشجي ببلاغته و صدق عاطفته بأبياته "أماه ديني قد دعاني للجهاد و للفدى .. أماه إني زاحف للخلد لن أترددا" و لم أتردد حينها كما لم يتردد عشرات الألوف من الشباب في الانضمام إلى جموع الصحوة الإسلامية في كل مكان ، و علي أن أعترف لنفسي و لغيري أن أناشيد الشاب السوري المهاجر"أبي راتب" و الذي لم يتجاوز يومها الثامنة عشرة من عمره كان لها أكبر الأثر في التزامي و تديني و انتهاجي للإسلام حركة و جماعة و دعوة و منهج حياة.
     و تقدمنا في الحياة و تقدم بنا العمر و صدى أناشيد أبي راتب يصدح في قلوبنا و أرواحنا "تقدم تقدم فدربك مجد .. و موتك نصر و صوتك رعد .. تبسم بوجه الردى يا فتى .. فإنك ماض لجنات خلد" ، إلى أن حان يوما موعد للقاء مع أبي راتب الطالب الجامعي الذي يدرس في العراق و القادم إلى الأردن في إجازة ليخرج "مهرجان الأنشودة الإسلامية الأول" في الجامعة الأردنية و باستضافة من النادي الأدبي و ليشاركنا فيه "أبو أحمد" و "الترمذي" و ثلة من المنشدين الأخيار، و ربما كان دوري فيه إذ ذاك يقتصر على أحد أفراد المجاميع بلباسهم الأبيض و في لوحة "دار الأرقم" ، و كان أبو راتب قد منعني من الترديد بالصوت مع المجموعة لأن صوتي "الأجش" قد غطى عليهم جميعا و أفسد سلمهم الموسيقي و لوحتهم الإنشادية فاكتفيت بتحريك الأيدي و الشفاه ، و لذا فقد كان أبو راتب يمتدحني دائما بقوله "إن لك أذنا موسيقية .. فقط" و كنت أشاكسه بتقليدي لنشيده بأسلوبه الناعم المتمدن و مخارج حروفه اللينة الشامية البالغة الرقة.
      و في "مهرجان الأنشودة الإسلامية الثاني" ارتقى دوري ليسطر لوحة تمثيلية أندلسية كانت مقدمة للموشحات الأندلسية التي اكتست بحلة الكلمات الروحانية و المعاني الربانية و المدائح النبوية ، و تهادى صوت أبي راتب منشدا "يا نجوم الليل غيبي و اتركي الكون ظلام .. و دعينا في محاريب المناجاة قيام" و لتذرف دموعنا شوقا للحبيب في مغناته "عطفا أيا جيرة الحرم .. هواكمو زاد في هيمي .. واصلوني أو عدوني .. قبل تفنى مهجتي و دمي".
     و تطور أداء أبي راتب في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي إلى المشاركة في اللوحات الغنائية المسرحية ، حيث أبدع في مسرحية "قرية كان اسمها زيتونة" في أنشودته "و يأتي نهار و يمضي نهار و ترقص في دمعتي الخطوب" ، و مسرحية "مدينة لا تعرف الحدود" في أنشودته التي تحمل نفس العنوان، و يلمع نجم أبي راتب في سماء الأردن و فضاء العالم العربي و الإسلامي و العالم كله بعد ذلك.
     لقد غنى أبو راتب لأفغانستان فكانت رائعته "يا قمم جبال سليمان .. النصر لشعب الأفغان" ، و غنى و تغنى بفلسطين و بجندها المجاهدين و هتف "ألف تحية لفلسطين و لجند حماس" ، و غنى فكان وفيا للأردن و أنشد "عشت يا أردن فينا .. عشت نجما في السماء" و تغنى بعمان التي أحبها كما أحب دمشق فقال "عمان يا عمان يا زينة البلدان .. حبك في فؤادي على مدى الأزمان".
     و الآن يا أبا راتب أيها الصديق و الأخ و الحبيب ، و بعد أن داهمتك الخطوب في بلاد الغربة، و قدر الله لك أن يبتليك ، تذكر كل اللحظات الجميلة التي قضيتها مع أحبابك في عمان ، تذكر نشيدك لنا في منتزهات عمان ، تذكر مواويلك للقمر معنا على شواطئ العقبة ، تذكر حداءك للحجاج ليلة التقيناك في حالة عمار ، و ساعة عنفك الدكتور فضل عباس على خطأ وقع منك في وزن بيت من الشعر , و أنشد "يا سامعين الصوت"  و اصدح "برغم القهر" و اصرخ في وجه السجان "إنهم قادمون".
     أما سجانوك الأمريكان الأغبياء فليعلموا أن أحبابك و إخوانك و عشاقك –عشاق الحق- سيزيدون بفعلتهم هذه من عشرات الألوف إلى عشرات الملايين ، لأن كلماتنا كعرائس الشمع تبقى ميتة جامدة لا حراك فيها ، فإذا ما ضحينا من أجلها دبت فيها الحياة ، و علمتنا من جديد نشيد أبي راتب : اكتب حياتك بالدم .. و اصمت و لا تتكلم .. فالصمت أبلغ في جراح الحادثات من الفم .. و الصمت أقوى من رنين القيد فوق المعصم .

                                                                             المهندس هشام خريسات
hishamkhraisat@gmail.com   





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع