زاد الاردن الاخباري -
خاص - عيسى محارب العجارمة - بخضم الخطاب الوطني الصاخب يسجل لمعالي المهندس سعد هايل السرور مستشار الملك لشؤون العشائر، توجيه أجندة سمو ولي العهد صوب زيارة العشائر الأردنية في مضاربها، وصولاً لتدشين خطاب وطني جديد، يبين مدى التلاحم بين مؤسسة العرش والشعب في الميدان.
فزيارة سمو الأمير لناعور، ضربة معلم للسرور، وهو يعمل عكس إرادة البروتوكول والبيروقراطية التي تعمل على إبعاد الراعي عن الرعية، فما كان لهذه الزيارة الكريمة أن تتم لولا حنكة وبراعة السياسي المخضرم السرور في قراءته للمزاج السياسي الصاخب في البلد، وان مؤسسة العشيرة الأردنية تتعرض للتهميش والإقصاء المقصودين من بعض الجهات التي لا يهمها إعلاء الصوت العشائري الوطني.
عشائر العجارمة حالها حال عشائر الهلال الخصيب والجزيرة العربية عشية الثورة العربية الكبرى، كانت قد بايعت الحسين الأول ملك العرب، وهاهي تمد اليد لتجديد البيعة للحسين الثالث وارث مسيرة تلكم الثورة المباركة وقادتها الأبرار.
أما المبايعة، فقد نبه عليها القرآن؛ قال تعالى لحبيبه عليه أفضل الصلاة والسلام (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيما). قال عبادة بن الصامت رضي الله عنه: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، ونقول الحق حيث كنا، ولا نخاف في الله لومة لائم. وورد هذا الحديث عن عبادة رضي الله عنه على نسق آخر.
ومن هذا يُدرك بالبداهة أن الحبيب الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم كان يبايع أصحابه الكرام رضي الله عنهم، والقرآن شاهد بذلك، وقد أمرهم الله تعالى بالقيام بواجب العهد في الكلام القديم؛ فقال تعالى (وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا)، إلى غير ذلك من الآيات الكريمة.
المبايعةُ حدٌّ من حدود الحق يقف عنده أهل الصدق الذين صدقوا ما بايعوا الله عليه وعاهدوا الله، فخافوا سؤاله وعظموا جلاله، فتغلّب على قلوبهم سلطان الهيبة، وأخذهم من علّة نفوسهم إلى حضرته العلية، فانطمست قوابس أوهامهم بأشعة أنوار عظمته، فإذا سوّل لهم الشيطان خروجاً أو دخولاً وقفوا ذاكرين الله قائلين: ( إن العهد كان مسؤولا )، أولئك الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا، وانحجبت بصائرهم عن غيره، فأبصروه بها وعن الأغيار تعاموا، وعلى طريق رضاه قعدوا، وإلى داعيه قاموا. وما البيعةُ إلا بيعُ النفسِ وقطع علائقها والأعنة، (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة).
فإن انطبع المبايع على الصدق، ودخل حضرة قوم ، تجردوا من علائق رطبهم ويابسهم، فقد لوحظ من النبي صلى الله عليه وسلم بمعونة، (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم). وعلى ذلك يقوم منار الأمر، ويتم نظام الخير، وتصح الوصلة إلى الله، ويأخذ القلب عن الله، قال الله لحبيب الله (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله)، وإن بيعة الإمام المبين، والصادق الأمين عليه الصلاة والسلام نافذة سارية باقية هي هي، تتلقاها الأنفاس السليمة، وتعقد عليها الأكف الكريمة، لا تبديل لكلمات الله، وأهل الله نوّاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن هنا فإن العشائر الأردنية مطالبة اليوم بتأكيد البيعة للبيت الهاشمي لقطع الطريق على عتاة الإجرام في البيت الأسود للفصل بين الشعب وقيادته الهاشمية، وخيرا فعل المعلم السرور الذي مهد لهذه الزيارة وهي بلا شك مقدمة لزيارات أخرى قادمة لتجديد البيعة لجلالة الملك المفدى وولي عهده الأمين تمهيداً لعهد جديد أكثر املأ واشراقا للأردن الهاشمي.