زاد الاردن الاخباري -
تترفع عمان عن الخوض بـ “فوضى التصريحات” التي اعادها الرئيس الفلسطيني منتهي الولاية محمود عباس للواجهة تجريحا وتلميحا، مثل ما قاله القيادي عزام الاحمد قبل ايام عن “تدخل جغرافي” في الشأن الفلسطيني، وما رافقه من تصريحات أطلقها الرئيس المنتهية ولايته محمود عباس عن ضغوطات تمارس عليه.
المسؤولون الاردنيون يبتسمون عمليا لما فعله الرئيس عباس، خصوصا وان ملك الاردن عبد الله الثاني والرجال المقربون اليه لا يشعرون ومنذ مدة بجدّية الرئيس الفلسطيني في عقد أي مصالحة مهما كان وزنها بالنسبة للقضية الفلسطينية، كما ان هناك تقييمات سرية ترى الرئيس الفلسطيني “يكسب الوقت فقط” دون أي جدّية في أي تحرك.
الاهم بالنسبة للاردن كان وفق ما استمعت اليه “رأي اليوم” من مسؤولين مطلعين “إنقاذ ملف القدس″ من الانتخابات البلدية التي كادت تجري في الضفة الغربية وحدها دون أي التفات لبلدية القدس وكأن الرئيس الفلسطيني سلّم بأنها ليست “ضمن صلاحياته”.
بالنسبة للاردن فالقدس خط احمر عريض، حين يتعلق الامر بالقضية الفلسطينية، وهو ما جعل عمان تسعد بصورة اساسية بقرار تأجيل الانتخابات البلدية في الضفة، وفق مصادر بالغة الاطلاع.
تستفيد عمان طبعا الى جانب انقاذ ملف القدس امرا اخر يتعلق بالداخل الاردني والانتخابات البرلمانية التي كانت قد تتزامن مع الانتخابات البلدية، بأخذ وقت اكبر في فهم وموضعة التركيبة البرلمانية والتي يتوقع ان تحوي عددا مهما من الاخوان المسلمين وحلفائهم؛ بالتالي يمنع تأجيل الانتخابات الفلسطينية من نشوء جسر ممتد بين الضفتين تحت وقائع “صعود الاخوان المسلمين في الاردن للبرلمان وبالتالي للحكومة القادمة، بالتزامن مع صعود نسختهم الفلسطينية الممثلة بحركة حماس في الانتخابات البلدية”، خصوصا وتقديرات مختلفة قامت بها مراكز القوى الاردنية كانت قد اشارت لحظوظ واسعة لحماس ليس فقط بسبب شعبيتها وانما اكثر لفقدان فتح عباس لنسبة كبيرة من شعبيتها.
الجانب الاردني لا يتحدث بطبيعة الحال عن الفكرة الاخيرة وان كان لا ينفيها.
في الاثناء، وبعد الكثير من التصريحات الفلسطينية التي تسيء للاردن، رغم ما ابدته عمان من مرونة لانفاذ المصالحة، مع القاهرة وأبو ظبي والرياض فيما سمي باللجنة الرباعية، وجدت عمان ان تجاهل عباس بصورة اساسية كافٍ تماما للرد على “خذلان جديد” من جانب السلطة الفلسطينية، الامر الذي يفسر ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس لم يستطع رؤية أي من المسؤولين الذين طلب رؤيتهم في عمان قبل ايام.
من جانب اخر، اتخذ الاردن قرارا مباشرا بتسهيل حياة ابناء قطاع غزة والذين يختفون تماما عن اجندة الرئيس الفلسطيني عباس، وهو الامر الذي يفسر حصول كثيرين من العالقين في غزة منذ حوالى العام على “عدم ممانعة” للدخول للاردن سواء للسفر او العلاج والدراسة.
بكل الاحوال، لا تجد لدى المسؤول الاردني أي “استراتيجية” في التعامل مع الرئيس الفلسطيني عباس، فالعلاقة اليوم تتكرس كونها بالقطعة اكثر من أي وقت مضى، وهذا حصرا ما يجعل الاردنيين لا يكترثون كثيرا للتصريحات المنطلقة من افواه عباس ورجاله.
رأي اليوم