إصلاحيون أم مستهترون

اليكم يا من سميّتم انفسكم بالحراكيين ، فلقد وصلنا الى قناعة أنكم شامتون بالوطن ورجاله ومقدراته ، حيث إختبرناكم في اللحظات العصيبة التي استشهد وجرح خلالها عدد من أبناء ونشامى الوطن خلال قيامهم بواجبهم المقدس في محافظة البلقاء ، وكنا ننتظر منكم أن توظفوا وجودكم أمام ساحة مستشفى الاردن لتقيموا هناك بيت عزاء على أرواح شهداء الأجهزة الأمنية الذين قضوا مؤخرا بسبب الألغام التي زرعتها الخلية الارهابية المسماة بخلية الفحيص قبل القاء القبض على عدد من عناصرها وقتل بقيتهم .. ما توقعناه منكم وأنتم تعتبرون أنفسكم منادين بالإصلاح وحريصين على مستقبل الوطن وأهله أن تترحموا على الشهداء وتقرأوا الفاتحة على أرواحهم الطاهرة ، لكننا إكتشفنا وللأسف بأنكم أشد عداوة لبلدكم من أعدائه الحقيقيين .. فحينما عرفتم بالمصاب الأليم الذي وقع لشبابنا من بواسل الأجهزة الأمنية وأودى بوفاة وجرح نحو عشرة منهم ، بدت الشماتة على تقاسيم وجوهكم الكدرة ، فمضيتم تطلقون الهتافات الممجوجة وكأن أمر الشهداء لا يعنيكم ، كما أنكم لم تقدّروا الوضع العصيب والحساس فتغادروا موقعكم حتى تتيحوا المجال لرجال الأمن المتواجدين أصلا لحمايتكم لأن يلتحقوا بواجبهم في ميادين الشرف ، إننا بصراحة لم نعد مقتنعين بحراككم الذي أصبح مجرد فسحة اسبوعية لكم ، وظهرت خلاله زيف إدعاءاتكم بأنكم إصلاحيين ، لكن حقيقتكم التي وضحت بعد رفع القناع عن وجوهكم أنكم أصحاب أجندة ومشبوهين مرتبطين بجهات خارجية معادية للوطن وللشعب والقيادة .

وإذا كنا نسجل من عتب ، فإننا أبناء الشعب الأردني نضع اللوم على رجال الأمن من حولكم ، الذين لا زالوا ضابطين لأعصابهم وأنتم توجهون الشتائم لهم وتجرحون مشاعر الناس من حولكم وتتلفظون بألفاظ غير لائقة وتجاهرون بعداوتكم للوطن الذي ودّع ثلة من شرفائه المخلصين
، كان أحرى بكم أن تراعوا مشاعر ذوي الشهداء فتحولوا جمعكم الى مهرجان وطني تلقون فيه الخطب الرثائية وتشيدون بأبنائهم الذين ضحّوا بأرواحهم فداء لوطنهم وأمتهم ، إننا فعلا عاتبون على دولتنا التي تترككم على رؤوسكم وتتيح لكم المجال لأن تسيئوا بشكل صريح وعلني من غير حساب أو عقاب ، ومن هنا فإننا كشعب أردني ننصحكم بأن تكفوا عن هذه المهازل وأن تتوقفوا عن هذه الاعتصامات غير المبرّرة ، حتى لا يخرج أبناء الوطن عن صمتهم فيلقنوكم درسا لن تنسوه أبدا .