اذا سألوك عن أغرب المعادلات التي عرفها التاريخ المعاصر ، فَقُل :-
أغرب معادلة : أن تبيع الدولة كامل مقدراتها ومقوماتها ، ثم تخفي كل مساعداتها ، وترفع الأسعار والدعم والضرائب مرارا وتكرارا ، ثم تجمّد الدخل لما يزيد عن عشرة سنوات ، ثم تكتشف بعد ذلك أن المديونية وصلت ستة أضعاف ما كانت عليه وما زالت في صعود مستمر .
أغرب معادلة عرفها التاريخ المعاصر : ان تعمل الدولة جاهدة على شرح وتوضيح رسالة عمان بطابعها الإسلامي المعتدل وفي ذات العاصمة تُقام اقذر وادنى وأحط المهرجانات اللاخلاقية والممارسات اللادينية بكل فُحش ورذيلة وبرعاية أمنية.
وقل أغرب معادلة معاصرة هي : أن الأجهزة الأمنية المختصة بمكافحة المخدرات ومشتقاتها كانت فيما سبق تعطي الافراد دورات على كيفية التعرّف عليها وعلى كيفية تمييز رائحتها وذلك لسببين :
الأول - لندرتها وقلتها .
الثاني - للحرص الشديد على ملاحقة اصحابها وضمان عدم تواجدها .
واليوم المخدرات تباع على قارعة الطريق بعد ان وصلت الى المدارس والأحياء .
أغرب معادلة عرفها التاريخ المعاصر : عندما تُهيكل الدولة قواتها المسلحة وتقلصها وتحولها الى مجموعات واقسام بعد ان كانت قوة يُحسب لها حساب في المنطقة ، في ظل ظروف اقليمية غاية في التعقيد ، ثم تعيد العمل بقانون خدمة العلم المتوقّف منذ عام ١٩٩٤ !!!!.
وقل أغرب معادلة عرفناها : عندما كانت الدولة تضطر لرفع سعر سلعة معينة ٥٠ فلس ، كانت تعمل ترويج ورصد لردات الفعل وتشرح الأسباب بإسهاب ويرافق ذلك زيادة على الرواتب .. واليوم لم تكتفي بكل الرفع ، لا بل وصلت الى الراتب نفسه للخصم منه بطرق مختلفة وعلى رأسها قانون الضريبة المزمع تطبيقة في بداية العام القادم .
وأغرب معادلة في الدنيا كلها : أن تجد الجميع يتحدث وبثقة عن وجود فساد متفشي في جلّ مفاصل الدولة ، ولكن لا يوجد فاسد واحد يتحمل المسؤولية وَيُسئل .. يقابل ذلك التحذير المتكرر من إغتيال الشخصية وضرورة تفعيل قانون الجرائم الإلكترونية .
ومن أغرب المعادلات عندما كانت الصحف الإسبوعية لا تجد لها قبول في الشارع ، فتعمد الى الفبركة كأن تتحدث عن جريمة قتل غير موجودة بغية تسويقها والإقبال عليها ، إذ كانت الجريمة عمل بالكاد تسمع به ... واليوم يا هملالي .
معقول الشعب اتغيّر .؟؟