زاد الاردن الاخباري -
جهاد بطاينة - بصوتهِ الهادئ ، وبرزانة حديثه ، بلطفه الودود ، وبدماثة خُلقه .. عُرف الباشا حسين هزاع المجالي ، إبنُ الكرك وإبن الشهيد ، وإبن الأردن ، والحارسُ الأمين للحسين ، والجنديّ الوفيّ للملك عبدالله ، لم تغيّرهُ المناصب أو تعددها
ولم تٌبعِدهُ عن قلوب الأردنيين الذين أحبوه وأحبهم .
خدمَ جُندياً في القوات المُسلحة ، وحارساً للحسين طيّب الله ثراه ، وسفيراً للمملكة في البحرين ، ولأنه يعي تفاصيل الأردن فقد أولهُ جلالةُ الملك عبدالله الثاني ثقته ليُعيّنه مديراً لجهاز الأمن العام ليدير الجهاز بحكمةٍ وحنكةٍ حمت الأردن من تداعيات إقليمية ، ومن مُخططات الشر التي أحاطت به ، ويشهدُ على ذلك مبدأ " الأمن الناعم " الذي صاغه الباشا لكي يزيل " الحاجز النفسي " في التعامل ما بين رجُل الأمن والمواطن .
يُدرك الباشا مشاكل الأردن بنظرته الثاقبة ، ونفاذ بصيرته ، وقوة نظره السياسية ، ونظرته الشمولية للقضايا الأمنية والسياسية والإقتصادية ، لإنهُ وبحُكمِ تعدد الأماكن التي خدم بها في الدولة الأردنية يعلم العِلل والعلة ، ويدركُ ما يحتاجه الوطن ، وما يريدهُ الشارعُ الأردني .
في مقابلته الشهيرة مع الإعلامية جزيل خوري ، قال الباشا أنني إستقلتُ من المنصب عندما كانَ وزيراً للداخلية لأن " إذا حدث خلل في منظومتك ، فعليكَ أن تكونَ رجُلاً وتتحمل المسؤولية " ، وتحمّل الباشا مسؤولية الخلل في منظومته وأستقال وترك المنصب لكي لا يكونَ عائقاً ، أو سلكاً شائكاً أمام طريق الوطن .
ليعود إلى الحضن الشعبي الذي لم يغادرهُ أصلاً ، ليتواصل عبر صفحةٍ فيسبوكية مع الأردنيين ويُشارك في الندوات الفكرية والثقافية ، ليبقَ حسين هزّاع المجالي الأردُني المرتبط المتجذّر بالوطن الأردني وأبناء شعبه ، ولكنَ الباشا وبصفته " عسكرياً " فأنه حتى وإن غادر المنصب يبقَ جُندي إحتياط لهذا الوطن ، وما كان إستدعاء جلالة الملك له في مجلس الأعيان إلا تأكيداً على الإدراك الملكي الدقيق بإنتماء وكفاءة هذه الشخصية التي تحظى ليس فقط بالثقة الملكية إنما بالثقة الشعبية والثقة المؤسساتية لرجلٍ خدم الوطن هو ووالده الشهيد هزّاع المجالي الذي إرتقَ شهيداً ، والباشا يُكمل مشوار التضحية والوفاء .