أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
أيرلندا تندد بالتهديدات ضد الجنائية الدولية ألمانيا: نحترم استقلال المحكمة الجنائية الدولية 17 شهيدا جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مسيّرة فلسطينية تخترق إسرائيل والجيش يفشل بإسقاطها انقاذ طفلة غرقت بمتنزه في اربد الإفراج عن الأسير المصاب بالسرطان عبد الباسط معطان نتنياهو: أرفض باشمئزاز المقارنة بين إسرائيل وحماس زراعة المفرق: اعتماد 10 محاجر بيطرية خاصة لغايات تصدير الأغنام للأسواق الخليجية الجبور يتفقد عددا من المرافق الشبابية والرياضية في الكرك "الفاو" تعقد مبادرة تعلم حول فقد الأغذية بين أمانة عمان وبلدية ميلانو التدريب المهني و مجلس محافظة إربد يعززان شراكاتهم أجواء حارة في الأردن نهار الثلاثاء ولطيفة ليلاً «دوري أبطال أوروبا»: من هي الفرق المتأهلة إلى نسخة 2025؟ إيران تحدد موعداً مبدئياً لإجراء الانتخابات الرئاسية حريق مزارع قمح وخيار في ام البساتين بناعور هل يعود أبو تريكة إلى مصر؟ واشنطن: لم يكن لنا دور في سقوط طائرة رئيسي حزب الله استهدف 11 موقعا للاحتلال الفيصلي يفوز على الحسين في إربد ويؤجل حسم لقب بطولة دوري المحترفين مستشارو السياسة الخارجية لترامب التقوا بنتنياهو
الصفحة الرئيسية أردنيات خطة أردنية لاستيعاب أطفال لاجئين كانوا عرضة...

خطة أردنية لاستيعاب أطفال لاجئين كانوا عرضة "لأفكار متطرفة"

خطة أردنية لاستيعاب أطفال لاجئين كانوا عرضة "لأفكار متطرفة"

02-09-2016 12:58 PM

زاد الاردن الاخباري -

يحمل أحمد محسن (اسم مستعار بناء على طلب عائلته) اللاجئ السوري ابن العشرة أعوام، ذاكرة قاسيــــة مؤلمة كغيره من مئات الآلاف من الأطفال السوريين الهاربيـــن من المذبحة في أرضهم إلى نار اللــجـــوء وقسوته، لكن ذاكرة هذا الطفل فيها حمولات أخرى زائدة على حمولات أقرانه، إذ كاد يقع في شباك تنظيم "داعش" الذي حاول تجنيده خلال رحلة اللجوء إلى الأردن.

يعيش الطفل أحمد، اليوم مع افراد عائلته في أحد الأحياء الشعبية في عمّان الشرقية، في منزلٍ بالأجرة، يكابدون الحياة وتوفير لقمة الخبز، خلال النهار، لكنّه في الليل يبقى أسير كوابيس الحرب في سورية، وتجربته المريرة مع عناصر تنظيم "داعش" الذين اختطفوه وحاولوا تعريضه لعملية مكثفة من غسيل الدماغ، وشاهد بأمّ عينه كيف يتعاملون مع أعدائهم وطرائق حياتهم وأساليبهم في التجنيد والتنشئة.

لم يستطع أحمد أن يروي لنا حادثة اختطافه بسهولة، فعودته بالذاكرة عامين إلى الوراء جعلته متلعثماً وشارداً، إلى أن قادته قدماه نحو والده ليجلس إلى جانبه مستمداً منه أماناً يقوى به على سرد روايته.

قَدَر الموت يتربص بعائلته، وإن حاول هو ومن معه الهرب منه في كل محطات اللجوء، فالرحلة بدأت بالفرار من أنقاض حلب إلى مدينة تدمر ومنها إلى الحدود الأردنية، أمّا قبل ذلك، كما يروي أحمد وفق ما نشره تقرير لصحيفة الحياة اعدته الصحافية غيداء السالم "حياتنا في سورية قبل الحرب كانت جميلة ومريحة وأحلامي كبيرة لا تنتهي"، ويتابع: "حين اشتد علينا القصف في مدينة حلب، اضطررنا إلى الخروج من سورية معتقدين بأننا جميعنا سننعم بحياة آمنة بعيدة عن القصف".

وحين وصل أحمد وعائلته ومجموعة من النازحين السوريين إلى مدينة تدمر، ليتجهوا بعدها إلى المثلث الحدودي مع العراق والأردن "الرقبان"، اعترضت سيارة طريقهم، وفي داخلها مجموعة من العناصر المسلحين.

كان المشهد ضبابياً بالنسبة إلى الطفل؛ "في بداية الأمر ظننتُ أنّهم لصوص اعترضوا طريقنا الشاق ليسرقوا المال والطعام" ، لكن لم تمض سوى دقائق حتى رأى عناصر المجموعة وهم يرفعون الأسلحة في وجوههم هو وعائلته والقافلة التي كانوا فيها من الهاربين السوريين، وإجبارهم على افتراش الأرض، ومن ثم ركوب السيارات التابعة للمجموعة رغماً عنهم، وبعد أن فصلوا الذكور عن الإناث « كنت خائفاً جداً عندما رأيت والدتي وأخوتي يصرخون وازاداد صراخهم بعد أن فصلت الجماعة المسلحة النساء والأطفال عن الرجال، فوالدي كان أمامي جالساً على الأرض ومطأطئاً رأسه ويرمقنا بنظرة المودّع لأسرته"، يتذكر أحمد، ويقول: "بعد ساعات من الخوف والهلع، وصلوا إلى مكان مجهول ومعزول، لم نعرف أين نحن، وبقينا فيه شهراً كاملاً".

خلال الشهر الذي أمضاه أحمد وعائلته تحت رحمة "داعش"، كانوا يعانون ضغوطاً نفسية شديدة، ويعيشون بالحدّ الأدنى من الطعام والشراب، لكن ما هو أخطر من ذلك هو تخطيط "داعش" لتجنيد أحمد ومن هم في عمره لينضموا إليه، والعمل على غسل أدمغتهم والقيام بتدريبهم.

لم يكن أحمد يعرف قبل ذلك عن «داعش» إلاّ الاسم وما يتناقله الناس عنهم، ولم يكن مدركاً في البداية أنّه وقع في أيديهم، إلا أنّه بعد مدة قصيرة كان يسمع من حوله يهمسون أن تلك الجماعة الخاطفة هي من عناصر تنظيم «داعش»، وأنهم يسعون إلى تجنيد الأطفال وإرغامهم على استخدام الأسلحة.

يقول أحمد: "كنا نسمع مع كل وجبات طعام تقدّم لنا أناشيدهم الجهادية والخطب التي تؤكد أنّهم هم الذين يمثلون الإسلام، وكانوا دائماً يحاولون دفعي لاستخدام الأسلحة، وكنت أبلغهم أني لا أعرف أن أمسك السلاح ولا طريقة التعامل معه".

كان الشهر الذي قضاه في قبضة "داعش" مريراً، أشدّ قسوة من جحيم حلب الذي فرّ منه، فلم يعد ما يواجهه هو والمخطوفون فقط القصف الجوي الذي يستهدف عناصر «داعش» ويلاحقهم، ويؤدي إلى قتل أعداد منهم، ومن المحتمل أن يسقط ضحيته المختطفون، بل أصبح يرى مشهداً جديداً أشد تأثيراً ورعباً، وهو عمليات الإعدام الميداني التي ينفذها عناصر من التنظيم!

ساعد القدر أحمد وعائلته على الهروب من قبضة"داعش"ومن الجحيم الذي كانوا فيه، ومعهم بعض السوريين المخطوفين، ففي مساء أحد الأيام، اشتدّ القصف الجوي على عناصر التنظيم، ما دفعهم إلى الهروب، وترك المخطوفين، وتحولت تلك الصواريخ التي تهدد حياة أحمد وعائلته والبقية من مصدر محتمل للموت، ومن سبب للرعب والهلع إلى مصدر نجاة، بعدما اضطر عناصر التنظيم إلى تركهم والتواري تفادياً للقصف.

يقول والد أحمد: "طوال فترة الاختطاف كنا في قرية معزولة لا يعرف أحد موقعها"، مضيفاً "جلسنا في مكان بابه دائماً مفتوح لكن لم يستطع أحد منا الخروج منه خوفاً من رد فعل الجماعة".

وتعرض والد أحمد لإصابات شديدة في قدمه اليسرى نتيجة القصف على تلك المنطقة، لكنه تحامل على نفسه، وسار بعائلته في الطريق إلى الحدود الأردنية العراقية، وصولاً إلى مخيم "الرقبان"، قبل أن تسمح له السلطات الأردنية بالدخول هو وعائلته إلى الأردن لتلقي العلاج.

استطاع أحمد الهروب من "داعش"، وكان قضاء شهر واحد في قبضتهم كفيلاً بقلب حياة الطفل وعائلته وملء ذاكرته بكمّ كبير من المشاهد والأفكار المرعبة.

وفي مقابل أحمد هناك الآلاف من الأطفال السوريين والعراقيين الذين نجح التنظيم بتجنيدهم وأدخلهم عنوة إلى حلقاته وخلاياه في المناطق التي يسيطر عليها، بل وأصبح يتحكم بمناهج التعليم في المدارس والجامعات، ليغرس الأيديولوجيا المتطرفة التي يريدها، ويقيم اليوم معسكرات ومدارس تحت عنوان "أشبال الخلافة" تضم هؤلاء الأطفال الصغار، الذين يحوّلهم إلى آلة للقتل والعنف والتطرف.

يذكر أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" أطلقت تقريراً تحت عنوان "لا مكان للطفولة" في بداية العام الحالي، يفيد بتزايد تجنيد أطفال سوريين لا تتجاوز أعمارهم 15 سنة مقابل هدايا ورواتب تبلغ 400 دولار شهرياً.

وأكد مصدر في "اليونسيف"أن المنظمة لديها احصاءات جديدة لعام 2016 عن الأطفال الذين تعرضوا لاستغلال من الجماعات المتطرفة والمسلحة في بلادهم وخارجها، وفضل المصدر عدم التصريح بالأرقام المتعلقة بالأطفال نظراً إلى حساسية القضية.

في مقابل أحمـــد الذي نجا من الفكر الداعشي، هناك آخرون من اللاجئين الأطفـــال والأحداث، الذين جاؤا إلى الأردن، بعدما تعرّضوا إلى تجارب مشابهة. ويقول الناطق الرسمي باسم وزارة التنمية الاجتماعية في الأردن، فواز رطروط، إن دور الأحـــداث للتربية والتأهيل شهدت اختلافاً بعـــــد موجات اللــــجوء الأخـــيرة بسبـــب تأثيرها السلبي، في ما بتعلق بظهور ظاهرة ما يعرف باسم "الأحداث المتهمين بارتكاب جرائم ذات طبيعة ارهابية".

ويؤكّد رطروط أن هناك 35 قضية منظورة لأحداث في المحاكم الأردنية، ومعظمهم من الجنسية السورية، مشيراً إلى أن الأزمة السورية تسببت في ولادة نوع جديد من قضايا الأطفال في الأردن، ناهيك بزياردة أعداد الأطفال المحتاجين للحماية من الناحية الفكرية.

ولمواجهة هذا التحدي الجديد، تنوي وزارة التنمية الاجتماعية في الأردن، افتتاح أول دار للأحداث متخصصة في إصلاح وتأهيل ذوي الأفكار المتطرفة في مدينة مادبا بالقرب من العاصمة عمان، وتهدف هذه الدار إلى فصل كل من لديه أفكار متطرفة عن بقية مرتكبي الجرائم الأخرى لمكافحة العدوى الفكرية بين الأطفال.

ويضيف الرطروط أنّ الوزارة "عينت اختصاصيين اجتماعيين ومشرفين مؤهلين للتعامل مع الأطفال من ذوي الأفكار المتطرفة بهدف مناهضة الفكر المتطرف والتكفيري".

الحياة اللندنية





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع