أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
مسيرة في وسط البلد دعمًا لـ غزة 34.356 شهيدا و77368 إصابة جراء العدوان الإسرائيلي على غزة الأمن يحذر من حوادث الغرق نتيجة السباحة بالأماكن غير المخصصة الأرصاد تحذر من السيول والانزلاق على الطرقات السبت دراسة: تحسن الرفاهية والصحة النفسية للأردنيين واللاجئين العراقيين منذ 2020 أسعار النفط ترتفع عالميـا الإسعاف والإنقاذ يواصل انتشال جثامين شهداء من مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي متحدثة باسم الخارجية الأمريكية تعلن استقالتها احتجاجا بشأن غزة فتح باب اعتماد المراقبين المحليين لانتخابات النيابية المعايطة: لن تكون الانتخابات مثالية رسو سفينة قبالة سواحل غزة لتجهيز رصيف لإدخال المساعدات الاحتلال يحبط محاولة تهريب مخدرات إلى الأردن مقتل إسرائيلي بقصف جنوبي لبنان شبهات بسرقة الاحتلال الإسرائيلي أعضاء لضحايا المقابر الجماعية في خان يونس انطلاق منافسات ألتراماراثون البحر الميت اليوم أميركا تعلق على تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات بالجامعات الأردن .. تراجع تأثير الكتلة الهوائية الحارة الجمعة 7 وفيات و521 حادثاً مرورياً أمس بالأردن إعلام عبري يعلن عن حدث صعب للغاية على حدود لبنان الحبس لأردني سخر صغارا للتسول بإربد
الصفحة الرئيسية عربي و دولي لعنة أسامة بن لادن تطل برأسها مجدداً

لعنة أسامة بن لادن تطل برأسها مجدداً

لعنة أسامة بن لادن تطل برأسها مجدداً

03-08-2019 10:16 PM

زاد الاردن الاخباري -

خاص - عيسى محارب العجارمة - كثرة لا يعرفون أن والدة أسامة بن لادن شيعية المذهب، فهي سورية الأصل وتحديداً من مدينة اللاذقية الساحلية من الطائفة العلوية الكريمة.

وتاليا رحلة ذهنية تسبر أغوار تلك العائلة وعلى لسان الأم نفسها التي شهدت تحول ابنها نحو الراديكالية والتطرف، لتقول بأن تعرض لعملية غسيل دماغ من قبل رفاقه في الجامعة قلبت حياته رأسا على عقب من مليونير إلى مطارد في كهوف أفغانستان.

وبإعلان الولايات المتحدة الأمريكية، قتلها لحمزة ابن لادن نجل زعيم تنظيم القاعدة، تكون لعنة العائلة مستمرة كهاجس مرعب للغرب، كفلم الرعب عن مومياء فرعونية، تظهر من حين لآخر لتنشر اسطورتها كاسماك القرش المتوحشة في بحر العرب، والتي قضمت جثة والده أسامة بن لادن بعد أن رمتها هناك أحد قطع البحرية الأمريكية، ثارا من رجل لا زال يحرك الأحداث على خريطة الإرهاب العالمي حتى وهو في عداد الموتى.

فوفاة نجله حمزة الغامضة على الطريقة الهوليودية الأمريكية مناسبة لإعادة تسليط الأضواء على عائلة واحدة من أكبر قصص الرعب الحقيقي في العالم واستمرار الحرب بين امريكا والقاعدة إرث ولعنة ال لادن الدائمة.

فبعد مرور ما يقرب من 18 عامًا منذ حادث 11 سبتمبر (أيلول)، تظل عائلة أسامة بن لادن جزءًا مؤثرًا من المجتمع السعودي، فضلاً عن تذكيرهم بأحلك اللحظات في تاريخ المملكة، فهل بإمكانهم الهرب من ميراث تلك السمعة؟

لسنوات تجنبت عائلته الحديث عنه؛ طوال فترة حكمه التي امتدت على مدار عقدين زعيمًا لتنظيم القاعدة، وهي الفترة التي شهدت نيويورك وواشنطن غارات انتهت بعد أكثر من تسع سنوات بوفاة أسامة في باكستان.

في هذه المقابلة، مع والدة بن لادن، التي نشرتها صحيفة «الجارديان» البريطانية، يسلط الصحافي مارتن تشولوف الضوء على حياة الرجل الذي غيَّر مصير الشرق الأوسط للأبد.

في غرفة فسيحة في زاوية الغرفة تجلس امرأة ترتدي ثوبًا مزركشًا بألوان زاهية وينعكس حجابها الأحمر الذي يغطي شعرها على خزانة ذات واجهة زجاجية، بداخلها صورة في قلب إطار لابنها البكر تتموضع بين الممتلكات الأثرية العائلية وبين الأشياء الثمينة، تظهر الصورة شخصًا مبتسمًا ملتحيًا يرتدي سترة عسكرية، ويظهر في صور أخرى في الغرفة مسنودًا على الحائط رافعًا إحدى قدميه، مستندًا إلى رف الموقد وقد تم توزيع عشاء من إحدى الأكلات الشعبية وكعك الجبن بالليمون على طاولة طعام خشبية كبيرة.

السيدة ليست سوى «علياء غانم» والدة أسامة بن لادن، جميع الأنظار في الغرفة موجهة إليها، بالقرب منها يجلس اثنان من أبنائها الناجين أحمد وحسن، مع زوجها الثاني محمد العطاس الرجل الذي قام بتربية الإخوة الثلاثة، لكل فرد في العائلة قصته الخاصة ليرويها عن الرجل الذي ارتبط اسمه بالإرهاب العالمي. لكن علياء غانم هي من تمسك زمام الأمور اليوم، تسهب في وصف رجل بالنسبة لها لا يزال ابنًا محبوبًا فقد طريقه بشكل أو بآخر قائلة: «كانت حياتي صعبة للغاية لأنه كان بعيدًا جدًا عني»، وتستأنف حديثها بثقة: «كان طفلًا لطيفًا وكان يحبني بشدة». اليوم السيدة «علياء» في منتصف عقدها السابع وبصحة مضطربة، تشير إلى زوجها العطاس وهو رجل نحيل ذو هيئة حكيمة، يرتدي ملابس تماثل ما يرتديه ابنيه من ثوب أبيض يرتديه رجال شبه الجزيرة العربية، اعتنى بأسامة منذ كان في سن الثالثة حتى اشتد عوده.

تجمعت العائلة في إحدى زوايا القصر الذي يملكونه في جدة بالمملكة العربية السعودية التي كانت موطنًا لسلالة بن لادن، ولا تزال إلى اليوم واحدة من أكثر العائلات ثراءً في المملكة؛ فقد ساهمت إمبراطوريتها بالتعاون مع الأسرة الحاكمة في بناء الكثير من معالم المملكة الحديثة، وتمتد جذورها بعمق في مؤسسات الدولة.

يعكس منزل بن لادن ثروته ونفوذه، في المنتصف تجد دَرَجًا لولبيًّا كبيرًا وسطه يؤدي إلى غرف غائرة وواسعة، حلّ شهر رمضان وولّى ولا تزال أطباق التمر والشوكولاتة التي تميز أيام العيد وفيرة على كل الطاولات في جميع أنحاء المنزل، وتمتد مزرعة كبيرة خارج السياج إلى بقية الشارع.

إن إرث أسامة هو بمثابة آفة خطيرة على المملكة كما هو الحال على أسرته، ويعتقد كبار المسؤولين أنه من خلال السماح لعائلة بن لادن برواية قصصهم يمكن أن يثبتوا أن رجلًا منبوذًا وليس عميلًا هو المسؤول عن تلك الأحداث. ويزعم منتقدو السعودية منذ فترة طويلة أن أسامة بن لادن لطالما حظي بدعم الدولة، وأنه من بين 19 رجلًا الذين خطفوا الطائرة في أحداث 11 سبتمبر وكان للمملكة النصيب الأوفر.

يقول الكاتب أنه لا عجب إذًا أن عائلة أسامة بن لادن لم تتخل عن حذرها في مفاوضاتهم الأولية مع الصحيفة لإجراء المقابلة، فهم غير متأكدين ما إذا كان فتح الجروح القديمة سيبرهن على أنه شاف أو ضار، لكن بعد عدة أيام من المناقشات، باتوا على استعداد للتحدث، وذلك في وجود ممثل رسمي عن الحكومة السعودية (بعد الحصول على موافقة الحكومة).

«أصدقاؤه هم من غسلوا دماغه»
لقد كان مستقيمًا محبًا للدراسة، لقد أنفق كل أمواله في أفغانستان تحت ستار الأعمال العائلية. *والدة بن لادن

تجلس الأم بين إخوة أسامة غير الأشقاء، وتتذكر ابنها الأول الذي وإن كان يتسم بالخجل إلا أنه كان متفوقًا دراسيًا. أصبحت شخصيته قوية ومتزنة وكان يتصف بالورع الشديد، كما تقول: «أثناء دراسته للاقتصاد في جامعة الملك عبد العزيز، بدأ يميل إلى الراديكالية في فكره؛ غيره الناس في الجامعة، أصبح رجلًا مختلفًا». أحد الرجال الذين قابلهم هناك هو عبد الله عزام، وهو عضو في جماعة الإخوان المسلمين الذي نُفي لاحقًا من السعودية وأصبح مستشارًا روحيًا لأسامة.

تقول الأم للجارديان: «لطالما كان طفلاً جيدًا إلى أن التقى ببعض الأشخاص الذين غسلوا دماغه في أوائل العشرينات من عمره حيث انضم إلى ما يشبه الطائفة الدينية. كان لديهم المال لقضيتهم، وكنت أقول له دائمًا أن يدعهم وشأنهم، لكنه لم يبح لي أبدًا بما كان ينوي أن يفعله لأنه أحبني كثيرًا».

في أوائل الثمانينيات، سافر أسامة إلى أفغانستان لمحاربة الاحتلال الروسي، يقول حسن شقيق أسامة: «كل من قابله في البداية كان يكنّ له من الاحترام الكثير، حتى الحكومة السعودية كانت تعامله بطريقة راقية ومحترمة ثم جاء أسامة محمّلًا بالفكر الجهادي. في البداية كنت فخورًا به لأنه كان أخي الأكبر، لقد علّمني الكثير، لكنني لا أعتقد أنني فخور به بوصفه رجلًا وصل إلى النجومية ليذهب معه كل شيء أدراج الرياح».

تنصت الأم باهتمام ليشرق وجهها وتصبح أكثر حيوية عندما تعود المحادثة إلى سنوات نشأة أسامة الأولى: «لقد كان مستقيمًا محبًا للدراسة، لقد أنفق كل أمواله في أفغانستان تحت ستار الأعمال العائلية». ترى هل كانت تشتبه في أنه سيصبح جهاديًا؟ جاءت إجابتها: «لم يخطر ببالي أبدًا».

تقول العائلة إنهم رأوا أسامة آخر مرة في أفغانستان عام 1999، وهو العام الذي زاروه فيه مرتين في قاعدته خارج مدينة قندهار مباشرة، تقول «علياء»: «لقد كان مكانًا بالقرب من المطار حيث قبضوا على بضعة مجندين روس، كان سعيدًا جدًا لاستقبالنا، اصطاد حيوانًا وأعدّ وليمة على شرفنا، ودعا الجميع».

تبدأ الأم بالاسترخاء وتتحدث عن طفولتها في مدينة اللاذقية الساحلية السورية، حيث نشأت في عائلة من العلويين، وهو فرع من الشيعة. «المطبخ السوري يتفوق على الطعام السعودي». كانت تقول: «وكذلك الطقس في منطقة البحر الأبيض المتوسط​​، حيث هواء الصيف الدافئ العليل يتناقض بشدة مع حرارة الجو في جدة». انتقلت «علياء» إلى المملكة العربية السعودية في منتصف الخمسينيات، ووُلد أسامة في الرياض في عام 1957، تطلَّق والداه بعد ذلك بثلاث سنوات، وتزوجت من «العطاس»، الذي كان آنذاك مسؤولًا في إمبراطورية بن لادن الوليدة، في أوائل الستينيات، أما والد أسامة فكان له 54 طفلًا من 11 زوجة على الأقل!

عندها غادرت الأم، وواصل الإخوة غير الأشقاء لأسامة المحادثة. من المهم، كما يقولون، أن نتذكر أن الأم نادرًا ما تكون شاهدًا موضوعيًا؛ يقول أحمد: «لقد مرت 17 سنة الآن (منذ 11 سبتمبر) ولا تزال في حالة إنكار عندما يتعلق الأمر بأسامة. لقد أحبته كثيرًا ورفضت إلقاء اللوم عليه، بدلًا من ذلك، تلوم من حوله، إنها تعرف فقط الجانب الطيب، الجانب الذي رأيناه جميعًا، لم تتعرف أبدًا إلى الجانب الجهادي».

«لقد صُدمنا». عرفنا منذ البداية [أنه كان أسامة]، خلال الـ48 ساعة الأولى من الحادث. من الأصغر إلى الأكبر سنًا في العائلة، شعرنا جميعًا بأننا سنواجه عواقب وخيمة، أما عائلتنا في الخارج فقد عادوا جميعهم إلى السعودية، كانوا مشتتين في سوريا ولبنان ومصر وأوروبا.

الفكر الوهابي أساسًا لتنظيم بن لادن
بعد الثورة الإيرانية عام 1979، كان هناك شعور جارف بأن إيران تحاول تصدير حماسة الشيعة إلى العالم العربي السني.

ومنذ ذلك الحين، قام حكام السعودية بتطبيق تفسير صارم للإسلام السني – وهو الإسلام الذي كان يُمارس على نطاق واسع في شبه الجزيرة العربية منذ القرن الثامن عشر وهو عصر رجل الدين محمد بن عبد الوهاب. في عام 1744، عقد عبد الوهاب اتفاقًا مع الحاكم آنذاك محمد بن سعود، مما سمح لعائلته بتسيير شؤون الدولة بينما حدد رجال الدين المتشددون الشخصية الوطنية كما أرادوها هم.

المملكة الحديثة، التي تأسست في عام 1932، تركت كلا الجانبين – رجال الدين والحكام – أكثر بأسًا من أن يتم تصفية أحدهما، يضيف الكاتب أن الدولة حبست مواطنيها في مجتمع محدد بآراء محافظة: الفصل الصارم بين الرجال والنساء؛ أدوار محددة لا هوادة فيها لكلا الجنسين؛ عدم التسامح مع الأديان الأخرى؛ والالتزام التام بالتعاليم العقائدية، كلها مختومة من قبل آل سعود.

يعتقد الكثيرون أن هذا التحالف ساهم بشكل مباشر في صعود الإرهاب العالمي، إذ إن نظرة القاعدة إلى العالم – وتلك الخاصة بتفرعاتها مثل الدولة الإسلامية (داعش) – تم تشكيلها إلى حد كبير من قِبَل الكتب الدينية الوهابية.

في عام 2018، تريد القيادة السعودية الجديدة رسم خط جديد في هذا العصر وإدخال ما يسميه محمد بن سلمان بـ«الإسلام المعتدل» وهذا ما يراه ضروريًا لبقاء دولة يعيش فيها عدد كبير من السكان الشباب الذين يشعرون بالسخط في أغلب الأحيان من صعوبة الوصول إلى وسائل الترفيه أو الحياة الاجتماعية أو الحريات الفردية.

بدأ الإصلاح يتسلل إلى العديد من جوانب المجتمع السعودي، وكان من أبرز ما شهده شهر يونيو (حزيران) رفع الحظر المفروض على قيادة النساء للسيارات. كانت هناك تغييرات في أسواق العمل والقطاع العام المتضخم. تم فتح دور السينما، وبدأت حملة لمكافحة الفساد عبر القطاع الخاص وبعض الدوائر الحكومية. كما تدعي الحكومة أنها أوقفت كل التمويل للمؤسسات الوهابية خارج المملكة والتي كانت مدعومة تحت غطاء دعوي منذ ما يقرب من أربعة عقود.

يتم امتصاص هذا العلاج بالصدمة التدريجية في جميع أنحاء البلاد، إذ لا تعرف المجتمعات المحلية التي كانت مشروطة بعقود من العقيدة المتصلبة دائمًا ما يجب أن تفعله إزاء كل هذه التغيرات المفاجئة. تناقضات كثيرة: بعض المسؤولين والمؤسسات تتجنب التيار المحافظ، بينما يتقبله الآخرون بكل أريحية! رغم كل هذا، لا تزال الحريات السياسية محظورة؛ حيث أصبحت السلطة أكثر مركزية وتم سحق المعارضة بشكل روتيني.
بن لادن ما بعد هزيمة السوفيتيين في أفغانستان
يتحدث الكاتب عن لقائه بالأمير تركي الفيصل، الذي كان رئيسًا للاستخبارات السعودية لمدة 24 سنة، بين 1977 و 1 سبتمبر 2001 (قبل هجمات 11 سبتمبر) بعشرة أيام، في فيلته في جدة. يقول تشولوف عن الفيصل أنه رجل مثقف في منتصف السبعينيات من عمره، ونقل عن الفيصل: «هناك أسامة بن لادن قبل نهاية الاحتلال السوفيتي لأفغانستان وواحد آخر بعده. قبل ذلك، كان مجاهدًا مثاليًا، لم يكن مقاتلًا بالمعنى الحرفي وباعترافه الخاص، فقد أُغمِيَ عليه أثناء المعركة، وعندما استيقظ، كان قد هُزم الاعتداء السوفييتي».

ومع انتقال بن لادن من أفغانستان إلى السودان، ومع توتر صلاته بالمملكة، كان تركي هو الذي تحدث معه نيابة عن السعودية. في أعقاب أحداث 11 سبتمبر، تعرضت هذه المعاملات المباشرة لمراقبة مكثفة، بعد ذلك – وبعد 17 عامًا – يرفض أقارب بعض من 2976 قتيلاً وأكثر من 6 آلاف جريح في نيويورك وواشنطن العاصمة الاعتقاد بأن الدولة التي صدّرت مثل هذا الشكل المحافظ من الدين لا يمكن أن يكون لها علاقة بالحادث.

يؤكد الكاتب أن بن لادن سافر إلى أفغانستان بمعرفة ودعم من الدولة السعودية التي عارضت الاحتلال السوفيتي. جنبًا إلى جنب مع أمريكا، قام السعوديون بتسليح ودعم الجماعات التي قاتلت حيث أخذ المجاهد الشاب جزءًا صغيرًا من ثروة العائلة معه، فقد اعتاد شراء النفوذ، وعندما عاد إلى جدة، كان رجلًا مختلفًا، حسب قول تركي: «لقد طور موقفًا سياسيًا منذ عام 1990؛ أراد طرد الشيوعيين والماركسيين اليمنيين الجنوبيين من اليمن، استقبلته وأخبرته أنه من الأفضل ألا يتورط، كانت مساجد جدة تضرب المثل الأفغاني». ويفسر الكاتب أن ما قصده الفيصل هو التفسير الضيق للإيمان الذي تبنته حركة طالبان.

«كان لديه وجه خال من التعبيرات» تابع الفيصل: «لم يكن يلقي النكات أو يبتسم. في عام 1992، كان هناك اجتماع ضخم في مدينة بيشاور نظمته حكومة نواز شريف، وقد تلقى بن لادن في هذه المرحلة الدعم والمأوى من زعماء القبائل الأفغان، وكان هناك دعوة للتضامن الإسلامي، وكنت هناك ولمحته من بعيد، التقت أعيننا، لكننا لم نتحدث، لم يعد إلى المملكة بل ذهب إلى السودان، حيث أسس شركة لإنتاج العسل وقام بتمويل مشروعات لشقّ طرق جديدة».

بحلول عام 1996 ، عاد بن لادن إلى أفغانستان، يقول الفيصل إن المملكة عرفت أن لديه مشكلة وأرادت منه أن يعود، ذهب الأمير الفيصل إلى قندهار للقاء رئيس حركة طالبان «الملا عمر» والذي بدوره رفض تسليم أسامة للسلطات السعودية قائلًا: «أنا لا أكره تسليمه، لكنه كان مفيدًا جدًا للشعب الأفغاني». وقال إن بن لادن قد تم منحه ملجأ وفقًا لما يمليه الدين الإسلامي.

وبعد عامين، في سبتمبر 1998، توجه الفيصل للمرة الثانية إلى أفغانستان، لكن هذه المرة تم ردعه بقوة؛ يقول عن الملا عمر: «كان أكثر تحفظًا». وبدلًا من التحدث بلهجة عقلانية، قال: «كيف يمكنك أن تضطهد هذا الرجل الجدير بالاهتمام والذي كرس حياته لمساعدة المسلمين؟» يقول الفيصل إنه حذر عمر من أن ما يفعله من شأنه أن يضر بشعب أفغانستان.

جاءت الزيارة العائلية وهذه المرة إلى قندهار في عام 1988، بعد ضربة صاروخية أمريكية على أحد مجمعات بن لادن – ردًا على هجمات القاعدة على السفارات الأمريكية في تنزانيا وكينيا، يبدو أن العائلة لم تجد أي صعوبة تُذكر في العثور على رجلهم، وهو ما لم تستطع فعله شبكات المخابرات السعودية والغربية كذلك.

بحسب ما نقله التقرير عن الفيصل فإنه في الأشهر التي سبقت أحداث 11 سبتمبر، علمت وكالة الاستخبارات السعودية أنه يجري التخطيط لشيء مزعج، في صيف عام 2001، تلقى الفيصل واحدة من التحذيرات حول شيء مثير يوشك أن يحدث للأمريكان والبريطانيين والفرنسيين والعرب، لم يكن يعرف أين، لكنهم كانوا يعلمون أن هناك شيئًا يجري تدبيره.

أين أسرة بن لادن الآن؟
حمزة أسامة بن لادن (29 عامًا) تم تصنيفه رسميًا على أنه «إرهابي عالمي» من قبل الولايات المتحدة، ويبدو أنه ورث عباءة والده.

يبقى بن لادن شخصية شعبية في بعض أجزاء البلاد، ويشيد به أولئك الذين يعتقدون أنه قام بعمل إلهي. ومع ذلك، من الصعب قياس عمق الدعم، في الوقت نفسه، سُمح لعائلته المباشرة بالعودة إلى المملكة؛ على الأقل اثنتان من زوجات أسامة (إحداهما كانت معه في أبوت آباد عندما قتله أفراد القوات الخاصة الأمريكية) وأطفاله يعيشون الآن في جدة.

وينقل الكاتب عن أحمد، الأخ غير الشقيق لأسامة، في حين كانت الخادمة تضع مائدة العشاء: «كانت لنا علاقة جيدة جدًا مع محمد بن نايف (ولي العهد السابق)، لقد سمح للزوجات والأطفال بالعودة». لكن بينما يتمتعون بحرية التنقل داخل المدينة، لا يمكنهم مغادرة المملكة. انضمت والدة أسامة إلى المحادثة، تقول: «أتحدث إلى زوجاته في معظم الوقت، إنهم يعيشون في مكان قريب».

لم تكن أخت أسامة غير الشقيقة، فاطمة العطاس، في اجتماع الصحيفة مع الأسرة. لكن من منزلها في باريس، قالت في وقت لاحق عبر البريد الإلكتروني أنها تعترض بشدة على مقابلة والدتها، وطلبت إعادة ترتيب المقابلة من خلالها وذلك على الرغم من موافقة إخوانها وزوجها، شعرت أن أمها تعرضت لضغوط في الحديث، لكن الأم «علياء» أصرت على أنها سعيدة بالتحدث، وأنها يمكن أن تكون قد تحدثت لفترة أطول مما ينبغي.

سألت العائلة عن ابن بن لادن الأصغر «حمزة»، البالغ من العمر 29 عامًا، والذي يُعتقد أنه موجود في أفغانستان. في العام الماضي، تم تصنيفه رسميًا على أنه «إرهابي عالمي» من قبل الولايات المتحدة، ويبدو أنه ورث عباءة والده، تحت إشراف القائد الجديد لتنظيم القاعدة، ونائب أسامة السابق، أيمن الظواهري.

يقول عمه حسن: «حمزة كان يقول: (سأنتقم لوالدي). أنا لا أريد أن أعيد تذكر ذلك المشهد مرة أخرى، لو كان حمزة أمامي الآن، لأخبرته: «الله يهديك، فكر مرتين حول ما تفعله، لا تسر على نفس خطا والدك، أنت تغول في أجزاء رهيبة من روحك».

إن صعود حمزة بن لادن المستمر قد يخفي محاولات الأسرة للتملص من ماضيها، وقد يعوق ذلك أيضًا جهود ولي العهد في تشكيل حقبة جديدة يُنظر فيها إلى بن لادن باعتباره انحرافًا عن هوية المجتمع الحقيقية، ومحاولة إثبات أنه لم تعد العقائد المتشددة التي فرضتها المملكة قبل ذلك مشرِّعة للتطرف، وفي حين أنه تم محاولة التغيير في المملكة العربية السعودية من قبل، إلا أنها لم تكن بحجم الإصلاحات الحالية.

إن حلفاء السعودية متفائلون، لكنهم يقدمون ملاحظة تحذيرية، ينقل الكاتب ما قاله ضابط المخابرات البريطاني الذي تحدث معه: «إذا لم ينجح ابن سلمان، سيكون هناك الكثير ممن يسيرون على نهج أسامة، ولست متأكدًا من أنهم سوف يتمكنون من فك اللعنة».
.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع