زاد الاردن الاخباري -
في الثاني والعشرين من شهر شباط من كل عام تصادف الذكرى السنوية لوفاة علم من أعلام الأردن بضفتيه وشيخ عشائري جليل من شيوخه الكرام , ذلكم هو الشيخ محمود حمدالله زايد الطويل ( ابوحسن ) .. شيخ عشائر الطويل . نستفيئ هذه الأيام بالذكرى العاشرة لرحيل شيخ اتصف بالورع والكرم والأخلاق الحميدة والسجايا الطيبة وحب الوطن المنبثق عن سلالة عريقة من الجدود الى الآباء ثم الأحفاد , وهم جميعا يعتمر في قلوبهم الاخلاص والحب والاحترام لذلك الشيخ الذي ما عرف إلا الإخلاص للعرش الهاشمي المفدى طريقا ومسلكا ونهجا غرسه في ذريته من الأبناء والبنات فالأحفاد . وقد صدرت الإرادة الملكية السامية بمنحه لقب شيخ عشيرة الطويل في عام 1965 .
ولد الشيخ الجليل في 22 – 2 – 1923 في ربوع مدينة البيرة الجميلة , وبدأ حياته العملية مبكرا في التصدي لآلة القمع الإسرائيلية البغيضة والممارسات الصهيونية الغاشمة , وجهوده الكبيرة لا تنسى أيضا في إصلاح ذات البين وتوحيد الكلمة ونصرة المظلوم وإغاثة الملهوف , فقد كان – رحمه الله تعالى – شخصية مرموقة تجمع ولا تفرق , تبني ولا تهدم , يعمل الخير ويمد يده الكريمة للمحتاجين سعيا لمرضاة الخالق العظيم واستجابة لتعاليم الدين الحنيف , وانسجاما مع السجايا الشخصية التي يتمتع بها شيخنا الفاضل .
تفوح الرائحة الزكية للحكمة والرصانة التي يتحلى بها الشيخ ( ابوحسن ) عبر العديد من الأحداث والقضايا التي قام بحلها على الصعيد الاجتماعي والعشائري , وتعتبر أساليبه في فض النزاع وإشاعة الوئام بين الاطراف التي كانت تلجأ إلى ديوانه العامر نبراسا يحتذى بل انها تشكل – في كثير من جوانبها – علما ينتفع به على مر الاجيال . إن ( أبا حسن ) شكل وبكل جدارة مرجعية اجتماعية وعشائرية وسياسية فريدة من نوعها , وهو صاحب الأداء المتميز والحضور البهي والشكيمة القوية والشخصية الدمثة المرتكزة الى ايمان عميق بالله العلي القدير , مقترنة بالجرأة حيث كان رحمه الله لا يخشى في الحق لومة لائم . كما أنه يمتلك بوصلة فكرية مؤشرها دائما صوب مصلحة الوطن الذي عشقه وأحبه ( الأردن وفلسطين ) فهما بالنسبة إليه كالرئتين في ذات الجسد , مؤكدا – رحمه الله – في كل الاحوال على وحدة الشعب الواحد على امتداد ضفتي النهر .
ترك الشيخ محمود الطويل خلفه الكثير مما يجب علينا ان نتعلمه كنهج واسلوب حياة وحكمة مطرزة بالشهامة والرزانة ... كما أن له أبناءا يحملون نهجه القويم في قلوبهم ومقلهم , يسيرون على دربه مكللين بالعزة والفخر السؤدد . لن ننساك يا شيخنا الفاضل , فسيرتك العطرة وخصالك الحميدة ومواقفك الرائعة وأفعالك الطيبة حاضرة ماثلة أمامنا يجسدها من بعدك كل عرفك وجالسك واستمع اليك , وكل من عرف أبنائك وأحفادك ...
في ذكرى رحيله الحادية عشرة لا نملك إلا أن ندعوا رب العزة أن يدخله جنات النعيم وأن يتغمده بواسع رحمته ورضوانه .
** فراس الحمد