زاد الاردن الاخباري -
إن الإيمان بالحوار حول أي موضوع أو أي قضية، سواءً بالمواجهة، أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي ، يستلزم بالضرورة ان يتخلص المحاور من كل مفردات التخوين والنفي والإقصاء والتعالي، وإدعاء إمتلاك الحقيقية المطلقة، وأن يلتزم الموضوعية في طرح أفكاره وفي تحليل الطرف الآخر وما يوجه له من إتهامات - قدلاتكون حقيقية - ، قاصدا البحث عن الحقيقية من خلال النقاش.
فثقافة الحوار تتطلب التجرد ونبذ التعصب، والإبتعاد عن القناعات السابقة والمواقف المبيته والأحكام المعدة سلفاً خلال الحوار، فهذا التجرد يخلق جواً من الصدق في الوصول إلى الحقيقية كهدف نهائي للحوار.
ولابد من الحرص الكبير على التحلي بالخلق الكريم أثناء الحوار، إذ إن التشنج والإنفعال لايتفقان مع أسلوب الحوار ولايتماشيان مع أخلاقياته، لان النفس الثائرة التي يملؤها الغضب لاتستطيع تحكيم العقل والمنطق في تفكيرها وأقوالها، وكلما ازداد الانفعال كلما ازدادت الهوة بين المتحاورين، لان المهاترات والتهريج آفات أخلاقية يغطي بها المحاور ضعفه وعجزه واهتزاز ثقته بنفسه وبأفكاره، بينما يرفع الهدوء والتروي وضبط النفس واللين والمرونه من مستوى الحوار والوصول الى الحقيقة