أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الجمعة .. ارتفاع ملموس على الحرارة اليوم الـ 223 .. عمليات نوعية للقسام تكبّد العدو خسائر كبيرة / فيديو وصور فصائل عراقية مسلحة تعلن استهداف إيلات بالمسيرات البنتاغون: لا مؤشرات على أن حماس ستهاجم الرصيف المؤقت الجيش الأردني: مقتل مهربين اثنين خلال اشتباك بالمنطقة الشرقية إصابة بإطلاق نار خلال مشاجرة في الرمثا نفوق كميات من صغار الجمبري على شواطئ العقبة ثلاث دول عربية توافق على دخول قواتها غزة في اليوم التالي للحرب مبادرة صيف آمن تعم محافظات الأردن ودعوات لترسيخ ثقافة الالتزام احالة موظفين في مؤسسات حكومية الى التقاعد - اسماء الأردن .. المرايات يكشف عن مواقع تدعو للبغاء البيان الختامي للقمة العربية يدعو إلى نشر قوات حفظ سلام دولية في الأراضي المحتلة تطور نوعي .. حزب الله يبث مشاهد لإطلاق صواريخ من طائرة مسيرة (فيديو) تكتيكات للمقاومة تستنزف جيش الاحتلال في جباليا والزيتون ورفح وقف هدم بناء مهجور لافتقاد عملية التنفيذ لشروط السلامة بإربد وفاة سيدة بحادث تصادم بمنطقة البحر الميت. الأردن .. أب يسجل شكوى بحق ابنه بالمركز الأمني شحنة أسلحة أمريكية جديدة تصل جيش الاحتلال. صحف إسرائيل: دعوات لإفناء حماس وهجوم لافت على مصر كندا: تصاعد أعمال عنف المستوطنين بالضفة يشكل خطر
الصفحة الرئيسية أردنيات نفرٌ من الجن - الجزء الخامس

نفرٌ من الجن - الجزء الخامس

نفرٌ من الجن - الجزء الخامس

05-01-2017 11:09 PM

زاد الاردن الاخباري -

تاليا الجزء الخامس من رواية " نفرٌ من الجن" بالتعاون مع #الحكواتي.

وفاة عمتي فاطمة.. بأيام عزاء عمتي فاطمة تعرفت على أكبر عدد شفته بحياتي من قرايب أبوي.. كلهم أجوا من جرش يعزوا فيها؛ مع العلم ولا حدا منهم قبل هيك تعرف عليها.. كان في أولاد عم لأبوي و ناس كثار كانوا ممكن يخففوا الحمل عن أبوي و يشيلوا معه مسؤوليتها.. بس ما اعترفوا فيها إلا يوم وفاتها.

ثاني أو ثالث يوم من بيت الأجر؛ أجى لعندنا واحد من كبار العيلة بحكوله أبو رشدي، و بكون ابن عم أمي، معصب و بصرخ، و فات يسأل عن أبوي.. أبوي وقتها كان طالع يجيب أغراض قهوة و تمر و هيك شغلات.. لما ما لقاه رجع يصرخ و يسب على واحد إسمه "أوس".. أول مرة بسمع فيه و لا حتى بعرف شو بقربلنا.

طلب مني عمي أبو رشدي أعطيه تلفوني بده يحكي مكالمة ضروري.. ضرب على رقم و هو بسب و بشتم: "أنا بفرجيك يا أوس الحقير.. فضحتنا و فضحت العيلة......." و ما كنت فاهمة شو القصة و ما أخذت فيها كثير.. بس من بعد اللي عمله عمي أبو رشدي تحول العزاء لندوة عن قصة أوس.

اللي فهمته من حكي الناس اللي قاعدين عنا إنه أوس واحد من قرايبنا مرته طالبة الطلاق ما بدها اياه.. و إنه عار عالعيلة و فضح العيلة و ما بعرف شو.. بس ما كنت أفهم شو عامل.. ولا قدرت أسأل من كثر الناس اللي كانوا موجودين و كالعادة أنا اللي قايمة بكل شي.. بس تحليلي بالأول إنهم مش متقبلين فكرة إنه وحدة تخلع زوجها و معتبرينها إهانة إلهم كلهم.

بنفس الليلة اتصل على تلفوني رقم غريب ما بعرفه.. رديت عليه؛ طلع شاب حكالي إنتِ رنيتي علي اليوم الظهر.. أنكرت طبعا بس بعدين تذكرت إنه عمي أبو رشدي أخذ تلفوني و رن على رقم.. فحكيتله هيك هيك الموضوع.. و لما سألته مين هو و جاوبني "فريد"، و حكيتله أنا بنت مين و من أي عيلة؛ حكالي أنا إبن خالتي إسمه أوس من عيلتكم يمكن كان بده اياه.

بعدها بحوالي ساعتين اتصل فيي رقم ثاني غريب.. صوت شاب، مهزوز، برجف، و مع ذلك مهذب و لطيف: "مرحبا بنت عمي.. أنا إسمي أوس.. إلي عندك رجاء لا تسكري الخط.. بس بدي أستقسر منك عن شغلة.. أنا هارب من كم يوم و مش عارف شو اللي قاعد بصير.. و فريد اللي حكى معك حكالي إنه في زلمة اتصل من رقمك.. ممكن أسأل مين هو؟".

حكيتله بالأول خليني أعطي التلفون لأبوي يحكي معك بس رجع يتوسّل إلي لأ و إنه خايف كثير.. فحكيتله القصة و سأل شو بحكوا عنه قرايبنا و حكيتله كل إشي.. رد علي يومها: "الله لا يسامحهم عاللي عملوه فيي".. و بدأ يبكي.

صار عندي فضول بدي أعرف شو قصة هال"أوس" خاصة بعد ما حسيت إنه ضعيف و نبرة المظلوم كانت بتعبر عنه بوضوح.. سألته، سكت بالأول و كإنه بستجمع حاله و رجع جاوبني:

"والله يا بنت عمي إني مظلوم و ما حدا قابل يصدقني.. أنا متزوج من وحدة بنت عيلة كبيرة و أهلها معروفين.. بس بعيد عنك اكتشفت إنه بنتهم هاي مش صاينة بيتها و زوجها.. و لما مسكتها و وديتها لأهلها عيلتها و شيوخ عشيرتها خلوا كل الناس تصدق عني شغلات مش فيي، بما فيهم أهلي و قرايبنا.. و طلعت علي سمعة إني مش زلمة و إني بعذبها و من هالحكي.. و قلبت الدنيا علي و صرت أنا المتهم مش هي لإني ما مسكت عليها ممسك.. و من يومها و أنا داير من مكان لمكان عيلة مرتي بدهم دمي لإني حطيت بشرف بنتهم.. و بتقولي لي قرايبنا مصدقين؟!!! وك الله لا يسامحهم.. ولك هذول عقارب مش قرايب".

رجع يبكي بحرقة و ألم.. خلاني أضل على صفنتي ما قدرت أرد عليه بكلمة.. بس حسيت حالي انخنقت عليه كثير.. و رجع كمّل: "بس بدي منك لا تعطي رقمي لحدا و لا تحكي إني اتصلت فيكي.. بترجّاكي".. حكيتله ماشي و سكرت الخط.. عن جد كثير خلاني أشفق عليه.. ثاني يوم شفت عايدة صاحبتي و أسرّيت لها بالقصة.

ما بعرف يومها ليش تذكرت أنا و اياها القصة اللي صارت معنا بالجامعة.. و على قولة عايدة: "يومها لو إنك كملتي بالشكوى على الشابين كان ممكن يصير فيكي زي أوس هاد.. و هاتي حدا يصدقك ساعتها".. فعلا تعاطفنا أنا و عايدة معه لأوس كثير.. و الصدمة اللي انصدمنا فيها باللي بصير بالجامعة خلانا نصدق إنه ممكن على الأقل تكون مرت أوس فعلا كذابة و من النوعيات اللي كنا نسمع عنها.

بعدها بفترة صغيرة رجع اتصل فيي و سألني شو بحكي عنه أبوي و شو موقفه.. أيامها أبوي ما كان كثير على اتصال بقرايبنا هناك و فعليا ما كان مصدق و لا مكذب شو بنحكى عنه.. حكيتله، و سألني إذا بتوقع أبوي ممكن يساعده أو لأ.. لإنه مفلس عالآخر و ميت من الجوع.

وقتها رحت حكيت لأبوي كل الموضوع.. و حكيتله إنه أوس وصل لهاي المرحلة و بسأل إذا بتقدر تساعده أو لأ.. أخذ مني التلفون و اتصل عليه؛ حكاله بكرة الصبح بتكون عندي بالبيت.. و وعده ما يخبر حدا عنه.. و فعلا أجى أوس عنا عالبيت و حكى لأبوي كل إشي.. راح أبوي جايبله المصحف و طلب منه يحلف عليه إنه صادق بكل كلمة.

و بدون أي تردد حلف يمين عظيم إنه صادق.. أعطاه أبوي مبلغ و حكاله بتضلك هون بعمان لغاية ما أحل أنا الموضوع.. و بقصة طويلة و تفاصيل إلها أول ما إلها آخر، قدر أبوي يحل مشكلة أوس عشائريا و عملوا صلحة.. أوس طلق مرته على إثرها و رجع لأهله و صارت علاقته بأبوي كثير قوية.. و كل يوم و الثاني ييجي لعنا و يبوس راس أبوي و يحكيله "مشان الله اعتبرني إبنك، فضلك علي إنت و سارة ولا بحياتي بنساه".

كثير كنت مبسوطة من حالي أيامها إني قدرت أساعده.. و فعلا قدرنا أنا و أبوي ننقذه و نرجع علاقته بقرايبنا زي أول.. و علاقته فينا كانت تقوى يوم بعد يوم.. صار أبوي كل ما يحتاج شغلة بدها تصليح أو تزبيط يستنى أوس تا ييجي يزورنا و ما حدا يعملها إلا هو.. و سبحان الله أوس كان من النوع اللي قدر يدخل قلوب أهلي كلهم؛ و بما فيها أنا.

ما بعرف كيف أو ليش ارتحتله.. وجهه كان يوحي بالطهر و الراحة.. و دمه كان كثير خفيف بعرف كيف يحول أي موقف أو جملة لنكتة.. و من النوع اللي فيه نخوة لأي حدا.. كثير كان يساعد أبوي و إخواني بشغلات و معاملات و هاي من وين بتنعمل و هاي من عند فلان و هيك.

كان رائع بكل معنى حرفي لكلمة روعة.. بإختصار؛ حبيته و بس.. و المفاجأة إنه هو كمان طلع بده اياني بس اكتشفت إنه كان متردد يفاتح أهلي بالموضوع بسبب قصته القديمة مع مرته الأولى، و بسبب معاملة أمي إله دونا عن باقي أهلي.. لغاية ما تجرّأ أخيرا و فاتح أبوي بالموضوع، و أنا أكيد كنت موافقة.

اتفقت أنا و أوس من الأول إنه لا هو يجيب سيرة مرته و لا أنا أجيب سيرة مجاهد.. كل واحد مننا كان عنده تاريخ سيء و بده ينساه، و الحل إنه إحنا نساعد بعض لنسيانه.. قرأنا الفاتحة و اتفقنا نطلع نشتري الذهب.. و أمي بسبب رفضها من الأول للموضوع ما قبلت تطلع معنا.

ثاني يوم غبت عن الجامعة و طلبت من عايدة هي اللي تيجي معي و اتفقنا على أساس نمر عليها بعد محاضرة الصبح و ناخذها من الجامعة.. نزل و إحنا بطريقنا للجامعة عزمني على الفطور بمطعم فخم.. و كملنا طريقنا للجامعة و رجع وقف عند محل كوكتيل و اشترى كاستين.. كانت الفرحة مش سايعيتني.

كنت شايفة إني و أخيرا راح أخلص من أمي.. هاد كان كل همي وقتها.. و إني راح أعيش مع إنسان كثير بحبني و تعرفت عليه بقصة زي قصتنا، خلتني أحس كإني عايشة بقصة فلم أو مسلسل رومانسي كثير.. قصة حب بطلها أوس الحلو و الأنيق اللي أنقذته مرة؛ و هسه هو اللي راح ينقذني.

و من شدة فرحتي ما كنت أسمع كل الحكي اللي بحكيلي اياه أوس.. كنت مركزة عالفرحة اللي أنا فيها و بملامح وجهه اللي بموت فيها أكثر من حكيه الحلو اللي كان يسمعني اياه.. بس بدون إرادة مني وقعت من إيدي كاسة العصير و حسيت لساني انشل فجأة.. قلبي صار يدق بقوة كبيرة و بدي أحكي لأوس إني حاسة حالي مش طبيعية بس مش قادرة أحكي.

فجأة فقدت وعيي، و ما صحيت على حالي إلا و أنا ممددة على فرشة بأرضية غرفة ما بعرفها.. أوس متمدد جنبي ببكي.. و أنا مشيول عني جلبابي و قميصي اللي كنت لابسته تحت الجلباب و بس.. بدأت أصرخ و أنا لسّه مخدرة و مش قادرة أتحرك، و هو بحاول يسكّتني و يصرخ علي.................

الجزء الرابع





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع