أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
قادة أمنيون إسرائيليون: الحرب وصلت لطريق مسدود مديرية الأمن العام تحذر من الحالة الجوية المتوقعة الاحتلال يعترف بمصرع 3 جنود بعملية كرم أبو سالم احتجاجات الجامعات الأميركية تتواصل وتتوسع بكندا وبريطانيا وأسكتلندا طقس العرب: المنخفض سيبدأ فجر الإثنين 6 أسئلة ستحدد أجوبتها الفائز في الانتخابات الأميركية السلطات الإسرائيلية تداهم مقرا للجزيرة فيضانات تكساس تجبر المئات على ترك منازلهم مقتل جنديين إسرائيليين في عملية كرم أبو سالم صور أقمار صناعية تكشف حشودا عسكرية إسرائيلية على مشارف رفح جماعة الحوثي: إحباط أنشطة استخبارية أميركية وإسرائيلية الأغذية العالمي يحذر من انتقال المجاعة من شمال قطاع غزة إلى جنوبه ارتفاع عدد ضحايا الفيضانات بالبرازيل إلى 66 قتيلا وأكثر من 100 مفقود روسيا : لن نقطع العلاقات الدبلوماسية مع دول البلطيق الرئيس الصيني يستهل جولتة الأوروبية بالإشادة بالعلاقات مع فرنسا (ميدل إيست آي): السلطة الفلسطينية طلبت من الاحتلال وأمريكا عدم الإفراج عن البرغوثي غالانت يحث نتنياهو على الموافقة على الصفقة الأمانة تعلن طوارئ متوسطة من صباح غد للتعامل مع حالة عدم استقرار جوي عبيدات : لا ينبغي تعليم أطباء المستقبل بمناهج الأمس بالفيديو .. الملكة: استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة أكبر تهديد للنظام العالمي
الصفحة الرئيسية أردنيات حدّثَني جدي - الجزء الثالث (ما قبل الأخير)

حدّثَني جدي - الجزء الثالث (ما قبل الأخير)

حدّثَني جدي - الجزء الثالث (ما قبل الأخير)

14-01-2017 09:51 PM

زاد الاردن الاخباري -

تاليا الجزء الثالث وما قبل الأخير من رواية "حدّثَني جدي" بالتعاون مع #الحكواتي.

- بعد رجعتي من يافا ما كان قدامي إلا إني أحاول أسجل بالجيش.. و كوني دارس بالمطران و معي مهنة خياطة، و بدعاء أمي الله يرحمها قبلوني و سجلت فعلا.. بعدني لهسه بتذكر رقمي، بتصدق؟ 10599!!! حملت حالي و رحت عالمحطة على أساس من هناك يبعثوني عالوحدة اللي تعينت فيها.

أعطوني العتاد أيامها كان كيس فيه الفوتيك و صندوق و بسطار و بطانيتين.. و طلعت بشاحنة الجيش و عالوحدة تبعتي.. يومها شوفير الشاحنة كان طاير زي المجنون.. و أنا واقف ورا بالشاحنة ما في حتى مكان أقعد فيه.. كانت فرصة يا جدي أخلي الهوا البارد يلفح بوجهي حتى ما أفكر أنا لوين رايح و شو ممكن يصير معي.

قول بالأخير وصلنا و طلع تعييني بالكتيبة الثالثة "جندي خياط".. أول ما نزلت أشروا لي على خيمة هناك لقيت فيها زلمة أكبر مني بالسن، بس محترم جدا و إجتماعي و بحبوح.. و إله فترة بخدم بالجيش و عارف كل إشي.. و فوق هذا كله كمان طلع جندي خياط زي حالاتي.

بس مع الأسف ما لحقنا أنا و اياه نقعد فترة طويلة و بهدوء زي ما كان يقول لي.. يا دوب صارلي شهر دخلت عالجيش و قرروا الإنجليز ينهوا الإنتداب البريطاني على فلسطين.. تاريخ ما بنتسى: 14 و 15 أيار 1948.. طلع قرار تقسيم فلسطين لدولة يهودية و دولة عربية.. و قامت الحرب بين العرب و منظمات اليهود.

فورا استدعوا كتيبتنا ضمن ثلاث ألوية تشارك بالحرب.. و لحقتنا بعدها كتيبة رابعة، طبعا غير كتايب المشاة.. و الحظ وين يجيبني يا حفيظ السلامة؟ على حوارة نابلس.. شوف هالحظ ما أحلاه.. عسكرنا هناك ثلاث أيام بتذكر قعدنا نحفر خنادق و الحماس فينا قايد عالآخر.. خلص بدنا نواجه اليهود وجه لوجه.. نحفر المطلوب منا باليوم و زيادة قد ما كنا فرحانين.. و دخولنا على فلسطين لغاية الآن كان ولا أسهل من هيك.

المفاجأة كانت باليوم الثالث لما قالوا إنه القايد اليوم راح يوصل لعنا.. و أتفاجأ لك وإنه هو إنجليزي يا زلمة.. يومها كلنا نتصفّن ببعض وماعاد حدا فينا فاهم إشي.. طلّع الأوامر إنه نتحرك الصبح من حوارة على رام الله؛ و قسم الكتيبة لسرايا حطوني أنا مع سريّة القيادة.. و طلب من سرية الخدمات الطبية و المستودعات والمؤن و اللاسلكي يتقدمونا.

أنا من يومها زيي زي غيري شميت ريحة مش مليحة.. صارلنا كم يوم يا زلمة ما حدا فينا طخ فشكة وحدة.. و ما حدا منا قادر يتخنفس بكلمة.. لغاية ما الله طمن قلوبنا و دخلنا عالقدس.. بالزبط من منطقة الشيخ جراح.. هسع العصابات كانوا متمركزين غربينا، و إحنا نتنقّل بسيارات مكشوفة.. و إنّو الرصاص نازل علينا مثل المطر.

انحدرنا من الشيخ جراح تا وصلنا لباب العمود.. نزلنا من سيارتنا و تمركزنا فوق مقبرة كانت مرتفعة و مواجهة للمناطق اللي تمركزوا فيها اليهود.. شايف علي؟ يعني بدك تتخيل إنت المكان و إحسب حساب إنه سور البلدة القديمة صار وين؟ على يسارنا.

هاتلي مخدة حطها ورا ظهري يا جدي.. أيوااااا..

قضينا الليلة غاد و إحنا نطخ ما إحنا عارفين على مين بنطخ و وين.. ما كنّاش شايفين حدا يا زلمة.. استشهد بهذيك الليلة اثنين مجاليّة و واحد من بيت السيلاوي، و تصاوب بيجي ستة.. و إحنا لهذيك الليلة ما شفنا يهودي قدامنا.. عاد ثاني يوم من الصبح هدي الضرب.. و طلب مني آمر السريّة أطلع جولة إستطلاعية لجوا الأحياء اليهودية القريبة منا.

ما لقيتش حدا.. بيوت فاضية الله وكيلك و مفتحة كلها.. و الطريق سالكة معي ما حسيت على حالي ولا الدنيا مغرب.. سحبت حالي و رجعت لسريتي و حكيتلهم هيك هيك صار معي.. و دليتهم بالزبط على الحارات اللي مشيت فيها.. بس آمر السرية قال إحنا الأوامر اللي معنا نضل هون.. و هالدنيا عتمت من هون و خذ على ضرب نار و رصاص أشد من الليلة الأولى.

و نفس القصة انعادت معنا مرة ثانية.. يا زلمة نطخ و ما احناش عارفين وين بنطخ.. تا شقشق الضو و لا السرية كلها منهنهة من التعب و النعس.. صارلنا ليلتين ما حدا منا ذاق فيهم النوم، أا والله.. بس ربك حميد ما راحش حدا منا بالليلة الثانية.. عالفجر وقف اطلاق النار و لملمنا حالنا و كل ثلاث يناموا ساعة و ثلاث ثانيين يحرسوهم.. ما كان قدامنا غير هيك.

أنا من قهري عاد فاض فيي عالآخر.. قلت لو بطخ يهودي واحد و أرجع، مليح.. و لو ما رجعتش كمان مش مشكلة.. رجعت على نفس المنطقة اللي كنت فيها قبل بيوم و قلت بلكي الله عثّرني بحدا منهم.. مشيت مسافة طويلة تا لقيت مجموعة لابسين مدني و مبين عليهم مش عرب.. قلت بعقلي بس، طاب الموت.

تداريت ورا سور قريب عليهم و صوبت و صرت بدي أنقّي.. عاد لاحظت إنهم زي عيلة وحدة و مش مسلحين.. واحد منهم بس كان يروح و ييجي زي اللي بحرس فيهم.. بعدني قررت بدي أقنصه؛ ولا هو شايفني إبن الحرام.. صيح عليهم ينبّههم و كل واحد فيهم يحمل لك سلاح و بلش الطخ مني و منهم.

عاد أنا عرفت إنه عددهم كبير و راح يحاوطوني أكيد.. بديت أتزروق من هون و من هون تا لفيت من ورا السور، و أكتشف ساعتها إنه سور لمصنع كرتون.. و نفس اللي عملته قبل بشباك الوزير و أنا صغير رجعت عملته بالمصنع.. حجرين على القزاز كسرته و نطيت لجوا المصنع.

ما لقيت حالي إلا بغرفة كبيرة فاضية ما فيها إشي.. تسحّبت و طلعت لفوق عالطابق الثاني قلت خليني أكون بمكان مرتفع عنهم أحسن.. و أنا طالع صرت أسمع حكيهم و عرفت إنهم قاعدين بتوزعوا حولين المصنع.. هون أنا تشاهدت على حالي و قلت خلص، مش معقول أطلع حي اليوم.. و يا محلا الواحد يا جدي لما يعرف حاله راح يموت و هو مش سائل.

بتصدق؟ يمكن ارتعبت يوم عفاريت الطاحونة أكثر من يوم مصنع الكارتون.. ضليت أطلع عالدرج و أنا ساحب الأقسام و إصبعي على الزناد، جاهز.. تا وصلت لبرندة خارجية و صرت فوق.. زي ما تقول أنا هون عالسرير زي ما أنا هسه.. و هذا التلفزيون اعتبره السور، و الصرمايتين اللي عنده هم اليهود.. تخيلت الوضع كيف صار؟

نشّنت على ثلاثة منهم و رشّيتهم بصلية وحدة.. عاد انتبهوا البقية لمكاني و بلش الضرب عن جنب و طرف.. ما بتصدق قديش كنت مبسوط يا جدي أكثر ماني خايف أو متوتر.. أقسملك بالله هذا كان شعور كل العسكريين اللي حاربوا هذيك الأيام.. المهم، من حم الضرب و الطخ علي نطيت لجوا عالغرفة اللي جنب البرندة.. و صرت أتطلع عليهم من شباك الغرفة.. لقيتهم متراجعين لورا.

حطيتلك طرف البندقية على طرف الشباك و أنهال عليهم عن جنب و طرف عالعمياني.. يومها تمنيت أمنية وحدة بس: قلت يا ريت لو إني متدرب مليح عالسلاح.. ما عنديش هذيك الخبرة و ما لحقت أتدرب.. عاد لما شفت حالي راح تخلص ذخيرتي قلت خليني أشوف كيف ممكن أطلع من الحصرة اللي حاصرت حالي فيها.. استنيت شوي تا هدي الضرب، و تسللت ركاض من الغرفة للدرج اللي طلعت منه.

و أنا نازل لقيت حالي مكشوف قدام اللي كانوا داخلين وراي للمصنع.. بس خلص ما ضل قدامي حل.. و أنطلك من درابزين الدرج على تحت و الطخ حولي عشوائي.. ما كنت أفكر مليح.. بهيك وضع صعب تقعد تفكر و تخطط شو تسوي.. و عشان تعرف قديش اليهود جبنا زي ما بقولوا عنهم؛ أول ما نطيت لتحت و لقوني واقع عليهم زي اللي نازل من السما؛ تفرطعوا قدامي و كل واحد فيهم راح من جهة.. تلاقيهم قالوا شو هالجني المصبّر اللي وقع علينا!!!

والله و أركضلك عالباب و بوجهي على السرية مطرح ما تركتهم.. ما حسيت على حالي إلا و أنا عندهم مغبّر معفّر و بلهث.. و ربك حميد ما تصاوبت بولا طلقة.. حتى أنا ما كنت مصدق، صرت أتفقد بحالي و ما لقيت فيي إشي.. شرحت لآمر السرية إنه هيك هيك صار معي.. بهدلني بهدلة الكلاب عاللي عملته، بس وجهه كإنه بحكي يسعد البطن اللي حملك.. مبسوط من جواته.

هسه لما رجعت عالسرية لقيتهم عايدين التشكيل و بتهيأوا لهجوم.. بس وين؟ عكس المكان اللي كنت فيه.. قلت للآمر إنه خلينا نطلع جهة المصنع، قال هيك الأوامر.. قلت بعقلي مليح إذا في أوامر.. صارلنا كم يوم ما سمعنا هالكلمة.. وين أروح أنا؟ قال لي بالخطوط الخلفية مع الخياط الثاني اللي كان معنا.. قلت مليح.

شوي و إنه جاييني واحد كنت بعرفه و صحبة أنا و اياه، بقولوله فايق الطراونة بقول لي بده يبدل معي.. وقتها كان مستوي من المرض و حالته حاله.. بدلت أنا و اياه و طلعت عالخطوط الأمامية مكانه.. غاد، صرت أقرب على الضباط و سمعتهم و هم بقولوا ساعة الصفر.. و عرفت إنه في هجوم فعلا بده يصير.. و فعلا أجاني شاويش و أكدلي هالحكي.

سألني تيجي معنا؟ قلت له أنا اللي باجي!!! قام أعطاني حبلين طولهم مترين مليانين قنابل و بدّل لي البندقية اللي كانت معي.. و الله و جدك يلف الحبلين على رقبته و حطيت قنبلتين على خصري و طلعت معه لغاية ما تقابلنا مع حوالي 30 واحد من المشاة.. إشي عريف بشريطتين و إشي بشريطة.. و ربك من فوق طلع ميسرلي أبدل أنا و فايق حتى أوصل لهون.

طلعت سرية المشاة هاي مهمتها تلتف و توصل مصنع الكرتون اللي كنت فيه و تتمركز غاد لغاية ما توصللنا سرية القيادة.. يا بي قد ما ضحكت يومها.. قلتلهم ولكو أنا اللي بعرفه هالمصنع، من جوا و من برّا.. أعطيتهم الإحداثيات بالزبط و من وين ندخل عالمصنع و وين نتمركز.

مشينا و الطريق سالكة معنا تا وصلنا سور المصنع.. لقينا اليهود محصنين الباب مليح.. قام الشاويش اللي أخذني تشعبط عالسور و قطع الأسلاك اللي فوقه من النقطة اللي حكيتله عنها بالزبط.. أقرب نقطة للبرندة اللي كنت فيها.. و بدا الهجوم.. قنابل على رصاص و خلص اختلط كل شي ببعضه.

المهم ما لقيت حالي إلا أنا واقف أول واحد من قدام بين اللي كانوا محتمين بالسور معي.. و مين اللي وراي؟ قايد الكتيبة، كان واحد من بيت أبو شقرة الله يمسيه بالخير ولا الله يرحمه، بعرفش عنه.. أجاني و حامل معه عصاي هالغُلظ، و قد ما الله يعطيه دفش فيها الباب، و تقول باب جهنم و فتح علينا.

طخ على قنابل على ضرب عن جنب و طرف.. و الدنيا حولينا صارت عَجّة و غبرة.. أنداري.. تفرقت السرية اللي كنت معها و أنا بديت بدي أتراجع لورا ولا هو أبو شقرة ممدد عالأرض قدامي.. من الغبرة ما كنتش شايفه، بس الله عثّرني فيه.. المسكين صابته رصاصة بكتفه و رصاصة ثانية بركبته، و مش قادر يوقف على رجليه.

عاد سحبته و جرّيته معي لورا.. و قطعت فيه الشارع و ألاقيلك دار كبيرة ثلاث طوابق قبال المصنع، و حوليها سور قصير.. و المدخل عبارة عن درجين عاليمين و اليسار ببدأوا مع بعض و بنتهوا مع بعض.. و بينهم زي تلة مرتفعة شوي مزروعة ورود و زينة.. فصار المدخل قبال مدخل المصنع.. وجه لوجه.

و الله و أبطحلك أبو شقرة بين الورود و إنه ماسكني من رقبتي بقول لي "ولك مش هاي قنابل اللي حولين رقبتك؟".. شوف كيف من اللخمة و قلة التدريب نسيت إنه معي حبلين قنابل.. قلتله أه والله.. قال "أطخّك هسع؟!!! هات أعطيني اياهم".. ناولته وحدة و طلّع من ورا الكسوة و حطها بمقدمة القنبلة.. و قال لي إنت فيك حيل أكثر مني.. أضرب إنت.

تعال إقعدني مليح يا جدي خليني أفهمك بالزبط شو صار.

هسه إحنا واقفين عالتلة المرتفعة بين الدرجين.. و مقابلين مدخل المصنع عالجهة الثانية بالشارع.. أجى أبو شقرة حط المدفع على كتفي هيك و قال أنا بسندك من ورا عشان الإرتداد.. وجهت المدفع عاليهود اللي عباب المصنع و حط إيده فوق إيدي و ضغطنا مع بعض.. و انا أقرأ "وما رميت إذ رميت و لكن الله رمى".. و بووووووف.. و إنّو القنبلة بنص بيضاتهم لاولاد الحرام.

بستاهل حبة مدير ولا لأ هسه؟

- ههههههه يا زم و الله بتستاهل حبتين مش حبة.. الله يرحم البطن اللي حملك يا جدي.. هاتلك بوسة على صباحك، بس كمل كمل.

الجزء الثاني





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع