آخر الخط الايراني عربيا
منى سالم الجبوري
ماقد أکدته الجامعة العربية عند ختام المٶتمر الطارئ لإجتماع وزراء الخارجية العرب يوم الاحد المنصرم، من إن صواريخ إيران باتت تهدد عواصم عربية وإن إيران قد قامت بنشر مجموعات إرهابية في دول عربية مختلفة مع إعتبار حزب الله اللبناني، کمنظمة إرهابية، يعتبر تطورا دراماتيکيا ملفتا للنظر في الموقف العربي الرسمي تجاه الدور الايراني المشبوه في المنطقة، وکأن هذا الموقف إشعار لطهران من إنه آخر الخط لها ولم يعد بوسع البلدان العربية أن تطيق هذا الدور المضر من مختلف النواحي.
منذ قرابة 4 عقود، وطهران تطبل و تزمر و تملأ الدنيا ضجيجا و صخبا بشأن معاداتها للولايات المتحدة الامريکية و إسرائيل وإنها تصر على فناء الاخير من الوجود، هذا الى جانب شعارات براقة أخرى نظير مناصرة القضايا العربية و الاسلامية و العمل من أجل تحرير القدس و الوحدة الاسلامية، لکن وعندما نجري عملية مراجعة و تدقيق و تمحيص لهذه الشعارات و مقارنتها مع مابدر و يبدر عن الجمهورية الاسلامية الايرانية، فإننا نجدا وکأن هذه الشعارات في وادي و الوجهة الحقيقية للسياسات الايرانية على الارض في واد آخر.
لماذا إستهداف السعودية و الاصرار على التعرض لها؟ من الخطأ جدا إعتبار رمي الصواريخ الايرانية عن طريق الحوثيين على السعودية هي بداية مرحلة إستهداف موطن الرسالة الاسلامية ذلك إن البداية تعود الى المحاولات المشبوهة التي بدأتها طهران منذ عهد الخميني من أجل تسييس شعيرة الحج و التأثير و التلاعب السلبي بأهم و أعظم مناسبة دينية تجمع مسلمي العالم کلهم مع بعضهم وکان القصد کما توضح لاحقا هو التشکيك بالدور السعودي الرائد في مجال إستقبال الحجاج و توفير الاجواء المناسبة لأداء فريضة الحج، ولما فشلت طهران في تحقيق هدفها المشبوه وکذلك فشلت في إشعال نار الفتنة الطائفية في السعودية و کذلك الهجمات الارهابية التي إستهدفت مناطق فيها، فإن إيران لم تجد بدا من العمل على البيت اليمني لتطرق من خلال الحوثيين الباب السعودي مرة أخرى.
إستهداف السعودية من جانب الجمهورية الاسلامية الايرانية بالاضافة الى السعي لتهميش دورها المهم و المٶثر على صعيد العالم الاسلامي، فإنها أيضا تتضايق کثيرا من بروز الدور السعودي عربيا خصوصا بعد تراجع الدور المصري و العراقي لأسباب معروفة للجميع، ولذلك فإن الهدف الايراني من التعرض للسعودية يسعى لتحقيق هدفين حيويين لم بإمکان طهران إخفائهما و التستر عليهما، ومن الواضح بأن الرسالة العربية التي تم إرسالها عبر الجامعة العربية لإيران من المفيد جدا للأخيرة الاستفادة منها خصوصا وإنها مقبلة على شتاء قارص جدا على مختلف الاصعدة.