أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
«أسابيع حرجة» في الأردن تختبر كل تفصيلات «التحديث السياسي» قبل الاقتراع مباحثات "إيجابية" بخصوص صفقة التبادل .. وتعهد مصري بالضغط على حماس دراسة : تحسن الرفاهية والصحة النفسية للأردنيين واللاجئين العراقيين منذ 2020 الأردن: استعادة ماضي الصراع في مواجهة العدو والأطماع السلطات الأمريكية تفتح تحقيقا عاجلا بعد رصد “صحن طائر” في سماء نيويورك (فيديو) حزب الله يبث مشاهد لكمين استهدف رتلا للاحتلال شمال فلسطين (فيديو) المعايطة: نعمل على زيادة عدد مراكز الاقتراع المختلطة وزير الخارجية الإسرائيلي ينشر صورة مسيئة لأردوغان .. شاهد طقس العرب يُحدد مناطق تساقط الأمطار ويُطلق تحذيرات حماس وفتح يعقدان محادثات مصالحة في بكين رقم صادم .. الأمم المتحدة تكشف عن الوقت اللازم لإزالة الركام من غزة مقتل 4 يمنيين باستهداف أكبر حقل للغاز في كردستان العراق. القيادات الأمنية والسياسية تؤيد المقترح المصري ونتنياهو يرفضه أنقرة: استهداف الرئيس ينم عن الحالة النفسية لحكومة إسرائيل. مقتل خمسيني بعيار ناري بالخطأ في الكرك. 10 إصابات إثر حادث تصادم بين مركبتين في جرش. الأونروا: طفلان توفيا بسبب موجة الحر في غزة الأونروا: المعلومات التي قدمتها إسرائيل ليست كافية بتورط موظفينا في 7 أكتوبر. النجار: الشباب جزء محوري بتطوير المشروع الثقافي الأردني. الوحدات يفوز على شباب الأردن في دوري المحترفين
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث الحرب السورية بتوقيت جرابلس

الحرب السورية بتوقيت جرابلس

الحرب السورية بتوقيت جرابلس

25-08-2016 11:18 AM
فادى عيد

زاد الاردن الاخباري -

كان الانقلاب الفاشل بمنتصف تموز الماضي بتركيا بمثابة العاصفة الشديدة التى عدلت اتجاهات السفينى الاردوغانية سواء بالداخل التركي او الخارج، حتى جائت العاصفة الثانية ولكن فى تلك المرة على هوى أردوغان وبعلمه وترتيبه بعد التوجه المباشر نحو موسكو واجتماعات ثلاثية الاضلاع "الاستخبارات والجيش والخارجية" بين الجانبين التركي والروسي، ثم التنسيق الكامل مع طهران وهو التقارب الذى دفع ثمنه أردوغان ليلة منتصف تموز، والى هنا ولم يصرح لنا مسئول أو مصدر رسمي روسي أو تركي عن نتائج تلك الزيارات والمباحثات، او ما تطرقت اليه الزيارة المفاجئة لوزير الخارجية التركي لطهران واجتماع الخمس ساعات الذى جمعه مع نظيره الايراني، الى أن انطلقت القاذفات الروسية من قاعدة همدان الايرانية، كي نري على الارض اولى الخطوات التى تم الاتفاق عليها فى أروقة التحالف الجديد "روسيا ايران تركيا" وبعدها بأيام قليلة أقدمت تركيا على الخطوة التالية والتدخل العسكري داخل الحدود السورية واطلاق عملية "درع الفرات" التى تهدف على القضاء على كافة الفصائل الكردية غرب الفرات.

 

وهنا أنتظر البعض رد فعل دمشق ولكن حقيقة الامر أن بيان الخارجية السورية المندد بأنتهاك السيادة السورية بعد توغل الاليات والقوات الخاصة التركية داخل سوريا لا يتخطى دور تصريح حسين دهقان وزير الدفاع الايراني بخصوص القوات الروسية المتواجدة بهمدان، فالامر محسوم بين اردوغان وبوتين بخصوص المنطقة الامنة بعمق 20كيلو وطول 70كيلو وبعلم دمشق، فلم يكن تواجد مساعد مدير الاستخبارات التركية هاكان فيدان بدمشق مؤخرا صدفة، كما أن اسماعيل حقي بكين الذى تولى ملف عودة العلاقات بين دمشق وأنقرة عبر الجزائر وطهران يسير فى تقدم ملحوظ نحو المصالحة بين الاسد وأردوغان، فهو من كان له دور بارز فى أبرام اتفاقية أضنة والتى كانت أبرز بنودها هو تعهد سوريا بعدم السماح لحزب العمال الكردستاني بفتح اى مقرات او نشاط عسكري على الاراضي السورية، واليوم أشبه بالبارحة واسماعيل حقي الجنرال العسكري السابق متواجد فى كلا المشهدين بجدارة.

ولم ينتظر أردوغان رد فعل الاتحاد الاوربي أو الناتو التى تعد تركيا ابرز أعضائه كي يتخذ تلك الخطوة الجريئة تجاه جرابلس، ولم يعد ينصت أردوغان كثيرا لما تردده بعض العواصم الاوربية بخصوص شطب عضوية تركيا بحلف شمال الاطلسي، فسابقا كان ينتابه القلق بشدة لمثل تلك التصريحات ولنا فيما حدث منذ ثلاثة أعوام عبرة عندما تواصلت تركيا مع الصين لتقوم الاخيرة بتطوير الدفاعات الجوية التركية بعيدة المدى بعد أن كثف أردوغان كل جهوده كي تكون منظومات اتش كيو9 الصينية متواجدة على الاراضي التركية وهو الامر الذى جعل أردوغان يذهب بنفسه لبكين بنهاية تموز 2015 حتى أستتب له الامر، ولكن جاء الرد من واشنطن سريعا بسحبها منظومة الباتريوت من الحدود التركية، مما جعل أردوغان عاريا امام كافة اعدائه بشرق تركيا، وهنا لم يكن أمام السلطان سوى الغاء صفقة منظومات الدفاع الجوية مع الصين بعد ان بذل جهد كبير ربما لمدة عاما كامل او أكثر.

وبالتزامن مع وجود رئيس أقليم كردستان العراق مسعود برزاني بأنقرة فقد وصل لها ايضا نائب الرئيس الامريكي جو بايدن بعد أن ارسل له اردوغان مساعد والي أنقرة لاستقباله لكي يستمع ويعرف بايدن تفاصيل أكثر بخصوص ما دار بين جاويش اوغلو وجوادي ظريف بطهران وما دار بين أردوغان وبوتين بموسكو لعل الرؤية تتضح امام واشنطن تجاه ما ينتظر سوريا، فى الوقت الذى كان ينتظر فيه اردوغان رد ايجابي من جو بايدن بخصوص تسليم غولن، ولكن اكتفى بايدن بالرضا عن عملية "درع الفرات" دون أعطاء رد صريح عن تسليم فتح الله غولن من عدمه.

وهنا يطرح المشهد المعقد بعض الاسئلة الهامة والملحة، فهل الغرب سيتخلى عن الفتى الكردي المدلل، وهل تعود المملكة العربية السعودية للمشهد عبر بوابة الاكراد بعد فتح قنوات اتصال معهم، واذا شارك الجيش السوري فى القضاء على الفصائل الكردية غرب الفرات كما تهدف عملية "درع الفرات" سواء بشكل مباشر او غير مباشر فهل لدى الجيش السوري الامكانيات لبسط نفوذه على تلك المناطق بعد القضاء على الاكراد أم ستكون لواء اسكندرونة جديد، وهل ستحقق عملية "درع الفرات" اهدافها سريعا أم ستكون جرابلس مستنقع لتركيا كما ذكر صالح مسلم، فلعل من يعرف الاجابات على كل تلك الاسئلة المعقدة هو بوتين ولعله أكثر من يعرف مصير كل وكيل بالاقليم، خاصة بعد ليلة منتصف تموز، فأذا كان هناك الان مبارة نارية تدور فى جرابلس بين تركيا والاكراد أستعدادا لتصفيات الاقليم بحضور أردوغان وصالح مسلم، فهناك مبارة ودية نهاية الشهر الجاري بأنطاليا ستجمع فريقين كورة القدم التركي والروسي أستعدادا لكأس العالم بحضور الرئيسين أردوغان وبوتين.

وبتأكيد لقاء العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالقاهرة فى ذلك التوقيت لم يكن بعيدا عن المشهد الاقليمي وما يحدث فى سوريا تحديدا وما ينتظرها، فالاردن المعنى بغرفة "الموك" غرفة التقاء رؤوساء أجهزة الاستخبارات المعنية والمحركة للحرب السورية، والتى تلقت مؤخرا ضغوط من الرياض لكي تعود غرفة "الموك" للحياة مجددا تطرق باب مصر بعد أن قدم الرئيس المصري المفتاح لدى الجميع، مفتاح الازمة السورية لكافة الاطراف سواء المتورطة فى سورية، او التى تساعد على اشتعال الوضع بها، أو حتى الاطراف المعنية بأستقرار ووحدة الاراضي السورية، والطرف السوري نفسه المتمثل فى النظام الحالي، بعد ان طرحت مصر رؤيتها الواقعية تجاه سوريا التى تلخصت فى المبادئ الخمس لوضع نهاية للحرب الدموية.

 


ولان هناك حالة تعقل وتفاهم عالى تجمع القيادتين المصرية والاردنية تجاه العديد من ملفات الاقليم المعقدة وفى مقدمتها الملف الليبي ثم الملف السوري، فدعت كلا من القيادتين خلال لقاء القاهرة يوم 24اغسطس التواصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يحفظ وحدتها ويحول دون امتداد العنف إلى دول الجوار.

فادى عيد





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع