زاد الاردن الاخباري -
ابتكر مهندس طيران عربي برنامج الكتروني يمكن من خلاله تحديد الأيام المناسبة للمعاشرة الجنسية من أجل الحصول على جنين ذكر أو أنثى، إذ قال المهندس مبارك الرشيدي إن تكرار حمل زوجته بالإناث ولهفته المحمومة لإنجاب ذكر على مدى 20 عاما، كانا وراء نشوء الفكرة التي ساعده في تنفيذها بعض من أصدقائه الأطباء ومتخصصي الكومبيوتر.
ويعتمد البرنامج ببساطة على تحديد موعد التبويض لدى المرأة بعد إدخال بيانات عن عمرها وموعد آخر دورة شهرية معلومة لديها، ومن خلال تلك المعلومات يحدد البرنامج أنسب الأيام للجماع من أجل زيادة فرص الحمل بالجنس المطلوب.
الحيوان المنوي والبويضة ولتوضيح ذلك على أسس علمية، يجب أن نفهم ما وراء فكرة عمل البرنامج، من خلفيات طبية توصل إليها العلماء على مر السنين.
في ثقافتنا الشرقية، ظلت فكرة أن المرأة مسؤولة - بشكل أو آخر - عن نوع جنينها مسيطرة على عقليات الرجال حتى منتصف القرن الماضي، وربما بعدها في المجتمعات الريفية، حتى أظهر العلم الحديث أن جنس الجنين يعتمد بالأساس على الكروموسوم الذي يحتويه الحيوان المنوي للرجل، وأن الأنثى ليس لها دور في هذه العملية.
وعرف آنذاك أن الحيوان المنوي والبويضة يحمل كلاهما نصف عدد الكروموسومات البشرية (عددها 46)، إضافة إلى الكروموسوم المسؤول عن الجنس، الذي قد يكون إما X أو Y في الحيوان المنوي، ويكون دائما X في البويضات.
وبالتقاء الحيوان المنوي والبويضة تتحد الكروموسومات الموجودة في كليهما لتكوين نواة الجنين. وعند اتحاد الكروموسومان XX يصبح الجنين أنثى، وفي حالة XY يكون ذكرا.
وظل العلماء يفحصون ويمحصون الأمر، ويبحثون عن أسباب قد تدفع حيوانا منويا من نوع معين لتلقيح البويضة قبل غيره، وعرفوا بالتجربة في بداية الثمانينات من القرن الماضي أن ثمة اختلافات كثيرة بين نوعي الحيوانات المنوية.
أهم هذه الاختلافات هو نشاطها وفترة عمرها، فالحيوان المنوي الحامل لصفة الذكر Y نشط وسريع وقصير العمر، فيما يشبه عداء السباقات القصيرة، فهو يجتاز الجهاز التناسلي للمرأة في وقت قصير نسبيا (نحو 6 ساعات)، ولكنه يموت في ظرف يوم أو أكثر قليلا.
أما الحيوان المنوي الحامل لصفة الأنثى X فهو على العكس، بطيء وخمول وطويل العمر، فيما يشبه عداء سباقات الماراثون، فهو يحتاج إلى نحو 12 ساعة لاجتياز المسافة المطلوبة، ولكنه قد يعمر لمدة يومين أو ثلاثة.
فرص إنجاب الذكور
وعليه، رجح العلماء أن الجماع في يوم التبويض ذاته يزيد من فرص إنجاب الذكور، أما قبله بيومين فإنه يرجح فرص إنجاب الإناث، نظرا إلى وفاة الحيوان المنوي Y قبل خروج البويضة.
وتفشت الصرعة (الموضة) ما بين العلماء ومن ينشدون الحصول على نوع مختار من الأجنة، وأصبح الأطباء ينصحون «بمواقيت» محددة سلفا للعلاقة الزوجية الخاصة من أجل إنجاح مساعي الراغبين في تحديد جنس المولود.
وبعد سنوات عدة اكتشف الجميع أن هناك أمورا أخرى خافية تفشل «الخطة»، فبدأوا دورة جديدة للبحث.
وفي تسعينات القرن الماضي، بدأ العلماء في تغيير بعض المفاهيم المترسخة في وجدان الطب منذ بداية القرن، حيث إن المراجع الطبية الصادرة قبل هذا التاريخ كانت تصر على أن عدد الحيوانات المنوية الطبيعي يجب أن يفوق 60 مليونا في كل مليمتر مكعب، ولكن المراجع الأحدث تراجعت بالرقم ليصبح ما فوق 20 مليونا فقط، بل أشارت بعض الدراسات الصادرة مؤخرا إلى إمكان الإخصاب الطبيعي في حالات يقل فيها الرقم كثيرا عن ذلك، مع الوضع في الاعتبار أن جودة الحيوانات المنوية، من حيث النشاط الحركي وقلة نسبة الصور المشوهة، هي العناصر الأهم على الإطلاق.