اذا كان السؤال يحول الى استجواب ؛ فلماذا يكثر النواب من السؤال ويقللو من الاستجواب ؟، ولغة هناك اختلاف بين بين معنى السؤال ومعنى الاستجواب ، وبكل بساطة ومن خلال فراسة لغوية بسيطة ؛ نجد ان الاستجواب يتطلب من المستجوب ان يقدم ادلة تفند ادلة من يستجوبه ، اي هناك دليل يقدم ودليل ليؤكد اما صحة التهمة او بطلانها .
والذي يتابع ما يدور تحت القبة يجد ان حالات الاستجواب نادرا ما تتم ، وبالتالي كل ما يجري من طرح للأسئلة هو مجرد قياس لمدى تجاوب الوزير مع رغبات النائب الخاصة ، وفي حال تم رفض تحقيق تلك المصلحة الخاصة للنائب ؛ يتم قلب الطاولة على الوزير ويتحول السؤال الى استجواب.
وما سبق يمكن ان يطلق عليه فلسفة الديمقراطية الاردنية ؛ وهي ديمقراطية جاءت بالفزعة ككل عملية اصلاح سياسي يتم طرحها من قبل المطبخ السياسي ، والحقيقة المؤلمة هنا اننا في وطنا لانمتلك مجموعة افعال اساسية في يومنا البسيط والطبيعي ؛ كي تؤدي في النهاية الى سلوك ديمقراطي ، ويتم من خلاله معرفة من هو الديمقراطي ومن الفزعاوي في سلوكة ، وفي الخلاصة علينا ان نسأل انفسنا كاردنيين ؛ كم هي حالات الفساد الاداري والسياسي الذي لابد من وضعها في حالة الاستجواب ؟، أم ان كل ما يجري تحت القبة هو دلع سياسي !.