رسالة إلى كل كذاب ومنافق وفاسد في الدولة الأردنية

إن من أخلاق المرء الصدق ناهيكم إن كان مسلمًا، فضلاً عن كونه مسئولاً، والصدق من مكارم الأخلاق ومن أعظم خصال الخير التي جاء بها الشرع الحنيف وأكد عليها وأمر بها ، وهو خلق رفيع يتمثله الأفاضل من الناس ، ويتنكبه الأراذل ، ولذلك كان وصفاً ملازماً للأنبياء عليهم السلام والخلفاء من بعدهم، وضده ملازمًا للمنافقين وأشباههم .

وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : عليكم بالصدق ، فإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً ، وإياكم والكذب ، فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً . رواه البخاري ومسلم في الصحيحين .

والكذاب حين يكون منافقًا تكون الكارثة اكبر، فهو يتمثل الصدق ويجعلك تؤمن به ولو لأجل ثم تكتشف أنك أمام عدو لا يقل خطورة عن اليهود الماكرين لعنهم الله .

وفي هذا السياق يقول الشاعر #احمد_مطر بحق المنافق ما يليق به ويجسد حقيقته:

نافق ..
ونافق ثم نافق ، ثم نافق ..
لا يسلم الجسد النحيل من الأذى إن لم تنافق
نافق ..
فماذا في النفاق إذا كذبت وأنت صادق ؟؟؟
نافق ..
فإن الجهل أن تهوى ليرقى فوق جثتك المنافق
لك مبدأ لا تبتئس كن ثابتاً لكن بمختلف المناطق
واسبق سواك بكل سابقةٍ فإن الحكم محجوز لأرباب السوابق

هذه مقالة خائف متملق، متسلق ..

ومقالتي : أنا لن أنافق حتى ولو وضعوا بكفي المغارب والمشارق
يا دافنين رؤوسكم مثل النعام تنعموا وتنقلوا بين المبادىء كاللقالق
ودعوا البطولة لي أنا حيث البطولة باطل والحق زاهق
هذا أنا ..
أجري مع الموت السباق وإنني أدري بأن الموت سابق
لكنما سيظل رأسي عاليا أبداً وحسي أنني في الخفض شاهق
فإذا انتهى الشوط الأخير وصفق الجمع المنافق
سيظل نعلي عاليًا فوق الرؤوس !!

أما والأمر كذلك فان الإنسان الطيب في هذا الزمان لا يمكنه أن يعيش وسط أُناس اخفوا وجوههم خلف أقنعة ذئاب وكيد ثعالب.

أنتم واهمون يا سادة وقبل ذلك أنتم أغبياء بأفعالكم وأقوالكم ووعودكم، فمن يفعل الشيء نفسه مرات ومرات وينتظر نتائج جديدة مختلفة فهو غبي بجدارة أو متغابي وفي الحالتين هو من تنطبق عليه الصفات والخصال الآنفة الذكر .

أنا وكل منصف في هذا الوطن نعتبركم أولادًا للشيطان، فالإنسان الطبيعي فية كثير من صفات الملائكة ، وقليل من صفات الشياطين.. فيه كثير من الخير وقليل من الشر ، إلا أنتم أيها المنافقين فأنكم تملكون كل الشر ولا خير فيكم ، وعزاؤنا الوحيد أن رب العالمين بشرنا بأنكم في الدرك الأسفل من النار .

كل هذه الرسائل وغيرها من أبناء الوطن المخلصين من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه و التي تُنشر كل يوم على مواقع التواصل الاجتماعي ، وهذه الرسائل المتكررة التي تُرسل لرأس الدولة، وعبر الاحتجاجات في الشارع ، ولم تلقى بعد آذانا صاغية من أي مسئول كبيرًا كان أو صغير، وكل هذا الاحتقان في النفوس وما زال الكذب والخداع سيد الموقف كالنعامة التي تغطي رأسها في الرمال، ألا تدركون خطورة الأمر ؟ ألا تتعظون من بلدان ليست منا ببعيدة ؟ بل على العكس تماما فإن صاحب القرار يتمادى في غيه ضاربا بعرض الحائط كل هذه التحذيرات والإشارات التي تصم الآذان وتعمي الأبصار .

تنشغلون بإدارة الأزمة بأسوأ ما تكون الإدارة، ولا يتوفر أدني تصور لحل أي من أزماتنا قديمها وجديدها ولا امل يلوح في المدى المنظور، وجُلّ ما تفعلون هو التهديد والوعيد والترغيب ومراقبة الناس على الفيس بوك وفي الشارع، وتلفقون لنا التهم الجاهزة .. تارة بأننا نريد تقويض النظام وتارةً خراب وطننا وتارة بأن لنا أجندات خارجية وتارة تحركنا أيادي خفيه .

أيها الحمقى :

أنتم من تحركوننا وأنتم من أوصلتمونا إلى الحائط، فماذا تنتظرون من جائعٍ ناقم حاقد على فسادكم وعهركم وصلفكم، كيف لا ونحن نشاهد ونسمع كل يوم تجاوزاتكم وتطاولكم على المال العام وعلى المناصب ومدخرات الوطن ومكتسباته التي هي من حق جميع أبناءه .

لعمري أن الذين استحوا ماتوا فعلاً

اللهم إننا نسألك بنورك وعزك وجلالك ، أن تأخذ من ظلمنا في هذا الوطن أخذ الزلزلة ، أخذ الرابية ، أخذ الدمدمة ، أخذًا وبيلا ، اللهم ابطش به البطشة الكبرى ، وانتقم منه ، واجعل كيده في تضليل ، وأرسل عليه طيرا أبابيل ، وألقه اللهم في الحطمة الكبرى ، وخذه يا قوي يا عزيز أخذ عزيز مقتدر .. اللهم أهلكه هلاكا عاجلا ، كما أهلكت عادا وثمود .

اللهم أحفظ هذا البلد آمنًا مطمئنا وأحفظ أهله الصابرون صبر أيوب