أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
رسو سفينة قبالة سواحل غزة لتجهيز رصيف لإدخال المساعدات الاحتلال يحبط محاولة تهريب مخدرات إلى الأردن مقتل إسرائيلي بقصف جنوبي لبنان شبهات بسرقة الاحتلال الإسرائيلي أعضاء لضحايا المقابر الجماعية في خان يونس انطلاق منافسات ألتراماراثون البحر الميت اليوم أميركا تعلق على تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات بالجامعات الأردن .. تراجع تأثير الكتلة الهوائية الحارة الجمعة 7 وفيات و521 حادثاً مرورياً أمس بالأردن إعلام عبري يعلن عن حدث صعب للغاية على حدود لبنان الحبس لأردني سخر صغارا للتسول بإربد اليكم حالة الطقس في الأردن ليومي الجمعة والسبت السيناتور ساندرز لنتنياهو: التنديد بقتل 34 ألفا ليس معاداة للسامية "بيتزا المنسف" تشعل جدلاً في الأردن البنتاغون: الولايات المتحدة بدأت بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات تنظيم الاتصالات تتخذ تدابير لإيقاف التشويش في نظام “GPS” حماس ترد على بيان الـ18 : لا قيمة له الإحصاء الفلسطيني: 1.1 مليون فلسطيني في رفح الذكور يهيمنون على الأحزاب الأردنية إحباط تهريب 700 ألف كبسولة مكملات غذائية مخزنة بظروف سيئة المومني: الأحزاب أصبح لها دور واضح في الحياة السياسية الأردنية
مغامرات صحفي .. الحلقة الثامنة
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام مغامرات صحفي .. الحلقة الثامنة

مغامرات صحفي .. الحلقة الثامنة

16-02-2017 11:47 AM

عند سقوط بغداد على يد القوات الامريكية عام 2003 كنت موجودا بمهمة صحفية منذ اسبوعين في مخيم الرويشد الذي أقيم داخل الاراضي الأردنية عشية الحرب التي قادتها أمريكا على العراق ، وكنت حينها أتابع عمليات الاغاثة التي كانت تقدمها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والهيئة الخيرية الهاشمية والهلال الأحمر الأردني لرعايا البلدان العربية والأجنبية الفارين من العمليات العسكرية في العراق ولا يحملون وثائق رسمية تثبت جنسياتهم ، حتى أصبحوا عالقين في ذلك المخيم الذي أقيم لهم في منطقة صحراوية تبعد 16 كيلومترا عن مدينة الرويشد .
ويتشكل معظم المحصورين في المخيم من عائلات فلسطينية وايرانية وكردية وأفراد محسوبين على النظام العراقي السابق ، استقبلهم الاردن لدواعي انسانية فهيأ لهم ظروف الاقامة المؤقتة وقدم لهم المساعدات والرعاية الكاملة ، ثم بدأ ببذل جهوده لاقناع دولهم باستقبالهم ، لكن تلك الدول من خلال سفاراتها بعمان رفضت وباصرار استقبالهم لأنهم أصبحوا فاقدين لجنسياتهم وحقوقهم في بلدانهم لأسباب يغلب عليها الطابع السياسي ، فتقطعت بهم السبل حتى صاروا فيما بعد عبئا جديدا على الاردن ، يقدم لهم الحماية والغذاء والدواء والماء والكهرباء والتعليم وغيرها من الخدمات الأساسية .
وفي صبيحة التاسع من نيسان من عام الفين وثلاثة بينما كنت في لقاء عمل مع منظمات الاغاثة في مخيم الرويشد سمعت بخبر سقوط بغداد ، العاصمة العربية التي تعزّ كثيرا على الأردنيين لما للعراق على الأردن من فضل كبير خاصة في عهد الرئيس صدام حسين ، فطلبت من السائق المرافق التوجه في اليوم التالي الى حدود طريبيل التي تبعد عن الرويشد حوالى خمسين كيلومترا لمعرفة الوضع عند المعبر ، وحين وصلت مركز الكرامة استأذنت رجال الأمن الأردنيين الذين يعرفوني جيدا السماح لي بالتوجه الى الحد العراقي الذي لا يبعد أكثر من دقيقتين بالسيارة ، فوافقوا لسبب واحد أنه لم تعد هناك دولة رسمية في الجانب الشرقي لكنهم أوصوني بعدم المغامرة باجتياز الحدود العراقية الى الداخل بعد أن أصبحت محتلة من قبل الأمريكان وقوات البيشمركة وقوى المعارضة الأخرى ، وحينما وصلت الى طريبيل تفاجأت بالمحتلين ورأيتهم يعملون على ازالة كل شيء مرتبط بالنظام ، كما شاهدتهم وهم يسقطون العلم العراقي ويحطمون صورة الرئيس صدام حسين على الواجهة الرئيسية للمعبر ويرشقون الطين على الصورة ويعبثون بمحتويات المركز وأوراقه وأختامه ، فثارت ثائرتي ولم أعد أتماسك أعصابي لما لهذا المركز من مكانة عظيمة في نفسي خاصة خلال زياراتي الرسمية المتتالية الى العراق الشقيق زمن الحصار ، وصرت أتوسل اليهم وكأنهم يعبثون بمحتويات بيتي حتى أمسك بي أحد أفراد البيشمركة وسألني عن شخصيتي وحينما عرف أني صحفي أردني احتد غضبا وأشهر سلاحه بوجهي وأقسم لو بقيت دقيقة واحدة في الموقع سيطلق النار عليّ ، وكان من الممكن أن يقتلني بسهولة لولا وجودي القريب من رجال الأمن الأردني ، وفي هذه اللحظة راجعت أمري ووضعت عقلي برأسي واعترفت بيني وبين نفسي أني أقدمت على مغامرة غير معقولة ، فعدت الى السيارة حيث كان السائق ينتظرني ويراقبني عن كثب ، بينما كان عناصر البيشمركة المسلحون ببنادق الكلاشنكوف يتابعوني بنظراتهم الحاقدة حتى غادرت طريبيل عائدا الى الرويشد .
وبصراحة أقول انّ أردنيتي وقوميتي وعقيدتي هي التي دفعتني الى خوض تلك المخاطرة المثيرة التي تعود لسببين رئيسين ، أولاهما تعاطفي الشخصي مع الشعب العراقي ووقوفي المتواضع الى جانبه منذ أيام الحصار من خلال تأسيسي لحملة المليون قلم رصاص عام 1997 وتسييري لحملتي الملابس والأدوية في العام التالي ، والسبب الثاني أني كواحد من ملايين الشعب الأردني لن ننسى وقوف العراق الى جانب الشعب الأردني في السنين العصيبة خاصة حين قدّم النفط للأردن مجانا وفتح حدوده لحركة التجارة الأردنية ولكل الأردنيين الراغبين بالعمل والزيارة الى بغداد .
ونحن الأردنيين كما يعرف عنا كل العالم من طبعنا الوفاء ولأجل ذلك كنا من أكثر الشعوب تأثرا عند سقوط بغداد واعدام صدام حسين رحمه الله .. كما أشير الى حقيقة يعرفها الجميع وهي أن العلاقات الأردنية العراقية وثيقة منذ الأزل ولم تكن هناك أدنى عداوة في تاريخ البلدين اللذين يتطلعان دائما الى تطوير علاقتهما في كل المجالات لتكون علاقات راسخة ومكينة ، كما أننا في الأردن – قيادة وحكومة وشعبا – نقف الى جانب الدولة العراقية الشقيقة بكافة مكوناتها وحريصون كذلك على وحدة العراق واستقراره وأمنه وندعم ونساند جهوده في القضاء على الارهاب والتطرف بما يمكنه من مواجهة التحديات التي تعترضه ، كما نتمنى دائما الخير للشعب العراقي الأصيل ، فهو من أقرب الشعوب الينا في كل وقت وعلاقتنا معه كأردنيين لها خصوصية متميزة وعالية حتى بات العراقي والأردني يشعران أنهما من عشيرة واحدة .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع