أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الخميس .. طقس دافئ وفرصة للأمطار "حماس": الورقة الأخيرة التي وصلتنا أفضل مقترح يقدم لنا الحرب النووية .. 72 دقيقة حتى انهيار العالم اعتراف أسترازينكا يثير المخاوف والتساؤلات في الأردن مغردون يفسرون إصرار نتنياهو على اجتياح رفح ويتوقعون السيناريوهات صدور قانون التخطيط والتعاون الدولي لسنة 2024 في الجريدة الرسمية الملك يعزي رئيس دولة الإمارات بوفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان جلسة حوارية تدعو الأردنيات لتعزيز حضورهنّ ومشاركتهنّ بانتخابات 2024 إعلام عبري: فقدان إسرائيليين في البحر الميت الزرقاء .. إسعاف مصابين إثر مشاجرة عنيفة شاهد بالفيديو .. البحث الجنائي يضبط مطلوبا خطيرا جدا في البلقاء قناص سابق في جيش الاحتلال: قتلنا الأطفال والنساء وأطلقنا كذبة “الدروع البشرية لحماس” "أكيد": تسجيل 71 إشاعة الشهر الماضي القسام تقصف قوات الاحتلال في "نتساريم" 3 مرات اليوم إلغاء اتفاقية امتياز التقطير السطحي للصخر الزيتي السعودية وأمريكا تصيغان اتفاقيات تكنولوجية وأمنية مشتركة. طبيبات يعرضن تجاربهن في مستشفيات قطاع غزة بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين لترحيلهم إلى رواندا. الرئيس الكولومبي يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب السيارات الكهربائية في الأردن بين جدل الشراء وانخفاض الأسعار
الصفحة الرئيسية أردنيات نفرٌ من الجن - الجزء السادس

نفرٌ من الجن - الجزء السادس

نفرٌ من الجن - الجزء السادس

06-01-2017 11:45 PM

زاد الاردن الاخباري -

تاليا الجزء السادس من رواية " نفرٌ من الجن" بالتعاون مع #الحكواتي.

صحيت و أنا أصرخ بجنون و الدنيا تلف فيي.. و أوس يصرخ علي: "أنا ما لمستك يا مجنونة".. صرت أزحف لبرا الغرفة بس بدي أبعد عنه.. و هو يحكيلي خذي إشربي مي، و أنا أرفض.. كان مستحيل أأمن أشرب منه إشي ثاني.. حاول معي و شرب هو من المي اللي جابها و كمان ما قبلت.. كبّيتها من إيده و صرت ألعنه و ألعن اليوم اللي عرفته فيه.

حكالي راح أطلع أشتري مي ثانية و إنت جهزي حالك عشان أروحك.. فتت عالحمام و صرت أفقد حالي ما لقيت شي.. ومع هيك ما قدرت أوقف بكا لغاية ما رجع مرة ثانية.. و حكالي إنه هاد البيت بيتي و هو اللي راح نسكن فيه أنا و إنت.. و صار بده يشرحلي شو بده يدهن و يعمل و يغير بالبيت.

هون أنا كنت رجعت بكامل قوتي و وعيي.. صرت أضرب فيه و أصرخ عليه زي المجانين.. و هو يحلف إنه ما عمل إشي.. بس ما صدقته.. كان على أساس بده يرجعني عالبيت بس حكيتله لأ.. ما كنت قادرة أتخيل حالي أفوت عالبيت و أنا بهاي النفسية.. طلبت منه يرجعني عالجامعة بدي أشوف عايدة.

بالطريق فتحت تلفوني لقيت أمي متصلة علي خمسين مرة، و عايدة كمان.. حكيت مع عايدة و قلت لها تلاقيني عند بوابة الجامعة.. بوقتها ما كنت قادرة أرتب شو صار معي و شو لازم أعمل.. و الحقير أوس صار يطلب مني أهدأ قال عشان ما حدا ينتبه إنه "صار إشي".

كلمة صار إشي خلتني أحس إنه فعلا صار.. و إنه زي المذنية ذنب و لازم أخبيه.. حتى قدام عايدة لما وصلنا و سألت ليش ما مرينا عليها حسب اتفاقنا؛ ما قدرت أجاوبها.. صار أوس يحكيلها إنه عزمني على مطعم و كان نفسه من زمان يحكيلي حكي حلو براحتنا، و أنا متصنمة بمكاني و وجهي ما بتفسر.. و على قد ما هو خبيث و عنده قدرة خرافية على الإقناع؛ حتى عايدة صدّقته و حسدتنا قال على (حبنا).

روحت عالبيت بعدها و حبست حالي بالغرفة.. حكيت لأمي إنه ما لقيت ذهب عاجبني، و سمعتني موشح طويل فوق اللي أنا كنت فيه.. سكرت على حالي باب غرفتي و صرت أبكي لأول مرة بهالطريقة.. كيف بدي أطلع من المصيبة اللي أنا فيها.. كيف بدي أتطمن إنه فعلا ما عمل فيي إشي.. رنيت عليه و رجعت بهدلته مرة ثانية إنه ليش أنا طلعت رخيصة عندك لهالدرجة؟ ليش ما استنيت الحلال ياابن الحرام؟

رجع يحلف أيمان إنه ما عمل إشي بس ما صدقته.. و صار بده يرجع لحكيه الحلو اللي صار زي السم بالنسبة إلي.. بطلت أقدر أشوفه أو أسمع صوته.. و دخلت بحالة نفسية أصعب بكثير من اللي مريت فيها زمان.. صاروا أخواني يحاولوا معي خلينا نطلعك أو نغيرلك جو و أنا ما أقبل.. أجاني أبوي و باسني على جبيني و صار يسألني: "مالك بابا؟ شو صايرلك؟ من يوم طلعتك إنت و أوس و إنت مش مزبوطة.. إذا شايفة حالك مش حابيته لأوس بحكيله.. إحنا لسه عالبر مع أوس".

و أنا بس أسمع إسمه أصير أبكي بجنان.. كلهم يحاولوا معي يطلعوني من اللي أنا فيه ما عدا أمي.. كنت أول مرة بوصل لهالدرجة بكره أمي.. كان المفروض تكون هي الإنسانة الوحيدة اللي أشكيلها شو صار معي.. و مع ذلك ما بادرت ولا حتى فكرت إنها تدخل على غرفتي و تحكي معي.

بالآخر ما كان قدامي إلا إني أروح على دكتورة نسائية و أحكيلها تكشف علي و تطمني.. بس حتى هاي ما كان عندي الجرأة إني أعملها.. حسيت حالي زي البنات السيئات اللي ما كنت أشوفهم إلا بالمسلسلات عالتلفزيون.. و كان مستحيل أتجرأ أعمل هيك لحالي.. صرت أفكر و أدور على حدا ييجي معي.. و بنفس الوقت يكون بقدر يحميني لو لا سمح الله طلع اللي خايفة منه مزبوط.

ما لقيت قدامي إلا إبن عم أبوي "أبو فاضل".. هو كبير العيلة.. و بقدر يحميني إذا صار ما صار.. حكيت لأهلي إني رايحة على جرش بدي أزور وحدة من قرايبنا هناك.. و وصلت لبيته.. و لقيت عنده أخته هناك، ست كبيرة و مقدّرة و الكل بحترمها.. قلت لحالي بحكيلها هي و هي بتحكي لأخوها أبو فاضل أو بتحل لي المشكلة.

و فعلا هاد اللي صار، راحت حكت لأخوها أبو فاضل و جابني فورا لعنده و طلب مني أحكيله كل شي.. و هو سمع مني من هون و بلش يبهدلني و يسب علي من هون.. صار يحكي "أنا من الأول بعرف إنه هالولد راح يفضحنا و يجيبلنا الحكي؛ بس توصل فيه لهون؟!!! و الله لأشرب من دمه هالواطي.. و الله لأعمل و أسوي فيه".

بساعتها طلب من أخته تروح معي على دكتورة و تعرف حالتي بالزبط.. و كان هاد اللي بدي اياه أنا عالأقل حتى أطفي شوي من النار اللي والعة فيي.. رحنا و حكت الدكتورة الحمدلله إني بنت و ما فيي إشي.. طلع حكي أوس الحقير مزبوط و مش عامل فيي إشي.. تمنيت يومها لو إني رحت لحالي و ما حكيت لحدا.. بس وقتها ما كنت متطمنة زي هسه لما عرفت و تأكدت.

بس شو بدي أحكي.. كلمة "لو" بعمرها ما نفعت.. وقع الفاس بالراس و أبو فاضل اللي كنت مفكريته راح يحميني إذا احتجت حماية هو اللي فضحني.. راح جمع أولاده و حكالهم اللي صار.. و قام واحد منهم خبرأبوي بكل القصة.. ما مرت ساعة و الا أبوي صار بجرش ببيت أبو فاضل.. سمعته بصرخ و بسأل عني.

صاروا يهدّوا فيه الرجال الموجودين و هو يحكيلهم بس أعطوني اياها بدي أروحها عالبيت.. شوي و بدأ يهدد فيهم إذا حدا بجيب سيرتي بالعاطل أو بحكي لحدا ثاني عن الموضوع راح يذبحه.. و نزل فيهم مسبات و شتايم لغاية ما أبو فاضل حكاله: "ما دام هيك؛ خذ بنتك و روّح من هون".. كنت أول مرة بسمع أبوي بحكي بهالنبرة و العصبية.

طول الطريق ما حكى معي ولا كلمة.. الشر كان يقدح من عيونه زي الشرار.. لغاية ما دخلنا عمّان و أنا بس كنت أبكي و أدعي يا رب تنجدني و أقرأ اللي كنت حافظته من القرءان.. دخلنا عمان و زاد توتري صرت أقرأ بصوت أعلى شوي من كثر الخوف.. سمعني أبوي و صار يحكيلي هسه ذبتي دين و إيمان يا فاجرة.

هون انكسرت عالآخر.. هالكلمة ما بقدر أتحملها من أبوي بالذات: "بابا أقسم بالله إني بنت.. فحصت و بعدني بنت.. أوس خدّرني........" قاطعني بعصبية و صراخ: "لا تجيبي إسمه على لسانك!!!!!!!!!!! لا تسمعيني صوتك بالمرة!!!!!!!!".. وصلنا عالبيت و اكتشفت هناك إنه أبوي حاكي لأمي تاخذ بيان أختي و أخواني و يفضوا البيت.

سكر على الباب أبوي و بدأ يضرب فيي على أي جهة بتواجهه بجسمي.. كان واضح إنه راح يخلص عليي.. ضرب بدون وعي على وجهي على بطني على رجلي و إيدي.. و انا أحكيله والله ما عمل فيي إشي.. إسأل أم فادي راحت معي عالدكتورة.. و كلمة وحدة كان يكررها و هو بضرب فيي: "لجهنم يا بنت الكلب.. لجهنم يا بنت الكلب".. سمعتها يمكن أكثر من عشرين مرة.. و كل مرة تكون زي السكاكين اللي بتقطع فيي.. لغاية ما وحدة من ضرباته أجت على أذني و ما عدت أسمعها.. وقعت و سلمت لحالي لنهايتي.

كانت عيني كمان بدأت تغبّش و بطلت أشوف فيها منيح.. بطلت أسمع و بطلت أحس بوجع من الضرب.. بس أحس جسمي اللي كان يتحرك مع كل ضربة من ضرب أبوي اللي استمر أكثر من عشرين دقيقة.. ضليت بوعيي بس فقدت الإحساس بكل شي.. بالآخر، اللي رجعت حسيت فيه فعلا هو سن السكين اللي دخلت ببطني.

طعنني.. كنت أتمنى إني أفقد وعيي قبل ما أحس بسكين أبوي و هي بتغسل شرفه اللي كنت لسه محافظة عليه.. طعنني و أنا مذنبة، و ذنبي إني بنت ما كان راح يتقبّلها أبوي بسمعة زي هيك.. بس كمان ذنبي ما كان جزاؤه إني أنقتل.. إصراري إني أرد له الطعنة و أحكيله آخر كلمة خلاني متمسكة بوعيي لآخر لحظة: "س.. س.. سا.. سامحني".

و أخيرا قدرت أطلعها مع آخر ذرة من روحي.. و الله أكرمني بإنه رجّعلي سمعي بهاي اللحظة - و آخر لحظة - حتى أسمع حالي و أنا بحكيله اياها.. و أكرمني إنه خلّالي عيني فاتحة و شايفة وجهه ببكي و هو بسمعها.. ارتميت على الأرض جثة هامدة ما فيها إلا بقايا روح بتنازع و بتستنى شي ما بعرف شو هو.. و ضلت سكينته بجسمي لحتى شفت اثنين من أولاد أبو فاضل دخلوا عالبيت كانوا لاحقين أبوي.

طلع أبوي حاكي لأمي إنه بده يجيب ناس يصلحوا شغلات بالبيت و خلاها تطلع منه.. بس لما شافت أولاد أبو فاضل فايتين عالحارة زي المجانين؛ عرفت إنه في إشي.. ركضت على أساس تلحّقني بعد ما حكولها القصة و إنه كامل حاط الشر بعيونه لما طلع من عنا و هو ماخذ سارة.. بس للأسف لحقتني أمي و السكينة واقفة زي سارية العلم.. و رافعة لأبوي علم الشرف الطاهر المغسول بدمي.

وقتها أنا كنت فاقدة كل إشي.. الإحساس و التفكير.. غمضَت عيني لما أخذتني أمي بحضنها.. و بدأت أسمع صوت بكاها و صراخها و هو بختلط مع تخطيط أبوي و أولاد أبو فاضل كيف يوصلوني للمستشفى.. كنت سامعيتهم بحكوا عني بس مش قادرة أعمل إشي، لا كلمة و لا حتى حركة.. لغاية ما رسي قرارهم على إنهم يدفنوني بالغابات اللي على طريق المطار خوفا من تحقيق الشرطة معهم بالمستشفى.

كان بدي قوة ولو صغيرة تعطيني القدرة إني أحكيلهم عالأقل يخلصوا علي قبل ما يدفنوني.. ما بدي أندفن بالحياة.. بس ما لقيتها.. شعور بشع صدقوني لما تكوني خايفة و مش قادرة تعبري عن خوفك.. وقتها كنا صرنا بعد نص الليل.. فعلا أخذوني و حفروا حفرة كنت أسمع صوت خبطها عالأرض و هم بحفروها.. و حملوني أولاد أبو فاضل و حطوني فيها.. و صوت عياط أبوي و أمي واصلني من بعيد.. كل هاد صار و أنا بسأل حالي: ليش بعدني بسمع حكيهم؟ ليش لسه ما متت؟؟؟

أمي لما شافتني بندفن.. رمت حالها معي جوا الحفرة، و أخيرا أطلقت صرختها اللي كان نفسي أسمعها من لما كنت طفلة، بس أجت هسه بعد فوات الأوان.. صارت تصرخ على أبوي:

"هاي بنتي.. هاي بنتي حبيتي.. إدفنّي معها يا كامل.. إدفني مع بنتي"..

و حضنتني الحضن اللي كنت بدي اياه من زمان.. الحضن اللي خلاني أقدر أفتح عيوني من جديد و أصدمها هي و أبوي إني لسه عايشة.

الجزء الخامس





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع