سأقول لربي كل شيء - الجزء الثالث

سأقول لربي كل شيء - الجزء الثالث

زاد الاردن الاخباري -

تاليا الجزء الثالث من من رواية "سأقول لربي كل شيء" بالتعاون مع #الحكواتي .

زي ما فاجأني عمي بالمبلغ اللي أعطاني اياه.. تفاجأ هو كمان بطلبي إيد علا.. و مفاجأته كانت مبررة و لأكثر من سبب.

أولا أبوي ما كان صارله شهر متوفي.. و هاد كان أقوى سبب.. ثانيا، بحياته لا هو و لا مرت عمي أو ولاد عمي حسوا إنه في إشي ممكن يصير بيني و بين علا.. حبي إلها كان مدفون ببير غميق ما إله قرار.. ما حدا كان يعرف فيه إلا فراشي و الليل اللي كنت أسهره بخيالي اللي تشبّع منها.

ثالثا و هو الأهم؛ كيف واحد زي عمي بده يرفض طلب زي هيك من واحد دوبه ناصب عليه بألوف.. عمي كانت ديّته الفلوس.. و هيك واحد حرام تعيش تحت جناحه ملاك طاهر زي علا.. أنا كنت أولى منه فيها.. بالأخير الصدمة سرقت منه أي رد ممكن يرد علي فيه.

- شو عمي.. أنا إبن أخوك و متربي عندكم بالبيت.. و متأكد إني راح أكون أحسن زوج لعلا...

- بس عمي إنت أبوك ما إله كم أسبوع متوفي.. و بعدين أنا بدي اسأل البنت..

- أكيد لازم تسأل البنت.. حقك و حقها، و إنت زلمة بتعرف بالحق.. و بالنسبة لأبوي أكيد كان راح يكون مبسوط لو إنه موجود بيننا.. لعلمك هو الوحيد اللي كان عارف إني بدي اياها.. بس دراستي و دراستها كانوا مأخرين الموضوع.. عشان هيك عمره ما فاتحك فيه.. و إحتراما إله و من بعد إذنك؛ إذا كان بده يصير نصيب بنعمل الحفلة أهلية بمحلّيّه.. إحنا أهل و بيت واحد.

- ماشي عمي ماشي.. بنشوف علا و بنردلكم خبر.

طبعا اللي تفاجأ أكثر من عمي بالموضوع كانت مرت عمي.. اللي عمرها أمي ما فاتحتها بهاي القصة من قبل.. بس الغريب إنه ثاني يوم اتصل عمي فيي عالبيت و طلب مني نيجي أنا و أمي مرة ثانية.. "عمي جيب أمك اليوم المسا و تفضلوا لعنا عالبيت".

هناك لقيت علا هي اللي طالبة إنها تشوفني و تحكي معي قبل ما تعطي رأيها.. و أخيرا بعد كل هاي السنين رجعت قعدت مع علا بعد ما صارت صبية كانت تحلى و تزهّر سنة ورا سنة.. وقتها كان الموقف محرج و مضحك بنفس الوقت.

أول ما قعدنا لغرفة الضيوف عندهم رسمنا أنا و هي إبتسامة و كإننا بنضحك عالعمر اللي مرق.. ضحكنا و كإننا لسه بنلعب حاكم جلاد.. و إسم جماد بلاد.. و كإنه خلافنا القديم إذا كانت خورفكان إسم بلاد حقيقي ولا تأليف مني.

- خليني نحكي جد شوي.. شو ذكركك فيي بعد كل هالسنين، شو اللي جابني على بالك؟

- جابك على بالي؟!!! ليش إنت غبتي عن بالي؟ علا إنتِ مخطوبة إلي من لما كانوا أمي و أمك يمزحوا بالموضوع.. و عمرك ما رحتي من بالي...

- (إحمرار خد) طيب ممكن أعرف ليش أنا؟ شمعنى انا؟

- لو بدي أحكيلك إنه ما في بهالدنيا زيك بكون بحكي حكي أفلام و قصص خيال.. بس إنت طول عمرك كنتِ خيال بالنسبة إلي.. و بدي اياكي تصيري حقيقة قدامي و بين إيدي.. بدي أكمل معك طفولتنا اللي خلصت قبل أوانها و أكبر معك.. مش ملاقي حالي إلا معك.. عشان هيك كنتِ إنت دونا عن غيرك.. شو بدي غيرك و إنت موجودة.

- .......................................

- شو مالك إحكي اللي بنفسك؟

- كنت بدي أسأل عن شغلات كثير بس خلص.

- بالعكس خذي راحتك و إسألي اللي بدك اياه.. أنا بأمرك.

- بصير أعرف شو اللي غير موقفك من أبوي و خلاك تقبل باللي أعطاك اياه؟

- أكيد بصير.. بإختصار عمي بعمره ما كان راح يعطيني اياكي لو كنت ضليت وراه و أطالبه بحقي.. و إنت بالنسبة إلي أغلى من هيك بكثير.. ما كنت مستعد أغامر و أخسرك.

- عن جد بتحكي ولا في شي تاني؟

- له يا علا.. لو بتعرفي شو إنتِ بالنسبة إلي و وين ساكنة جواي و من متى؛ ما كنت سألتي هالسؤال.. اتطمني.. أنا قبلان باللي قسمه ربنا إلنا أنا و أخواني إذا كنتِ إنتِ راح تقبلي باللي قسمه ربنا إلك.. و هو أنا..

- خلص.. خلينا نرجع نقعد معهم..

هاي المرة أنا اللي كنت متفاجئ.. الخوف اللي كانت شاعرة فيه علا كان خوف مشروع و من حقها.. الغريب إني كنت متوقع تسألني عن شغلات كثيرة ثانية حتى تتأكد من مستقبلها معي.. الأسئلة اللي أي بنت بتسألها للخطّاب اللي بيجوا عليها.

بس علا اختصرت كل المواضيع بقعدة ما استمرت أكثر من خمس دقايق.. رجعت قعدت مع عمي و أولاد عمي.. حكينا بمواضيع عادية عن القرايب و الجو و السياسة و حال البلد.. لغاية ما أجت مرت عمي و قطعت أحاديثنا الروتينية بجملة "مبروك يا خالتي.. علا ما راح تلاقي أحسن منك ولا إحنا.. إقروا الفاتحة إذا بتحبوا".

و أخيرا حلم علا راح يصير عن جد.. روحنا عالبيت و أنا الفرحة مش واسعيتني.. الدنيا كلها ما كانت راح تكفي الضحكة اللي كانت على وجهي.. دخلت عالبيت و بوست راس امي.. و نزلت صورة أبوي عن الحيط و بوستها كمان.. حكيت للصورة إني آسف.. و إنها كانت هي الغصة الوحيدة اللي مش مخليتني أصيح من الفرحة.. و إنك يا صاحب الصورة راح تضل الأغلى مين ما أجى بحياتي.

من بعدها صار لازم أرتب لكل شي.. الشغل الجديد و الحياة الجديدة اللي راح أبدأها بطريقة مختلفة عن الأول.. أول خطوة كانت إني أطلع من عمّان.. ما عدت قادر عليها و على مصاريفها.. و عارف إنه راح يصير برقبتي عيلة كبيرة هي أمي و أخواني، و هسه علا.

استأجرت شقة بالمفرق.. ململة و حلوة و على قدنا.. و كان لازم طبعا إني أطمن علا أكثر على حالها معنا.. خليتها هي اللي تختار الشقة.. و تختار فيها الغرفة اللي راح تصير غرفتنا.. أمي طبعا كان إلها دور كبير بإنها تطمّنها على حالها و مستقبلها معنا.

كانت دايما تاخذ دور جانبي بأي شي بدنا نعمله.. و "القرار قرارك إنت علا" كان هو الشعار اللي رفعته قدامها.. و اللي خلا علا تقبل بإنها تبدأ حياتها مع واحد بظروفي و وضعي.. جهزت لكل شي، و رتبنا لحفلة العرس زي ما اتفقنا عليها مع عمي سليمان.. عالضيق و شوية معازيم من القرايب القراب كثير.. و دخلت علا حياتي من أوسع باب.

و صار وقت أنا كمان أبدأ حياتي الجديدة و أتفرغ أكثر لعمي و الحق اللي كان أبوي يصرخ من قبره و يطالب فيه...........

الجزء الثاني