في لقاء إعلامي مع أحد كبار موظفي وزارة المالية وأحد المختصين في المجال المالي ؛ كرر عطوفته جملة " أن الدينار الأردني لابد وأن يكون آنيق " ، وبمعنى أخر يبدو أن على الشعب الأردني كما أنه يدفع للحكومة ممثلة برجالاتها تكلفة آناقتهم من فخفخة ملابس ومركبات ولوازم سفريات درجة أولى ، وصواني الفضة وكاسات الكريستال ، وأطقم كنب الجلد الأصلي للمكاتب ، عليه أن يدفع إيضا تكلفة آناقة الدينار من لوازم المكياج وأدوات نفخ الأعضاء وعمل عقيدة للوجه ، وطرق إزالة السمنة من شفط دهون وربط معده .
كل ذلك لأجل أن يبقى الدينار الأردني بكامل آناقته كما هي الحكومة ، والشعب عليه أن يبقى شحاذ لسابع جد قادم من جدوده ، وسر القصة بين الآناقة والشحذه لايعلمها سوى المتمرسين في صالونات القرار السياسي العميقة جدا في الدولة .
والمفارقة السياسية الاقتصادية هنا تكمن في أن بقاء الدينار بكامل آناقته سوف لن يقدم للشعب أي منفعة أو مخرجاً من فقره ، فقط سوف يبقيه في حالة من الوهم الذهني الذي سيلازمه لسنوات ، وهي حالة ليست غريبه عليه كشعب لأنه يمارسها مع الحكومة كلما شاهدها على شاشات التلفزيون ، وهي تلمع كالجواهر وناعمة كنعومة ريش النعام ، ومضيئة كإنارة القمر ليلة الرابع عشر من الشهر ، سيبقى الدينار جنتلمان وانيق ، والشعب شحاذ وصاحب نخوة .