نشرت صورة لرئيس وزراء بريطانيا وهو جالس على رصيف أحد شوارع لندن وهو يأكل السمك والبطاطا وقد خلع حذائه " حافيا " ، وجاءت هذه الصورة من قبل أحد المواطنين الذي قام بالتقاطها بكل عفوية لرئيس وزراء بريطانيا العظمى ، والسياسية في الغرب تقول أن العمل العام ينتهي مع خروج الشخص من منصبة وبالتالي نجد أن الموقف غير مستغرب بالنسبة لرئيس حكومة غادر مقعدها من تلقاء نفسه بعد التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وما يتبعها من تغيرات تصيب دولته .
وعلى الجانب الأخر لدينا نجد أن مدير عام في مؤسسة حكومية عندما يغادر موقعه الرسمي يستمر في استخدام لقبة السابق ويحرص على أن لايذكر أسمه دون ذكر منصبه السابق من منطلق التمدد الطبيعي للكرسي الذي التصق بقفاه حتى عندما غادر مكتبه ، فكيف هو الحال عندها بوزير يترك وزارته ويصر على أن يطلق عليه الناس لقب معالي قبل أي لقب يسبق أسمه ، ويكبر اللقب وحجم الكرسي الملتصق بقفى مسؤولينا عندما يكون قد تولى رئاسة الحكومة وحمل معه لقب دوله .
وعند الحديث عن أي قرار يصدره رئيس الحكومة ويطرح سؤال شعبي يقال فيه " هل هي دولته أو كل البلد تابعه له " ؛ نجد أن لقب دوله عندما يسبق أسم رئيس الحكومة يكون معناه أن تلك الدولة هي دولته " دولة ..." ، وبالتالي علينا كشعب أن نقر ونعترف بأننا رعايا دولة ليست الأردن كوطن بل رعايا دولة فلان ابن علان ، وهذا الدولة سوف يصر على أن يبقى الكرسي ملتصق بقفاه حتى وأن الصقه بسوبر جلو خارق جدا ،لأنه يريد أن يبقى دولة داخل دولة وأن يبقى الشعب هم رعيته التي يرفض بأن يشاهدوا دولتهم تجلس على قارعة الطريق تأكل شندوس فلافل ولاترتدي حذا ...تف من فمك يا شعب .. يا بعيد.