أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
حراك الجامعات المؤيد لفلسطين يمتد من اليابان إلى المكسيك تشكيل خلية أمنية بالخرطوم ونائب البرهان يزور جوبا إسعاف 1174 حالة خلال 24 ساعة بالأردن إيران: الإفراج عن طاقم سفينة مرتبطة بإسرائيل ارتفاع التضخم في تركيا قرب 70% مسجلا أعلى مستوى منذ 2022 إصابة 8 عسكريين سوريين بهجوم جوي إسرائيلي استهدف محيط دمشق السقوف السعرية للدجاج تدخل حيز التنفيذ اليوم الحدادين: لقاء الملك وبابا الفاتيكان هام جدا في اليوم العالمي لحرية الصحافة…“المبيضين” يحيي الصحفيين الأردنيين والفلسطينيين الاحتلال يواصل اعتقال 53 صحفيا فلسطينيا فرنسا تتضامن مع الأردن استطلاع: الإسرائيليون يفضلون التوصل لصفقة على شن عملية رفح فرص استثمارية في جامعة اليرموك تشمل بناء مستشفى تعليمي وفندق منظمة الصحة: خطة الطوارئ لعملية رفح المحتملة مجرد "ضمادة" الأمم المتحدة: التوغل في رفح سيكون مذبحة القسام: قصفنا تجمعات للاحتلال قرب كيبوتس نيريم أمطار ورعد .. عودة لارتداء الملابس الدافئة في هذا الموعد 102 حريقا في الأردن خلال 24 ساعة إسرائيل تؤكد مقتل أحد أسراها في غزة حماس تثمن قرارات تركيا المناهضة لإسرائيل
الصفحة الرئيسية أردنيات سأقول لربي كل شيء - الجزء الرابع (ما قبل الاخير)

سأقول لربي كل شيء - الجزء الرابع (ما قبل الاخير)

سأقول لربي كل شيء - الجزء الرابع (ما قبل الاخير)

26-02-2017 09:46 PM

زاد الاردن الاخباري -

تاليا الجزء الرابع وما قبل الاخير من رواية "سأقول لربي كل شيء" بالتعاون مع #الحكواتي .

حياتنا الجديدة كانت مختلفة تماما عن الحياة اللي تعودنا عليها أنا و أخواني و أمي.. وجود علا معانا بحد ذاته كان مختلف.. بوجودها ملت فراغ بحياة كل واحد فينا.

بالنسبة لأمي، علا كانت الدوا اللي قدرت تبلسم فيه الجراح اللي تسبب فيه موت أبوي و رحيلها عن عمان.. كانت الونس و البنت اللي ما خلفتها و استمتعت برفقتها طول عمرها.. و ملأت لها الفراغ الكبير اللي أنا تسببت فيه لما أخذتها من عمان للمفرق.

أما أخواني.. أكيد صار عندهم مين يراعيهم و يهتم فيهم أكثر، من بعد ما زهدت أمي فيهم و بالحياة كلها.. علا بالنسبة إلهم كانت بالسن اللي بسمحلها تكون أخت كبيرة و أم ثانية بكل معنى الكلمة.

أما أنا.. شو ما أحكي عن اللي عملته معي علا ما راح أقدر أوفيها حقها.. من أول يوم تسكر فيه علينا باب بيت واحد و غرفة وحدة، فاجأتني إنه اللي كنت أعيشه و أحلم فيه كان هو شعورها.. أهدتني يومها أحلى هدية حدا قدملي اياها.. جملة وحدة: "كنت دايما أدعي إنك تكون نصيبي".

حبها إلي كانت دافنيته زي ما كنت أنا عامل.. و بحياته ما حدا عرف أو شك بهالموضوع.. و ربي جمعنا إحنا الاثنين بعد ما كنا مفكرين إنه اللي بيننا إشي من طرف واحد.. اعترفتلي لما شافتني واقف تحت بيتهم يوم المطر إنها ما كانت قادرة تخبي خوفها علي أكثر من هيك.. و اعترفتلها إنه بهداك اليوم هي اللي خلت الدنيا ترجع تفتحلي ذراعاتها من جديد.. و ترسيني على بر كنت تايه عنه.

بأول أيام زواجنا كانت الأمور ماشية بسلاسة و عفوية زي ما كنت مخطط لها أنا و أمي.. حياة عادية بظروف مش عادية بالمرة.. و بصراحة أمي أتقنت دورها تماما زي ما كنت طالب منها بالزبط.. وشوي شوي، بدأت علا تحس حالها إنها ببيتها و بين أهلها اللي هي عارفيتهم بالأصل.

وقتها صارحت علا بكل إشي.. و سألتها إذا كانت لسه عند حكيها إنها مستعدة تساعدني إني آخذ حقي من أبوها أو لأ.. طلبها الوحيد كان إنه ما حدا ينضر أو ينأذي.. بس مشكلة مستعصية زي مشكلتي ما كان ممكن تنحل بدون أضرار.. وعدتها (بدون أي تفاصيل) إني أحاول يطلع الكل بأخف ضرر ممكن.. و بدأت.

كان مارق على زواجي ست شهور بس.. و الحال كان يضيق علينا يوم بعد يوم.. تحملت بالأول و خليت الدنيا تصعب بزيادة و تطبق فكها علي زي الفريسة السهلة براحتها.. الراتب اللي اشتغلت فيه كان ضعيف جدا، ملائم لشب خريج جديد ببداية حياته، بس مش يكون برقبته عيلة كبيرة.. و مع هيك استحملت.. كله حتى أتأكد من اللي كنت مخطط له.

لغاية ما انكسر علي إيجار البيت و بطل في مجال نتحمل أكثر من هيك.. طلبت من خالي اللي كان طالب من أبوي دين قيمته 10 آلاف دينار ينفذ اللي كنا متفقين عليه أنا و أمي معه، و يقدم الشيك اللي معه للشرطة، و يعمل فيي إحضار و ضبط.. و فعلا خلال يومين كنت بالنظارة ورا القضبان.

لما الخال يسجن إبن أخته عشان فلوس، و أنا معترف بالفلوس و مش منكرها، ما بكون ضايل قدام الضحية غير أهله ينقذوه.. و واحد زي حالاتي ما إلي أهل أو سند يطلعني من هيك موقف إلا عمي أخو أبوي.. المغامرة كانت إنه عمي اللي سمه الفلوس كان ممكن يرميني و يتركني أعفن بالسجن بدون ما يسأل علي.. فكان لازم آخذ ضمان معي إنه يتحرك غصبن عنه.. و الضمان كان بنته.. علا كانت هي الرهان اللي راهنت عليه.

راحت من ثاني يوم لعند أهلها بعمان.. و شرحت القصة لعمي سليمان و طلبت منه إنه يتدخل حتى يطلعني.. بدون ما تعرف إني متفق مع خالي على كل إشي.. حتى إيجار البيت و مصاريف أمي و أخواني تكفل فيها هو بدون ما تحس علا بأي شي.. كل همها كان إنها تنقذ زوجها و تطلعه.

بس عمي فاجأني و فاجأ علا و الكل بردة فعله.. حس إنه هالشغلة ملعوب بيني و بين خالي و راهن هو كمان على إنه خالي ممكن يرق قلبه علي و يحن على إبن أخته لما يشوفه راح ينحكم بالسجن.. رفض يتدخل و منع علا إنها ترجع للبيت.

مرت علي أيام و أنا محبوس.. و الشرطة تحقق معي و أنا معترف بالمبلغ اللي بطالبني فيه خالي.. حولوني أيامها على سجن الجويدة و صار وقت بده يطلع فيه حكم علي.. أجوا أمي و خالي زاروني و كان واضح على ملامحهم إنهم بدهم ينسحبوا من اللعبة.

رفضت.. ما كنت شايف قدامي طريق للتراجع بعد ما وصلت للي وصلتله.. حتى إذا طلعت؛ ما كنا راح نموت من الجوع.. بس كنت متأكد إنه أمي راح تروح فيها هالمرة و أكيد ما كانت راح تتأقلم مع الحياة و الوضع الجديد اللي كان راح ينفرض عليها بالغصب.

ترجيتها هي و خالي يتحملوا شوي.. القصة كلها على بعضها صارت قصة تكسير عظم.. أنا و عمي كل واحد فينا عاض على إصبع الثاني، و بدنا نشوف مين بده يتحمل أكثر.. و علا بهذيك الفترة اختفت.. لا أنا و لا أمي شفناها.. الخبر الوحيد إنها كانت تتصل بين فترة و الثانية بأمي و تترجاها تروح معها لعند خالي يتوسلوا له إنه يتنازل.

بس لما شافت إنه الموضوع ما راح ينحل، و انسدت الدنيا بوجهها هي كمان بعد ما رفضوا أخوانها يساعدوها؛ قررت تحل هي المشكلة.. أجت لعند أمي قبل موعد محاكمتي بيوم، و حطت قدامها 20 ألف دينار.. أضعاف المبلغ اللي أعطاني اياه عمي مقابل التنازل اللي عملتله اياه عن حصتنا بالمحل.

و أخيرا عمي وافق إنه يعطينا حقنا بالكامل.. بعد ما هددته تعمل بحالها إشي في حال انسجنت.. بآخر يوم، و بآخر لحظة تنازل خالي عن القضية و طلعت من السجن بفرحة كبيرة و عرس ما انعمل يوم زواجي بعلا.. يومها فرحتنا كلنا كانت ما بتنوصف.. لما الحق يرجع لأصحابه بعد معاناة و ألم و ضيق ما كنت عارف إنه راح يفرج و بهاي الطريقة؛ الفرحة مستحيل تنوصف.

هذا الدين كنت راح أحطه برقبتي لعلا ليوم الدين.. كان من المستحيل إني ألاقي طريقة أوفيها حقها.. لا أنا و لا أمي.. رجعت عالبيت بعد غياب و الدنيا كلها كانت كإنها بتضحكلي.

النية كانت ثاني يوم من الصبح نروح كلنا لعند دار عمي سليمان و ناخذ معنا هدية.. و نتفق نبدأ صفحة جديدة مع بعض و ننسى كل اللي صار.. عمي غلط و رجع لوعيه.. و أنا كنت مستعد أنسى كل اللي صار.. طبعا أمي مانعت و ما هان عليها تنسى الحبس اللي انحبسته بسبب عناد عمي، و على أساس بالأخير أروح أنا و علا لحالنا و نرجع المي لمجاريها.

بس فجأة.. حبست علا حالها بغرفتها و بدت تبكي بكاء أول مرة بشوفها بهاي الحالة.. و بعد مية محاولة إني أفهم السبب؛ حكتلي على كل إشي: "المبلغ اللي أعطيته لخالتي مش من أبوي.. أنا سرقته من بيت أهلي.. سرقت ذهب أمي و خواتي و بعتهم لأكثر من صايغ، و الفلوس اللي كانت ببيت أهلي كلها أخذتها تا جمعت المبلغ كله بيوم واحد.. و أعطيته لخالتي.. كان بدي أطلعك من السجن و بس.. مش قصدي أسرق.. أنا آسفة.. أنا آسفة".

ما كنت عارف شو أعمل.. كل اللي عملته و خططت له ما أجى شي جنب اللي عملته علا.. أول عن آخر راح يعرفوا دار عمي إنهم مسروقين.. و أكيد كانوا راح يبلّغوا.. و التهمة لابسة علا زي وضوح الشمس.. اضطريت بساعتها أحكيلها عن كل إشي.

فهمتها إنها كان المفروض عمي يتحرك و يطلعني كرامة إلها مش إلي.. راهنت إنه ما في أب بقدر يصفط بنته لو شو ما كان.. مستحيل كان يقبل على زوج بنته إنه ينسجن و يضل يتفرج.. بس بعملتها هاي عقدت الموضوع على حالها و علي.

لامتني بالأول لإني ما حكيتلها شو اللي ببالي.. بس نيتي كانت إنه حتى تحبك اللعبة صح كان الأحسن إنها تعيش الدور اللي عليها حقيقة مش تمثيل.. و للأسف علا عاشت دورها لأقصى درجات التطرف و جابت ثمن حريتي بإيدها.. و صار لازم نفكر كيف ممكن نطلع من المعضلة الجديدة.

الجزء الثالث





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع