زاد الاردن الاخباري -
برزت خلال العامين الماضيين ظاهرة جديدة أطلق عليها الـ Fashionista أو الفاشنيستا لترويج مفهوم (التسويق الحي) من خلال فتيات يعشقنّ الموضة ويقمن بالتسويق من خلال حساباتهن على "تويتر" و"فيسبوك" و"إنستغرام" و"سناب شات" و"يوتيوب" لمنتجات الشركات وفي مقدمتها الأزياء ومستحضرات التجميل.
وفي الوقت الذي تلاقي فيه هذه الظاهرة حالة من الجدل والانقسام على مواقع التواصل الاجتماعي، الا أن استمرارها حتى هذه اللحظة يؤكد أن العالم يتغير نحو مزيد من تقبلها خاصة مع ازدياد أعداد متابعي هذه الفئة على منصات التواصل الاجتماعي.
وتعليقًا على هذه الظاهرة، وجه الداعية والمُفكر الكويتي محمد العوضي رسالة لمتابعي هذه الفئة بهدف انتقادها في مقال نشره عبر حسابه الرسمي على موقع التدوين "تويتر" بعنوان: إلى منتقدي الفاشينستات ... غلط !
وتاليًا نص الرسالة:
ما رأيك بالذين ينتقدون الفاشينستات وغير راضين عن سلوكياتهن ومع ذلك يتابعون حساباتهن؟!
هذا السؤال من الرسائل والمشافهات المتكررة، التي تلقيتها بعد سلسلة مقالاتي التحليلية عن السلبيات المتعددة لظاهرة الفاشينستات في المجتمع.
والجواب: هو أن يتحمل كل إنسان مسؤولياته عن مقاومة الممارسة السلبية لهذه الظاهرة.
نصيحة محب لكل (الفلورز) توقفوا عن المتابعة والترويج للسطحيين.
أنتم من صنعتم النجومية الزائفة للتفاهة، فأعيدوهم إلى أحجامهم الحقيقية ورفقاً بالمراهقين والمراهقات ومن جهة أخرى - كما قلنا في مقال سابق، إنقاذاً للفاشينستات أنفسهن من الهاوية التي انزلقن إليها، وجّهوا اهتماماتكم لكل نافع ومفيد ومبدع حقيقي يستحق المتابعة والتشجيع.
أنتم بمتابعتكم لسماسرة الإعلانات والعارضات وتفاعلكم معهم والتعليق على سخافاتهم ووضع علامات الإعجاب على ما ينشر، تكونون شركاء معهم ومثلهم في الخطأ والجريمة وتتحملون معهم وزر النتائج وهو إثم لا يستهين به إلا الغافلون، قال الله تعالى: ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره).
وإذا كانت الفاشينستات ونجوم السوشيال ميديا يقولون من حقنا ترويج الإعلانات، فمن حقنا وحق الجمهور المستهدف أن يتشكك في مصداقية البضائع التي يروجون لها، ومن حقنا أن نتعامل معهم كتجار يتربحون من وراء ظهور وجيوب محبيهم.
وفعلا، كم من الماركات التي روجتها الفاشينستات والمشاهير كانت سيئة ورديئة باعتراف بعض نجوم هذا العالم التائه.
قرأت مرة عبارة يقول صاحبها: لا تعامل الآخرين كنجوم حتى لا يعاملوك كمعجب!
ومن جميل حِكَم ابن عطاءالله السكندري قوله: (لا تصاحب إلا من ينهضك حاله، ويدلك على الله مقاله).
فإلى كل من يتابع الفاشينستات بحجة أنه يريد انتقادهن، أقول له ياعزيزي شغلك غلط، أحسن نقد لهن يكمن في إسقاطهن من اهتمامك وانسحابك من عالم يعامل فيه المتابع على أنه أحد عبيد الأجساد والماركات، ولا يحترم فيه إنسانية أنثى ولا ذكر