زاد الاردن الاخباري -
خاص - عيسى محارب العجارمة - كشفت حادثة إطلاق النار قبل أيام في منطقة نفوذ الزعيم الدرزي المثير للجدل وليد جنبلاط، وإطلاق النار من قبل أنصاره على موكب احد الوزراء بالحكومة اللبنانية، أن الرجل ارسل للجهات الخارجية التي تدير اللعبة السياسية هناك، رسالة قصيرة مفادها أن الرصاصة لا زالت في جيبي.
وان مصير البلد ليس حكراً على صراع حزب الله الحريري، أو الاحري بين السعودية وإيران ضمن اللعبة الكبرى بالمنطقة، لا بل إن هناك أطراف وطنية فاعلة أهمها المكون الدرزي الذي يتزعمه السيد جنبلاط، قادرة على إيجاد توازن بين الفرقاء السياسيين بلبنان.
للامانه هي رسالة أدخلت شيء من السرور القومي خلسة إلى نفسي، التي تتوق لزمن الخنادق والمتاريس القومية العربية، قبيل رحيل المقاومة الفلسطينية من لبنان، واستذكر لحظات عناق جنبلاط الشهيد ياسر عرفات بوداع المقاتلين الفلسطينين على متن سفينة لقبرص ومن ثم الاستقرار المتفق عليه دولياً بتونس.
تنقل الزعيم وليد جنبلاط من خندق إلى آخر ونقل البندقية من كتف إلى كتف منذ بداية الحرب الأهلية في لبنان، وحتى مساهمته القوية بالتنكر لصداقته التاريخية لدمشق، وذلك بإخراج سوريا من لبنان بعد حادثة اغتيال رفيق الحريري.
الجزء الجميل في مسيرة هذا الرجل هو قدرته على قلب الطاولة بوجه الأصدقاء والخصوم معا، والخلاصة بهذا المقال أن الرجل شئنا ام أبينا كان صديقا للمقاومة الفلسطينية ببيروت، وهذا الرصيد لم يستنفذه كاملاً بل ابقى على شيء من البريق الاخاذ لرجال من وزن الشهيد أبو جهاد وغيره من قادة المقاومة، ويبدو أن الرجل تربى على ازيز الرصاص ومن شب على شيء شاب عليه فهذا الكهل الأنيق جزء صعب ورقم لا يمكن تجاوزه من المعادلات المعقدة على الساحة اللبنانية، وان الرصاصة لا زالت في جيبه فهل يذعن الرئيس الحريري ولا يصغي السمع كثيرا للهمس الخارجي بإذنه لأجل السلام في بلد الأرز واخر ديمقراطية حقيقية بأرض شرق المتوسط.