زاد الاردن الاخباري -
أكد سياسيون أهمية تقوية صف الاعتدال وعدم السماح لدعاة التطرف والارهاب باختطاف حاضرنا ومستقبلنا، والدفاع عن صورة الاسلام في شتى منابت الارض.
واشاروا إلى أن ما تحدث به جلالة الملك عبدالله الثاني خلال الحفل التكريمي الذي اقيم بمناسبة تسلمه جائزة ويستفاليا للسلام في مدينة مونستر الالمانية، يعبر عن حرصه وتمسكه براية العقيدة ورسالة الاسلام السمحة والحفاظ على الامة الاسلامية ومحاربة المتطرفين والارهابيين، الذين لا يشكلون اكثر من قطرة في محيط المسلمين الصالحين والمواطنين الطيبين في كل مكان.
وقال السفير السابق الدكتور فايز الربيع، "إن الصوت العالي والتصرف غير المسؤول، والدم الذي يراق، كلها عناوين تجعل للمتطرفين حضورا يكافئهم قياسا مع الغالبية العظمى من المسلمين"، مشيرا الى ان سوء فهمنا لبعضنا البعض هو واقع معاش مرده الى الاعلام والتربية والمدرسة، والفهم غير السليم لتفسير العلاقة بين البشر.
وأوضح أن كل هذا يغذي الأدوات التي تساعد على سوء الفهم ومد جسور التعاون والحوار الثقافي والتقبل ونبذ خطاب الكراهية والغاء الاخر والايمان بالتنوع والتعددية بين البشر دينا وأعرافا وكلها محاور اساسية لتقليل مساحة سوء الفهم وما بني عليه من تصرفات، لافتا الى ان الظلم الواقع على الشعوب والدماء التي سالت تبين انها بغير حق وما تزال هناك عوامل تؤدي إلى اعطاء فيتامين الكراهية والتعصب.
الامين العام للمنتدى العالمي للوسطية المهندس مروان الفاعوري قال إن جلالة الملك عبد الله الثاني استشعر أن هناك قوى دولية بدأت تستخدم حملة التطرف على عصابة داعش للإساءة الى الاسلام ككل واعتبار المسلمين كتلة واحدة وانهم دعاة ارهاب.
واضاف ان كلمة جلالته الموزونة التي تعتبر دفاعا عن الامة وتشير إلى أن صوت التطرف والارهاب واستغلال الدين لا يمثل شيئا في العالم الاسلامي، وان هذه الفئة المتطرفة قليلة لا تذكر، وان السواد الاعظم للأمة يتسم بالاعتدال والوسطية، وأن الامة الاسلامية والعربية تكن المحبة والتقدير وتؤمن بالعيش المشترك مع الآخر، وأن مكوناتها الدينية والعرقية تشكل عامل اثراء على مر التاريخ.
وأوضح انه لا ينبغي لأصحاب الاجندات الخاصة سواء أكانوا دولاً أم حركات أن تستغل الهجمة على الارهاب بالإساءة للمسلمين، إذ يؤكد جلالته ان اي ظلم يقع على المسلمين بالغرب سيزيد من التطرف والارهاب.
وقال الفاعوري إن جلالة الملك كان سباقا في الدعوة الى ادماج المسلمين بالغرب كونهم أساس المجتمع وأنهم غير طارئين على المجتمعات، اضافة الى حديث جلالته عن منسوب الكراهية والعداء الذي ظهر في الغرب ضد المسلمين من خلال التضييق على مظاهر حريتهم في اللباس والعبادة، مشيرا الى ان جلالته قدم نفسه كصاحب ولاية وإرث تاريخي واسلامي ينفرد بالحديث عن هم الامة الاسلامية.
واشار الى أن جلالته يسجل بتاريخ الهاشميين عبر هذه الصرخة تمسكه في وسط هذا البحر الهائج بسفينة الاسلام وراية العقيدة والحفاظ على الامة الاسلامية وهذه هي الهوية المعتدلة التي يقدمها للعالم عبر بيان جمال رسالة وسماحة الاسلام وعدالته ووسطيته.
وقال إن المطلوب منا الآن تقوية صف الاعتدال وعدم السماح لدعاة التطرف باختطاف حاضرنا ومستقبل ابنائنا والدفاع عن صورة الاسلام بحيث لا يضار المسلمون بصوت الارهاب .
مدير مؤسسة المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى اللواء طيار المتقاعد محمود ارديسات قال إن جلالة الملك حاول أن يوصل المفهوم العربي لكلمة "الخوارج" إلى الجهات الغربية، بأن هؤلاء الخوارج هم فئة خارجة عن التعاليم الإسلامية والمجتمعية، الأمر الذي يؤكد أن ما تقوم به العصابات الإرهابية باسم الإسلام لا يمت إلى الإسلام بصلة.
وأشار إلى أن سوء الفهم الذي يحصل بيننا كأفراد ومجتمعات في هذا العالم يصب في مصلحة المتطرفين والإرهابيين، كما أن بعض الجهات الغربية تفهم دين الإسلام على أنه يجمع المتطرفين بصورة عامة، الأمر الذي حاول جلالته أن يبينه إلى الغرب ويلفتهم إليه، لأن أي حملة ضد الإسلام تخدم الإرهابيين والعصابات المتطرفة بوجه عام.
وحول ما هو المطلوب الآن في ظل التطورات التي تعيشها المنطقة أوضح ارديسات أنه يجب علينا العودة لمجتمعنا المتسامح الذي يعيش في اطار التعدد منذ قديم الزمان، ووضع حد لهذه التجاوزات التي تكرس خطاب الكراهية، وضرورة الانتباه لكل من يحاول الإساءة وإثارة الفتن، وقبول الآخر واحترامه وعدم الاندفاع نحو التحريض، لأنه إذا وقعت الواقعة سيدفع الجميع الثمن.
بترا