زاد الاردن الاخباري -
تتحسب الولايات المتحدة بقلق لاستمرار رفض جلالة الملك ومن خلفه الاردنيون لصفقة القرن، وهو ما دفع وسائل الاعلام الامريكية للحديث في اكثر من مناسبة وعبر تقارير عن خطة واشنطن للرد على رفض الصفقة من قبل الاردن والفلسطينيين على حد سواء.
ونقلت هذه التقارير عن مسؤول أمريكي قوله إن بلاده، تتخذ تدابير وقائية، تحسبا لمعارضة الفلسطينيين للخطة الأمريكية لحل الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي المعروفة باسم صفقة القرن.
القلق الامريكي من الجانب الأردني مرده الى تسلح عمّان وعبر تحركات حثيثة لجلالة الملك مؤخرا برفض اوروبي للصفقة.
فقد نشرت صحيفة الجارديان بريطانية رسالة حصرية موجهة من عشرات المسؤولين الأوربيين السابقين إلى الإدارة الأمريكية وقادة بلادهم، دعوا فيها أوروبا إلى مساندة حل الدولتين، ورفض خطة السلام التي تعمل عليها إدارة دونالد ترامب ومعروفة إعلاميًا باسم "صفقة القرن"، لأنها ليست عادلة للشعب الفلسطيني وستكون على حساب الأردن.
الجارديان اوضحت أن الرسالة التي حصلت عليها موقعة من 36 مسؤولاً أوروبيا رفيعي المستوى، وصفوا صفقة القرن بالأحادية .
وذكرت أن المسؤولين قدموا الرسالة إلى فيديريكا موغيريني، منسقة الخارجية الأوروبية، ووقع عليها جان مارك أيرولت، كارل بيلت، فودزيميرز سيموسيفيتش، ماسيمو داليما، جاي فيرهوفشتات، داتشيان سيلولي، وهم رؤساء الوزراء السابقين لفرنسا والسويد وبولندا وإيطاليا وبلجيكا ورومانيا على التوالي.
كما وقع على الرسالة أيضًا السكرتيران العامان السابقان لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ويلي كليز وخافيير سولانا، ورئيسة أيرلندا السابقة ماري روبنسون. كما قام كل من وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد ميليباند وجاك سترو بإضافة أسمائهم.
وبحسب التقارير فان واشنطن سترد بداية على الرفض الاردني بتخفيض المساعدات والمنح السنوية وصولا الى الغائها نهائيا،فضلا عن الضغط على الدول الممولة والمانحة للاونروا لوقف تمويلها ما يعني تحويل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين واعالتهم الى مشكلة أردنية .
فضلا عن ذلك تلمح اسرائيل مرارا الى معضلة الاردن من حيث نقص المياه والطاقة، لسبب يرجعه البعض في جزء منه إلى اتفاقية السلام التي سمحت لإسرائيل بالتحكم في المياه التي تصل إلى الأردن وبناء على ذلك تترائى صفقة الغاز مع اسرائيل فضلا عن تزويد الاردن بالمياه كواحدةمن اساليب الضغط.
الى جانب ذلك تبرز معضلة اسرائيلية امريكية قد تعطل تنفيذ صفقة القرن حيث نصت اتفاقية السلام بين الأردن وإسرائيل عام 1994 على السماح لإسرائيل بالسيطرة على أرض «الباقورة والغمر» التي تبلغ مساحتهما 1390 دونما – 331 فدان – عن طريق تأجيرها تلقائيًا، إلا أنّ الملك اتخذ قرارًا يقضي بعدم تجديد الإيجار، وأنّ الأراضي ستعود أردنية بقرار سيادي.
هذه الخطوة من شأنها أن تعطل صفقة القرن كليًا، فأجزاء كبرى من المنطقة (ج) إضافة إلى وادي الأردن، هي جزء من الدولة الإسرائيلية المنتظرة التي لا يُمكن التفاوض عليها بعد تهجير سكانها إلى الأردن.