أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
اليكم حالة الطقس في الأردن ليومي الجمعة والسبت السيناتور ساندرز لنتنياهو: التنديد بقتل 34 ألفا ليس معاداة للسامية "بيتزا المنسف" تشعل جدلاً في الأردن البنتاغون: الولايات المتحدة بدأت بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات تنظيم الاتصالات تتخذ تدابير لإيقاف التشويش في نظام “GPS” حماس ترد على بيان الـ18 : لا قيمة له الإحصاء الفلسطيني: 1.1 مليون فلسطيني في رفح الذكور يهيمنون على الأحزاب الأردنية إحباط تهريب 700 ألف كبسولة مكملات غذائية مخزنة بظروف سيئة المومني: الأحزاب أصبح لها دور واضح في الحياة السياسية الأردنية قوات الاحتلال تكشف حصيلة جرحاها في غزة .. وتسحب لواء "ناحال" الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أية إصابات بالملاريا القيسي: لا شيء يمنع تأجير قلعة القطرانة لمستثمر أردني وتحويلها لفندق اليابان تغتال حلم قطر في بلوغ الأولمبياد حماس مستعدة للتوصل لهدنة لمدة 5 سنوات ولن تسلم الأسرى قبل انتهاء الحرب الأردن على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام سموتريتش: حان الوقت لعودة الموساد إلى التصفية. أردني يبيع عنصر أمن ماريجوانا .. ماذا قالت المحكمة؟ - فيديو. استطلاع: 53% من الأميركيين لديهم ثقة ضئيلة بنتنياهو. الحكومة تتعهد بتسهيل تدفق السواح الروس للأردن
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة سهير جرادات تكتب لـ"زاد الأردن":...

سهير جرادات تكتب لـ"زاد الأردن": الخبز والامن

سهير جرادات تكتب لـ"زاد الأردن": الخبز والامن

13-01-2018 11:36 PM

زاد الاردن الاخباري -

امتاز رغيف خبزنا العربي بشكله الدائري؛ مما أكسبه خاصية اللف والدوران ، والسرعة في الدحرجة ، ولسيطرة الحكومة على سرعته، والتحكم بالمواطن الذي يلهث خلفه ليل ونهار ليوفر ثمنه ويقدمه لعائلته، ربطت الحكومات الرغيف بخيط "وهمي" أطلقت عليه اسم "الأمن والآمان" ، مع الامساك بطرفه الثاني بيدها حتى تتحكم بالعباد من خلال زعزعة الشعور بالأمن كلما أرادت أن تمرر قرارا ، حتى تضمن أن لا تلقى قراراتها أي معارضة أو اعتراض .

لا شك أن رغيفنا يعد خطا أحمر يحدد علاقة الحكومات بالمواطن ، وهذا ما ادركه الجميع ، خاصة بعد الأحداث التي شهدتها ساحتنا الداخلية من احتجاجات ومظاهرات غاضبة عقب اتخاذ حكومات سابقة قرارات برفع أسعار الخبز ، فما زالت حاضرة في الذاكرة " هبّة نيسان" أو ما عرفت بـ " ثورة الخبز" أو " ثورة الجياع " التي انطلقت في الخامس عشر من شهر نيسان من عام 1989 من مدينة معان جنوبي المملكة ، وانتقلت إلى الكرك والسلط وإربد ، ولم تهدأ إلا بعد أن اسقطت الحكومة ، وأقيل رئيسها زيد الرفاعي .

ولم تكن هذه المرة الأولى والأخيرة التي يحتج فيها الموطن على رفع أسعار رغيف الخبز ، بل تلاها في الثامن عشر من شهر آب من عام 1996 رفض شعبي لسياسة التجويع الحكومي ، التي انتهجتها حكومة عبدالكريم الكباريتي ، عندما أصدرت - استجابة لصندوق النقد الدولي - قرارا برفع سعر كيلو الخبز إلى 25 قرشا ، إلى أن أسقطت القرار" انتفاضة الخبز " التي انطلقت من الكرك وامتدت إلى معان والطفيلة وصولا إلى اربد الحكومة صاحبة شعار " الدفع قبل الرفع ".

تلك الأحداث ولدت تخوفا لدى الحكومات من اتخاذ قرار برفع سعر رغيف الخبز، كونه قد يكون فتيل اشتعال لاحتجاجات شعبية ، تؤدي للمطالبة بإسقاطها ، مما قادها إلى البحث عن قصة تحويل اهتمام المواطنين وتركيزهم، وتوجيه أنظارهم عن القضية الأساسية ، التي تمس قوتهم اليومي برفع الدعم عن الخبز ، وزيادة أسعاره بصورة جنونية ، لا تتناسب مع الدخول المحدودة ، وارتفاع نسبة البطالة .

لهذه الغاية ، ربطت الحكومات رغيف الخبز بخيط رفيع ، حتى تتمكن من شده في كل مرة تقرر فيها رفع سعره ، لتضغط من خلاله على المواطن القبول بالأسعار الجديدة ، بعد أن تشعره بالتهديد باستقراره الأمني ، وتضعه في أجواء مفاضلة بين القبول برفع سعر الرغيف وبين الحفاظ على الأمن والاستقرار ، بعد أن تنشر القصص التي من شأنها ترعيب المواطنين من حدوث أي خلخلة في المنظومة الأمنية- لا قدر الله – تفقده استقراره المنشود.

إن لعبة شد الخيط التي تمارسها الحكومة كلما ارادت رفع اسعار رغيف الخبز ، أصبحت مكشوفة للمواطن الذي يتمتع بدرجة كبيرة من الوعي ، وكشف انها لعبة غير مقنعة تستعملها الحكومة وسيلة لاجباره الصمت على الجوع مقابل التمتع بالأمن، الذي يتحقق أكثر مع الشبع.

دام الأردن قويا ، منيعا على أعدائه ، والمتربصين به .

Jaradat63@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع