زاد الاردن الاخباري -
عندما تشاهد اليافطات وصور المرشحين ووعودهم عن يمينك ويسارك سيسرح ذهنك قليلاً لتقول في نفسك ماذا لو حصل ذلك !
فهذا يعدك بتحرير فلسطين وآخر سيقضي على البطالة وآخر سيحاسب الفاسدين وهذا يعدك بالوظائف وتلك ستحجب الثقة لأجلك وذاك سيضرب بعصاه الأرض ليشق لك طريق المستقبل وما تلبث حتى تستفيق من غفوتك وتدرك أنها المدينة الفاضلة التي حلم بها أفلاطون .
كلها وعود وعد بها الكثير من قبلهم أو حتى أنفسهم وما عملوا على نقطة واحدة منها طوال فترات جلوسهم تحت القبة ولن يعمل عليها من هم بعدهم .
فالمجالس البرلمانية القوية الناجحة تنتخب على أسس وبرامج واضحة تتملكها الشفافية والصدق في العمل على البرامج المطروحة قبل عملية الإقتراع .
فأين هي البرامج الانتخابية التي ستتبناها قوائم المرشحين ؟
كل ما نراه على جنبات الطرق ليس إلا صوراً وبضع كلمات يعلم المرشح نفسه أنه لن يعمل عليها وإنما هي حروف تزين بها سمعته وتجعل من فضيلته سادس الخلفاء الراشدين .
إن الوطن الآن في ظروف مفصلية تحتاج لبرامج وسياسات إصلاحية مبنية على الصدق والإخلاص ، بحيث تكون من شأنها العمل على انتشال الوطن من وحل الفساد المستشري فيه ، وعلاج القضايا الرئيسية المهمة التي طال أمدها كالفقر والبطالة ، وتأميم المؤسسات الوطنية التي تم خصخصتها ونهبها ، وإعادة فتح الملفات المحفوظة في أدراج دائرة مكافحة الفساد ، ومعاقبة كل فاسد امتدت يده للمال العام وزجه خلف قضبان السجون .
ترى ..
ماذا لو كانت هناك قوائم إنتخابية تبني برامجها الإنتخابية على محاربة التصحر وإحياء المنظومة الزراعية في الوطن ، وأخرى تبني برنامجها على تنمية الموارد الطبيعية والسياحية في الوطن ، وأخرى تبني برنامجها على العناية باهتمامات الشباب وتطلعاتهم ودعم أفكارهم واقتراحاتهم واحتضان إبداعاتهم ، وأخرى يكون برنامجها الإنتخابي مبني على تبني الدراسات العلمية والبحث العلمي ، وأخرى تبني برنامجها على محاربة الفساد واستجواب المفسدين ، وأخرى تبني برنامجها على دعم الصناعة المحلية والعمل على استقطاب رؤوس الأموال لفتح المصانع ودعمها ، وأخرى الخ...
إن العمل على تلك البرامج الإنتخابية والسياسات المحلية سيجعل من الوطن أنموذجاً جوهرياً يبنيه ويزدهر به ويحمي أجياله القادمة مما نعاني منه اليوم .
في النهاية سأقولها حزيناً آسفاً ... سيبقى ما قلته ضرب من الخيال والأماني وكلكم يعلم السبب .
شادي الربيحات