أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الاحتلال يحاصر مستشفى العودة في شمال غزة غزة: رصيد الأدوية والمستلزمات الطبية صفر البلقاء التطبيقية تشارك الجيش في إنزال المساعدات على غزه- صور مصدر يكشف موعد انطلاق أولى قوافل الحجاج الأردنيين إسرائيليون متطرفون يعتدون على شاحنات تنقل مساعدات لغزة الأراضي تطلق خدمة تقديم طلبات البيع إلكترونياً في الزرقاء واربد الأردن بالمرتبة الثانية عربياً بتكلفة سعر الديزل بورصة عمان تغلق تداولاتها على انخفاض الصحة: أعداد مراجعي أقسام الطوارئ بسبب الأمراض التحسسية غير مقلقة فصل التيار الكهربائي عن مناطق في بني كنانة غدا “حكومة غزة”: إسرائيل تمنع 690 مريضاً وجريحاً من السفر للعلاج بالخارج الأورومتوسطي يطالب بالضغط على إسرائيل لوقف جريمة التهجير القسري بحق الفلسطينيين وزير الخارجية: الاتهامات ضد أونروا ثبتت أنها باطلة ومحاولة اغتيالها سياسيا فشلت الاحتلال يمنع دخول 3000 شاحنة مساعدات لغزة رواتب متقاعدي الضمان الاجتماعي الخميس الصناعة والتجارة : لهذا السبب ارتفعت أسعار الليمون في الأسواق القبض على 145 متهما بارتكاب 103 جرائم قتل العام الماضي الخبير ابو زيد: المقاومة في شمال غزة نجحت في جر الاحتلال الى عملية استنزاف طويلة حماس لا تزال قادرة على إنتاج الأسلحة مقتل جنديين اسرائيليين وإصابة 4 جنوبي غزة
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث تحت رعاية دولة السيد فيصل الفايز إطلاق كتاب...

تحت رعاية دولة السيد فيصل الفايز إطلاق كتاب \"عمان .. ذاكرة الزمن الجميل\" للمرحوم فؤاد البخاري

05-10-2010 09:21 PM

زاد الاردن الاخباري -

نظم مركز الأردن الجديد للدراسات ودار سندباد للنشر مساء أمس الأول حفل إطلاق كتاب \"عمان ... ذاكرة الزمن الجميل\" للراحل فؤاد محمد أمين البخاري، وذلك في مكتبة سليمان الموسى المتخصصة، مركز الحسين الثقافي، رأس العين.
ورعى حفل الإطلاق الذي عقد بالتعاون مع مديرية الثقافة في أمانة عمان الكبرى، السيد فيصل الفايز بحضور حشد من المثقفين والباحثين والإعلاميين وأقارب الفقيد وأصدقائه.
فيصل الفايز: البخاري عاشق كبير لعمان ومؤرح تحولاتها المبكرة
وقد استهل حفل الإطلاق بكلمة السيد فيصل الفايز، رئيس الوزراء الأسبق، جاء فيها: لقد شرّفني الأستاذ هاني الحوراني برعاية حفل تقديم كتاب المرحوم بإذن الله تعالى الباحث فؤاد \"محمد أمين\" البخاري، والذي تكتنف مضامينه لمسات إبداعيّة، وأفكار خلاقة لهذا الكاتب المبدع رحمه الله.
لقد خسرت عمّان بوفاة فؤاد \"محمد أمين\" البخاري واحداً من عشاقها الكبار، أبناء الزمن الجميل، الرجل الذي ميّزت خطوته في فيض المشاة، شوارع المدينة وأزقتها، واستشعرت الألفة من نظرته الحانية جدرانها وأسوارها، فلم يكن فؤاد \"محمد أمين\" البخاري مقيماًَ في عمان بالقدر الذي أقامت فيه المدينة بكل تحولاتها، فجعلته شاهداً على عصورها وأحوالها، ومكنته من الاطلاع على جانب من أسرارها لا تتيحه إلا للمخلصين في العشق، المتوحدين في المحبة، واليوم نودِّع ذلك الرجل الذي تقاسمنا معه حصتنا من عمان وتاريخها، فأصبحت عنواناً لحنين لا يفارقنا، نخرج في الصباح لنفتّش عن طرف خيط منه في المدينة العتيقة، بطرقاتها وأسواقها، وأهلها الطيبين، في وسط البلد وجبل عمان واللويبدة والجوفة والأشرفية والحسين.
ولد الراحل فؤاد \"محمد أمين\" البخاري، في عمان سنة 1936، وكانت عمان آنذاك تغادر زمن القرية الحانية لتأخذ في دخول عصر المدينة شيئاً فشيئاً، استقر به والده الذي أتى من مكة المكرمة، وقبلها ارتحل غرباً من بخارى ليحقق حلم أهالي تلك البلاد الواقعة في قلب آسيا بمجاورة أهل البيت وصحب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. وفي عمان، وجد نفسه يجمع عطر أكناف بيت المقدس في ظل هاشمي أصيل، فطابت له الإقامة والبقاء في مدينة مضيافة تبث الطمأنينة في نفوس الغرباء وتجعلهم من أهل الدار، فطالما فتحت أحضانها دون شروط للقادمين من كل الجهات.
هذه شيمة المدينة التي ورثتها من زمن رأس العين وحوله القادمون من الشام واليمن يهبطون بأرضها ويتزودون قبل الماء والكلأ بابتسامة وترحيب ليس في مكان آخر ما يماثله أو يجاريه، فبقي منهم من بقي ليصبح في سنين معدودات جاراً بالخير والمحبة لكل أهل الأردن الطيبين.
وفي عمان أتى المحراث القوقازي الذي يحمل إرث العزة والكفاح ليخط في المدينة جزءاً من الذاكرة الحية التي اهتزت وربت وأعادتها كعنقاء لتحطّ على أعتاب قرن جديد من الزمن، بعد أن غابت بسرّها التاريخي الذي طالما نافح من أجل الكرامة والحرية قروناً لتأخذ زهرة الحلم الأردني الجديد مع تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية، فتصبح الأرض التي طابت مستقراً ومقاماً للملك عبدالله المؤسس الذي رأى في ماركا تفاصيل المدينة والعاصمة الجديدة التي عشنا سنوات طويلة ونحن نمضي في ربوعها فتعطينا دون حساب.
الفايز: عمان امتداد لدمشق وبغداد ومكة
وأضاف السيد الفايز: إن فؤاد البخاري الذي وضع على عاتقه أن يكون مؤرخ صدق لعمان، وشاهداً بالعدل على زمانها، بقي يعيدنا إلى زمانها الخصب وعصرها الجميل، يوم أن بدأت البيوت تقوم على أكتاف البيوت وتناهز قمم الجبال لتضم القادمين بأحلامهم وطموحاتهم من جميع أنحاء الأردن في عاصمة المملكة الفتية، فأخذت تصوغ جزءاً مركزياً من الهوية الأردنية، تعطي للحياة الأردنية الجديدة نكهتها، نكهة عربية إسلامية لا تخطئها العين، يتمدد بين تفاصيلها ذلك التسامح الذي يسع الجميع، فالموسيقى الشركسية لم تغب يوماً عنها، وتكاملت مع سحبة الرباب لتتم عليها بهاءها، وأيقونات الكنائس وأبراجها جاورت قباب المساجد ومآذنها فأعطت للمدينة ثراءها، فكانت عمان المختلفة التي عرفتها طفولتنا، ونحن نمضي إلى مدارسها، ونسير في شوارعها، وأمام بيوتها المشرعة الأبواب، فكأننا أسرة واحدة كبيرة، كنا كلنا نشبه عمان قبل أي شيء آخر، عمان العروبة وقلبها النابض، ألا تشعرون أحياناً وأنتم تتجولون بحرية في المدينة أن هذا الشارع يبدو وكأنه امتداد لخان الخليلي أو الحميدية؟ ألم تغافل أنوفكم يوماً رائحة بغداد؟ ألم يهب عليكم النسيم مقدسياً؟ ولم يحاذيكم الركب مكياً؟ هي عمان المدينة التي اختزلت كل المدن، فكانت بينها الجميلة والأثيرة، عمان التي جمعتنا، عمان الإخلاص والسلام والوئام، على روابيها وفي وديانها كتبت قصة أكبر من أن تختزلها الكلمات أو تحيطها بالوصف والتصوير.
الفايز: رفدنا البخاري بزوادة لا تنقطع من الحكايات
لكل شيء في عمان كما اعتدنا طعم آخر، هي ناصية القلب وقبلة الروح، للقمة الخبز ولفنجان قهوتها نكهته الخاصة، ولشتائها تلك الهيبة التي تُخرج بالرجال في جنباتها في معاطفهم التي تزدان بالكوفية ولصمتُها الأصيلة، فكأنهم فرسان المدينة التي تعرف بأن الله أفاض عليها من الحسن وأربى، فتأخذها العزة بجمالها الدنيوي والروحي لتعيد لنا في كل مرة من صبوة الشباب البكر نصيباً.
عمان المدينة الصغيرة التي عشقناها منذ نعومة أظفارنا عندما كنا أطفالاً نلعب في حاراتها وأزقتها، ونتجول في شوارعها الترابية والمعبّدة، عمّان ذات الجبال السبعة تشيع حميميتها بين سكانها وزوارها، وتختال بجمالها، تتزاحم الذكريات الجميلة عن الحياة القديمة في عمان التي عشنا فيها منذ ذلك الحين، والتي أحببناها وتواصلنا معها ومع أهلها الطيبين، الذين أخذوا صفاء قلوبهم من صفاء ماء نبع رأس العين الغزير آنذاك.
أخذتنا من عمان مشاغل شتى، ولكن فؤاد البخاري رفدنا نحن عشاقها بزوادة لا تنقطع من الحكايات والقصص التي كدنا ننساها أو غابت في ذاكرتنا، فكانت كتاباته ترسم التاريخ الشعبي لعمان، تاريخ الناس والأماكن والأحداث، الأفراح والأتراح، وقفات العز ولحظات الانكسار، ولكننا بعد ذلك كله بقينا وأخذنا بعمان كل على طريقته لتكون المدينة الوعد والحلم. دخلنا بها في قرن جديد وهي مدينة عالمية بالفعل، لا تكاد أحد ملامح الحداثة تغيب عنها، ونسعى لنجعلها وبما يتوافق مع كيانها الجمالي والطبيعي تستكمل رحلتها بين مدن العالم وعواصمه في مسيرة طويلة، كنا نتمنى أن يستكملها معنا فؤاد البخاري، ولكنه يرحل ويترك لنا ما نستعين به، شمعة على ضوئها يمكن أن نلمح مزيداً من الألق، ومن واجبنا تجاه الراحل الكبير في صدقه وعطائه اليوم، أن نرد معه بعضاً من الجميل لعمان الأم والحبيبة في آن معاً، ونعمل كلنا على المساهمة في الحفاظ على بهائها التاريخي وعبقها العربي، وأن نجعله يتوازن ويتكامل مع رغبتنا في المضي نحو مدينة حديثة المرافق والإمكانيات، وهي مسؤولية كبرى، علينا دائماً أن نعود لما كتبه العشاق المخلصون فيها، لنتعرف على خارطة الروح لهذه المدينة ونبقي على أسرارها متقدة إن شاء الله.
وهنا، ولكوننا نلتئم في فعاليّة ثقافيّة أدبيّة، نستذكر من خلالها أحد روّاد الأدب الراحلين من عشّاق عمّان، الذي سيبقى إرثه الأدبيّ شاهداً على روعة هذه المدينة، فلا بدّ لأن نشير أنّ عمّان زخرت ومنذ نشأتها بأقرانه المثقفين والأدباء، من فنانين وشعراء وكتّاب، وقد ساهم جمال هذه المدينة وتاريخها وثقافتها وحضارتها في صقل إبداعاتهم ومواهبم الأدبيّة، فعاشت عمّان فيهم قبل أن يعيشوا فيها، فأبدعوا وتغنوا فيها، ووصلت إبداعاتهم مكانة مرموقة.
فهنيئاً لعمّان مبدعيها، وهنيئاً لنا بعمّان وبالأردنّ وطن الكبرياء والشموخ.
وفي الختام، اسمحو لي أن أوجه بالنيابة عنكم جميعاً، وأن أعرب باسم كل أهالي عمان من أبناء الزمن الجميل والزمن القادم الذي نريده أكثر جمالاً وروعة، اسمحو لي جميعاً أن أنعي ذلك الراحل الكبير، وأن أؤكّد أنّ لعمان جمعاً متجدداً من العشاق الذين يمكن أن يكملوا مسيرته وان يواصلوا عطاءه، فالقدوة وإن غابت فإن أثرها الطيب يلقي على الزمان والمكان لمسة من هدى ونور.
كلمة فؤاد البخاري: الكتاب محاولة لرسم معالم غابت عن عمان القديمة
كما ألقى السيد فريد لطفي البخاري الكلمة التي كان قد أعدها المرحوم فؤاد البخاري قبل وفاته بمناسبة إطلاق الكتاب وجاء فيها:
مرحباً بكم في هذه الأمسية العمّانية الجميلة لمشاركتنا في هذا الحفل؛ حفل توقيع كتاب \"عمّان... ذاكرة الزمن الجميل\". أود أن اشير هنا، بداية، إلى أن هذا الكتاب ليس كتاباً عن تاريخ عمان، وإنما هو محاولة أولى لرسم معالم غابت عن مرحلة اندثرت. وكما ذكر الأستاذ هاني الحوراني في مقدمة الكتاب، فهو مزيج لأشياء عدة تجمع ما بين الرصد والمعاينة لصور عمان وملامح حياتها منذ أكثر من ستة عقود بالاعتماد على المشاهدة والمراقبة.
ولعل ما دفعني لإعداد هذا الكتاب، هو أنني لاحظت أن عمليات التحديث المديني أدت إلى طمس قسمٍ من ذاكرة عمان وتراثها، وقد تجلّى ذلك في إزالة عدد من المعالم والبيوت التراثية في وسط العاصمة بالذات؛ وفي مقدمتها فندق فيلادلفيا في منتصف التسعينات من القرن الماضي، والذي كان الملك المؤسس، رحمه الله، قد أوصى ببنائه. هذا، إضافة إلى إحساسي بالواجب تجاه إحياء ذاكرة عمان والحفاظ على تراثها، لا سيما أن العديد من المؤلفات التي تحدثت عن عمّان القديمة، أغفلت كثيراً من الجوانب الهامة في حياة المدينة.
عمّان القديمة، الحاضرةُ دائماً في الذاكرة والوجدان، كانت أهم المواضيع التي تحدثتُ فيها إلى وسائل الإعلام. فقد كان لي وقفة معها في \"صحيفة عمّان\" التي صدرت عن أمانة عمان الكبرى بمناسبة اختيار مدينة عمان، في عام 2002، عاصمة للثقافة العربية. هذا، بالإضافة إلى العديد من المقابلات التي أجرتها معي وكالة الأنباء الأردنية- بِترا وبعض الصحف الأردنية. وكنت أواظب على تصويب ما يفتقر إلى الدقة مما ينشر في الصحف الأردنية حول معالم المدينة التاريخية وحياتها الاجتماعية والثقافية. كما أسجّل بامتنان أن التلفزيون الأردني قد أجرى معي مقابلتين عن عمان القديمة، في برنامج \"يوم جديد\"، وكذلك فعلت قناة \"الرافدين\" العراقية.
إن بداية كتاباتي عن عمّان تعود إلى عقد ونصف من الآن، إلى اشتراكي في مؤتمر \"عمان.. واقع وطموح\" الذي نظّمه مركز الأردن الجديد للدراسات بالتعاون مع أمانة عمان الكبرى في 27 حزيران من عام 1995. فقد شكّل ذلك المؤتمر فرصة ثمينة لحفز عدد واسع من النخب العمّانية على إعداد شهادات شخصية وبحوث عن عمان وتاريخها حتى منذ عصور ما قبل الميلاد، وقد صدرت أعمال المؤتمر في مجلد ضخم، جاء متميزاً وفريداً من نوعه، الأمر الذي نتطلع معه إلى تعاون أمانة عمان الكبرى ومركز الأردن الجديد إلى عقد مؤتمر دوري عن عمّان.
البخاري: كتابي دعوة للأجيال الشابة للتواصل مع إرث الآباء والأجداد
إن ما ورد في الكتاب هو حصيلة ذكريات جميلة عشتها منذ طفولتي، وظلت راسخة في ذهني حتى اليوم، كما استعنت إلى جانب بعض المراجع، بمقابلات شخصية مع أصدقاء من أبناء جيلي عايشوا تلك الفترة، والذين يرددون دائماً لدى استذكار الأيام الخوالي بعبارة \"ما أحلى تلك الأيام\". لقد كنت أعرف وأحفظ أسماء شوارع عمان، وأتذكر جيداً معالمها وحواريها وبساتينها الغناء ودور السينما ودور العلم فيها، وكذلك شرائح المجتمع العمّاني وأنماط الحياة الاجتماعية السائدة آنذاك.
ولعل هذا يذكرني بالزيارة الكريمة التي قام بها المغفور له الملك الحسين إلى أمانة عمان في مبناها السابق في إحدى ليالي رمضان من عام 1995، حيث ارتجل أمام الأمين وكبار موظفي الأمانة كلمة رقيقة قال فيها \"ربما أجدني من أقدم سكان عمان بينكم وأتذكرها عندما كانت قرية، وربما من المبالغة وصفها بالمدينة آنذاك. كان كل واحد منا يعرف الناس وأرقام هواتفهم والسيارات العمومية والخصوصية\".
نعم كانت الحياة في عمان آنذاك بسيطة وهادئة وغير معقدة ولكنها جميلة. وكانت الروابط الاجتماعية بين فئات المجتمع العمّاني راقية. كما كانت صلة الرحم قوية جداً، وكذلك الوازع الديني الذي يركز على الجوهر وليس على المظهر. وكان أيضاً لمعلم المدرسة هيبته ووقاره واحترام الجميع له.
أما الأعياد، وخاصة عيد الفطر السعيد وعيد الأضحى المبارك، فقد كان للاحتفال بهما رونق وجمال، وكان لهما نكهة خاصة نفتقدها هذه الأيام. أما احتفالات عيد المولد النبوي، فكانت هي الأخرى تضفي على العاصمة المزيد من البهاء . كان تجار شارعي الهاشمي والسعادة يزيّنون واجهات محلاتهم بأغصان الأشجار واللمبات الكهربائية، وكان بعضهم الآخر يزين واجهة محلّه بالسجاد العجمي، ويقوم بتقديم \"العراضة الشامية\" في الشوارع والساحات.
إن فرحتى بصدور الكتاب ستكون أكبر، بالقدر الذي سيجد فيه القراء متعة وفائدة في قراءة الكتاب، وبالقدر الذي يحفزهم على دعوة الجيل الشاب للاطلاع عليه ليتواصل مع تراث الاباء والجداد.
اسمحوا بهذه المناسبة أن اتقدم بالشكر الجزيل إلى عطوفة أمين عمان المهندس عمر المعاني، وإلى دائرة البرامج الثقافية في الأمانة على دعمهم المخلص لطباعة ونشر هذا الكتاب المميز عن عاصمتنا الفتيّة. كما أتوجه بالشكر للزميل الأستاذ هاني الحوراني الذي أشرف على طباعة الكتاب، وللجهد الجبار الذي قام به حتى خرج الكتاب بهذه الحلة الجميلة. والشكر موصول للزملاء عمر شبانه وجعفر العقيلي وحسين أبو رمان على مساهمتهم في تدقيق وتنقيح الكتاب، وكذلك إلى ابن أخي المهندس مهدي نجاتي البخاري على مجهوده في تصوير عدد من المباني التراثية في عمان لتضمينها هذا الكتاب.
وفي الختام، أدعو لعاصمتنا الحبيبة، درّة التاج الهاشمي، بدوام التقدم والازدهار، وأن يحفظها الله من كل سوء لتبقى عروسة العواصم العربية، وأن يجعل بلدنا آمناً مطمئناً في ظل قيادتنا الهاشمية الفذة.
د. مسلم قاسم: سقى الله تلك الأيام الخوالي
وتحدث في الحفل د. مسلم قاسم أحد أصدقاء المرحوم فؤاد البخاري حيث قال:
يطيب للمرء أن يستخرج من الذاكرة صوراً لما مضى من أيام بما فيها من حلو ومر، كما يحلو للمرء أن يُطلع الأجيال على ما كان عليه الحال وما استجد، وإن يتابع باستمتاع ما يبدونه من دهشة واستغراب، وتلك هي الحياة لا تستمر على وتيرة واحدة وهو يكرر القول: \"سقى الله تلك الأيام الخوالي حين كان عدد مدارس عمان لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، وكذلك عدد مساجدها فسبحان الذي لا يتغير\".
رحم الله الحاج فؤاد \"محمد أمين\" البخاري، رحمة واسعة فقد دأب ولعقود عديدة على الاحتفاظ بمجموعة صور لمواقع في عمان زاد عمرها عن نصف قرن لارتباط مشاعره بالمكان، ودأب على لفت نظر من ينشر معلومات غير دقيقة: منبهاً ومصححاً للمعلومة وكم كان فخوراً بأنه عاشق لعمان.
تقضي الأمانة أن نذكر للحاج فؤاد ما عرفناه فيه من الهدوء والتروي وعفة اللسان، دقيقاً منظماً في كل شؤونه مذ كان يعمل بدائرة المطبوعات والنشر، ولقد حفظت ذاكرته صوراً جليّة لعمان لم يفشّها مرور الزمن.
وقد أمهلته المنيّة حتى يضع آخر اللمسات على كتابه أثناء طباعته، وليراه في حلة بهية، ويخط خطاباً كان ينوي أن يتلوه على مسامعكم اليوم ولكن أمر الله غالب.
الحوراني: فخرنا أننا أطلقنا العنان لذاكرة البخاري
واختتمت كلمات الحفل بكلمة السيد هاني الحوراني، مدير مركز الأردن الجديد ودار سندباد ناشرة الكتاب، قال فيها:
أسعدتم مساء وأهلاً وسهلاً بكم في حفل إطلاق كتاب \"عمان... ذاكرة الزمن الجميل\"، الذي ألفه المرحوم فؤاد محمد أمين البخاري وانتظر طويلاً حتى رأى النور.
وإنه لمما يبعثُ على العزاء في النفس، أن المرحوم فؤاد البخاري رأى الكتابَ وقد صدر في حياته، في حلّةٍ بهية، وطباعةٍ جيدة، وقد ازدان بعشرات الصور الفوتوغرافية لعمانَّ وشخصياتها، في زمنها الجميل، زمن الاربعينيات والخمسينيات ومطالع الستينيات، أي زمن طفولة فؤاد البخاري وشبابه.
وإنه ليشرفنا أن نكون في مركز الأردن الجديد قد عرّفنا بفؤاد البخاري، وأسهمنا في إطلاق العنان لذاكرته عندما دعوناه لتقديم ورقة في الجلسات الأولى من مؤتمر \"عمان واقع وطموح\" الذي نظم بالتعاون بين مركز الأردن الجديد وأمانة عمان الكبرى في أواخر حزيران 1995، وهو المؤتمر الوحيد الذي عقدته الأمانة حول \"عمان وقضايا العمران والتخطيط والتنظيم والبيئة والثقافة\"، ونأمل أن يعقد المؤتمر الثاني لمدينة عمان في العام القادم، إن شاء الله، برعاية عطوفة أمين عمان ودعمه، ليصبح عقد هذا المؤتمر تقليداً دورياً، بمشاركة أبناء عمان والمهتمين بشأنها العام.
إن كتاب \"عمان... ذاكرة الزمن الجميل\" هو جزء من موجة الاهتمام الكبير الذي حظيت به المدينة، وأطلقه المؤتمر المشار إليه والمجلد الصادر عنه، والذي تجاوزت عدد صفحاته السبعمائة.
عمان ذاكرة الزمن الجميل: حلقة من سلسلة كتب عن عمان ومؤسساتها
وإنه ليسعدنا ويشرفنا أن نعلن عن سلسلة من مشاريع الكتب التي سوف تأخذ طريقها للنشر قريباً عن مؤسسات عمان الكبيرة، في مقدمتها كتاب عن الكلية العلمية الإسلامية، وآخر عن الجمعية الشركسية الأردنية، إضافة إلى الشروع بتنفيذ أرشيف عمان المصور بالتعاون مع أمانة عمان الكبرى.
وإلى جانب ذلك، نود التنويه إلى جمعية أصدقاء مدينة عمان التي يجري تأسيسها على يد نخبة فاضلة من أبناء المدينة ووجوهها للعناية بالشأن العام العمّاني وميراثها العمراني وذاكرتها الجمعية، وبيئتها الطبيعية، وتاريخها الشفوي، ونسيجها الحضري والاجتماعي.
وإنه ليشرفنا أن يكون مركز الأردن الجديد للدراسات الذي يحتفل هذه السنة بالعام العشرين على انطلاقته في قلب هذه المبادرات والجهود الخاصة بعمان، مع الخيرين من أبنائها وعائلاتها ومؤسساتها الرسمية والأهلية.
وإني أغتنم هذه الفرصة لأدعو دولة الاستاذ فيصل الفايز ليكون على رأس هذه الجهود والمبادرات، وهو العمّاني العريق، كما أدعوكم أنتم السادة والسيدات الحضور للمشاركة في هذه الجهود من أجل رفعة عمان وازدهارها.
ختاماً، اسمحو لي أن أتوجه إلى دولة الأستاذ فيصل الفايز بالشكر والامتنان على رعايته لهذا النشاط التكريمي للمرحوم فؤاد البخاري ولكتابه التأسيسي \"عمان... ذاكرة الزمن الجميل\". كما أشكر حضوركم وأتقدم إلى أبناء وأسرة وزوجة الفقيد بأحر التعازي، واثقاً بأن كتاب \"عمان... ذاكرة الزمن الجميل\" سوف يحفظ اسم المرحوم فؤاد البخاري ويبقي ذكراه طويلاً.
ولا بد هنا من توجيه الشكر لعطوفة أمين عمان ولأمانة عمان الكبرى ولمديرية الثقافة فيها على مساهمتهم الطيبة في دعم نشر الكتاب، وأخص بالذكر على مساهمتهم الطيبة في دعم نشر الكتاب، وأخص بالذكر هنا المهندس هيثم جوينات نائب مدير عمان للشؤون الاجتماعية والثقافية والمهندس سامر خير مدير الدائرة الثقافية والسيدة شيما التل وجميع العاملين في مديرية الثفافة.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع