أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
حماس تنتقد بيان أمريكا لعدم تناوله المطالب الفلسطينية طلاب يغلقون مداخل جامعة (سيانس بو) في باريس احتجاجا على حرب غزة روسيا مستعدة لتعزيز التعاون العسكري مع إيران تقرير: دفن أكثر من 20 فلسطينًا أحياء داخل مجمع ناصر الطبي. استشهاد منفذ عملية الطعن بالرملة برصاص جيش الاحتلال قتيلان في استهداف مُسيرة إسرائيلية سيارة بالبقاع الغربي بلبنان. الفايز: الدم الفلسطيني ليس رخيصا شهيد وجرحى في غارة إسرائيلية غرب مخيم النصيرات الأمن العام يحذر من السيول والأحوال الجوية السبت. 1063 شاحنة مساعدات دخلت قطاع غزة خلال الأسبوع الحالي. ما تفاصيل عدم الاستقرار الجوي في الأردن الأسبوع القادم؟ إصابة بن غفير بجراح جراء انقلاب مركبته اثناء توجهه الى عملية الطعن في الرملة. نقابة الصحفيين توصي بتحويل منتحلي المهنة للمدعي العام. السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية مطالب بشمول أحياء بشبكات المياه في عجلون استعدادا للسيناريو الأسوأ .. إسرائيل تجهز مشفى تحت الأرض استشهاد (روح) بعد عدة أيام من إخراجها من رحم والدتها حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول لحزب سياسي إسرائيل تساوم بـ"اجتياح رفح" في مفاوضات غزة .. ووفد مصري إلى تل أبيب أوقاف القدس: 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
صدر زاد الاردن واذاعة Bbc اوسع من الربع الخالي
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة صدر زاد الاردن واذاعة Bbc اوسع من الربع الخالي

صدر زاد الاردن واذاعة Bbc اوسع من الربع الخالي

05-03-2019 09:58 PM

خاص - عيسى محارب العجارمة - كانت مسيرتي مع وكالة زاد الاردن الاخبارية منذ 15 عاما تشكل رجع الصدى لروافد ثقافتي وشخصيتي الإعلامية التي صقلتةها عبر المطالعة والمتابعة الحثيثة لمصادر الاخبار من مظانها عبر اكثر من اربعين عاما مثل مجلة هنا لندن المتخصصة باخبار Bbc حينما كانت تزدهي بها مكتبة البيت الداخلي بمدرسة شنلر عام 1978 وما تلاها من سنوات الدراسة.

وكنت اتقابل كثيرا مع ليث الشبيلات وهو يصغي لاذاعة Bbc عبر راديو صغير بجولته الصباحية ماشيا او راكبا الدراجة الهوائية بكثرة قبل السابعة صباحا بمنتصف التسعينيات باسكان عالية بمرج الحمام وانا ذاهب لمعسكري حيث كنت استمع بشغف لها وسعادة ابو فرحان لا يلقي بالا لمن يسير خلفه فيما بعد حرب الخليج الثانية على ما اظن .

نحن في زاد الاردن نسير على خطى Bbc ونتعلم منها كل يوم مهنيتها الرفبعه كما غيرها من المصادر الاعلامية المفتوحة عبر الانترنت كرويترز والاناضول وبترا وغيرها لنصل بذائقة القارئ الاردني الكريم للقمة المنشودة .
وتاليا شهادة اعلامي من داخل الBbc لنتعرف على هذة القلعة الإعلامية الدولية الهامة التي نتعلم منها بكل يوم سواء عبر الاثير او الموقع الرسمي على الإنترنت فالاعلام له سادته ورواده محليا كزادنا الغالية او دوليا ك BBC.

يقول صديقنا :- قدمت إلى لندن شاباً في أوائل الثلاثين، وخرطوني (هذه من "انخرط" فانتبه!) في دورة يسمونها دورة القادمين الجدد. جاءنا فيها مدربون من أقسام شتى. وكلهم ينتقد البي بي سي بسخرية، مبطنة حيناً مكشوفة حيناً، لكن بغير مرارة.. شيء لا يحسنه في درب التبانة أحد كما يحسنه الإنجليز. أخذت جرعة من اطِّراح تمجيد الذات، ومن القدرة على نقد الذات. وكان في هذا درس.

بعد شهرين حملونا - نحن الأجانب الجدد - إلى إيفشام؛ وهذه قرية في وسط بريطانيا للبي بي سي فيها مركز هندسي. وقيل لنا: هيا عيشوا حياة بريطانية. المائدة عجب: أمامي من الملاعق والشوك والسكاكين، والأطباق المختلفات قُطراً وشكلاً، ما يمكن أن أفتح به متجراً للأدوات المنزلية، وجاء طعام من هذا المسلوق الذي يتناوله نزلاء المستشفيات في بلدي فلسطين. وعرفنا هذا الجانب من الحياة البريطانية. وكان ضيفَ المائدة نائب في البرلمان.

انتهينا من الطعام - ونسميه طعاماً للافتقار إلى كلمة أخرى - وقبل أن يلقي النائب خطبته ذهبت إلى المستراح لقضاء حاجة، وصادف أن وجدت هناك زميلاً تركياً، أم لعله إيراني! لا تسعفني الذاكرة. قلت له ونحن واقفان بالباب: المشكلة أنني لم أكتشف بعد لماذا يدفع البريطانيون كل هذا المال كي يثرثروا بثلاث وأربعين لغة؟ لماذا؟

لم يتح لصديقي أن يجيب، فقد خرج من حجيرة في المستراح النائب الضيف نفسه. لقد سمعني. يا للإحراج!

وعدنا إلى المائدة وقد أمست خواناً أزيلت من عليه الأطباق وبقيت الكؤوس. وقرعت مديرة الجلسة جانب كأسها تلتمس الإنصات، وقدمت حضرة النائب. وتكلم، وذكر أشياء عن الديمقراطية، ولا أدري ماذا. لكن فلسطينياً كوته بريطانيا بوعد بلفور لا يقتنع بهذا الكلام. ولم يتطرق النائب إلى تعليقي الذي لا بد أنه سمعه في المستراح. فكان لا بد من تذكيره به. وسألته أمام الجمع السؤال عينه لم أخرم منه كلمة. وأجاب بكلام عن الديمقراطية. لم يقنعني.

وتذكرت عمي معاوية رحمه الله.. فجاءني الجواب.

كان عمي مديراً للدعاية في الخطوط الجوية الكويتية. وكان يتحفنا ببعض اللطائف، ومنها أقلام حبر جاف جميلة المنظر.. وتكتب. وفي زمن طفولتي - ذلك السحيق - كان قلم الحبر الجاف يكتب حرفاً ويحرن حرفاً، فتأتي الكلمة مقطعة تقطيعاً دميماً. لكن قلم الخطوط الجوية الكويتية، الذي يحمل شعار المؤسسة، كان يسير على الورقة سيراً جميلاً، وينز فوقها من دم قلبه بانتظام مدهش. قلم جيد.. إذن لا بد أن المؤسسة التي أهدته إلينا مؤسسة جيدة!

البي بي سي الموجهة إلى العالم بلغاته المختلفة هي قلم الحبر الذي تهديه بريطانيا إلى الشعوب. البي بي سي الموجهة إلى بريطانيا - ويدلعها موظفوها بـ "بيب" - تخدم البريطانيين، ولا شأن لنا بها هنا. والبي بي سي الموجهة إلى الخارج - وكنا ندلعها بـ "هاب"، الأحرف الأولى من "هيئة الإذاعة البريطانية" - كانت قلم حبر جاف. هي هدية دعائية لبريطانيا. وهي هدية جيدة لكي نعرف أن بريطانيا جيدة.

بهذا الفهم عملت في "هاب" عشر سنين راجحة. وازددت معرفة بها عندما وعيت قولهم إنها تبث "وفق المصلحة الوطنية"، "إن ذه ناشنال إنترست". فالشرط ألا تُلحق المؤسسة ضرراً ببريطانيا. ولكن، من ذا يستطيع أن يفسر "المصلحة الوطنية"؟ أهل البي بي سي أقدر الناس على تفسيرها تفسيراً واسعاً. وأَسوق على هذا مثالاً:

وضعت حرب الخليج أوزارها، وأُخرج العراقيون من الكويت. وقامت سوق السلاح على ساقين من حديد. وبدأ الأميركيون والإنجليز يبيعون الحديد لدول الخليج. وقع بيدي تقرير مستند إلى مجلة "جين الدفاعية" يقارن بين مواصفات الدبابة الأميركية (لعلها شيرمان) والدبابة البريطانية (لعلها تشالنجر). وكانت المقارنة في صالح الدبابة الأميركية بشكل صارخ.

كنت منتج برنامج إخباري، وكان في مقدوري أن أضمن التقرير في برنامجي أو أن أتجاهله. وقررت أن أضمنه. كان في نوبة الترجمة المرحوم نجا فرج، وكان التقرير من نصيبه، فصرخ بي: يا رجل، هذا التقرير سيأتيك بالصداع! وقررت أن أفسر المصلحة الوطنية التفسير الواسع. وأذعنا التقرير. ولم أصب بصداع.

ثمة مثال آخر أسطع.

عندما كان العراق يحتل الكويت كان رئيس البرلمان الكويتي موجودا في لندن، وأجريت معه مقابلة انتقد فيها الحكومة الكويتية وانتقد الأمير. كانت هذه المقابلة خليقة فعلاً أن تسبب لي صداعاً،

فقد كانت بريطانيا في ذلك الوقت ضمن التحالف الدولي الذي شن حرباً على العراق لتحرير الكويت. لكنني بثثتها. وأعترف ههنا بخطأ تحريري، غير أنني لا أندم عليه: كان يجب علي أن أستشير سامي حداد مدير البرامج الإخبارية، ولم أفعل. كان هذا من جانبي نزقاً، ولكنني أظن أنني لو كنت استشرته لقرر أن يتجنب الصداع. ومرت على الأمر سنة أو سنتان. وللقصة بقية.

كنت في دورة تدريبية وكان يشرف عليها صحفي تقاعد حديثاً من البي بي سي. رآني من القسم العربي فقال لي: مرحى! أنتم الذين سببتم كل هذا الصداع بسبب المقابلة مع رئيس البرلمان الكويتي! لم يعرف أنني كنت شخصياً المسؤول. وأردف الرجل: لقد ترجمت المقابلة إلى الإنجليزية وجرت دراستها على أعلى المستويات، لأن وزارة الخارجية نقلت اعتراضها واعتراض الكويتيين على المقابلة. المهم، تقرر في النهاية أن المقابلة ليس فيها مشكلة تحريرية.

كنت سعيداً بأن كبار المسؤولين تولوا الرد على الجهات الخارجية بأنفسهم دون الرجوع إلينا. فلم يعلم أحد في القسم العربي بما سببته تلك المقابلة من صداع لعلية القوم. تلك البي بي سي في أحسن حالاتها.

وإليكم قصة أخيرة:

أجريت مقابلة في القدس مع رئيس إسرائيلي سابق هو إسحق نافون. كنا نغطي الانتخابات الإسرائيلية التي أتت بإسحق رابين إلى الحكم 1992. وإلى فندقنا "الأميركان كولوني" جاء نافون. واخترت أن أسأله سؤالاً خبيثاً: أين ولدت سيد نافون؟ وجاءني الجواب المحرج: في القدس. الحمد لله أن هذا السؤال كان قبل بدء المقابلة الرسمية.

مع البي بي سي أجريت مقابلات مع شمعون بيرس في فندق سافوي بلندن، وحسني مبارك في مقر السفارة المصرية بلندن، وعلي عبد الله صالح وياسر عرفات هاتفياً، وحسن الترابي في الاستديو، ومع عشرات من الساسة والمحللين والمثقفين. تعلمت كثيراً، وكانت أخطائي كثيرة. وكان صدر البي بي سي أوسع من صحراء الربع الخالي.

سعيد أنني حضرت ذيل العصر الذهبي للراديو. والقسم العربي الآن يبث كما ظل يبث من ثمانين سنة، وأضيف إليه التلفزيون، والموقع الإلكتروني.

لتكن البي بي سي قلم حبر جاف. لكنه من أفضل الأقلام.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع