تشير تقارير الهيئة المستقلة للإنتخابات بأنها تبحث عن التمدد الدحلاني في الانتخابات البرلمانية القادمة ، وهذا التمدد الذي تم في انتخابات سابقة تمثل في تمويل مالي وحشدي للموالين لدحلان في مناطق التجمعات الفلسطينية ، وفي جانب أخر يعلن رئيس الهيئة للإنتخابات الإخوانية " ليس الأردنية " أن هناك تحالفات داخل قوائم تقوم على حشد سياسي وعشائري ووطني تهدف الى دخول الإخوان للقبة كدخول العروس بفساتينها السبعة " ثلاثة " على المعازيم ليلة العرس .
الدحلانيون في الإنتخابات البرلمانية الأردنية يلعبون على ورقة سقوط الرئيس عباس منذ سنوات وبروز دحلان كمرشح قوي للرئاسة الفلسطينية ، وعند الحديث عن قوة المال السياسي في علاقة السلطة الفلسطينية مع اتباعها ؛ نجده يمثل عصب الانتماء والولاء وبقية السير بعيون مغمضة نحو هاوية الوطن الفلسطيني ، فكيف هو الحال في قوة نفوذ هذا المال في صناديق الاقتراع الانتخابية في الأردن ؟ .
وإخوان الأردن اليوم يلعبون على الانقلاب التركي الأخير وقوة النفوذ الإخواني المتمثل في شخصية الرئيس اوردوغان ، وهنا نتحدث عن ترسخ قناعة إخوانية أردنية بين صفوف القيادات والقاعدة الإخوانية تقول أن بقاء أوردوغان في السلطة التركية تمدد لسنوات طويلة جدا ، وهنا سيضمنون ركيزة الظهر لهم في علاقتهم مع الدولة الأردنية باللعب على علاقة أوردوغان الاقتصادية والسياسية والعاطفية مع الشعب الأردني .
ونجد مما سبق أن الشارع الأردني أصبح فريسة لأكثر من قوى تحاول كل منها السيطرة على مقاعد المجلس متمثلة بقوى عشائرية ومناطقية صافية غير مرتبطة بقوى ونفوذ خارجي ، وقوى تستمد قوتها من الامتدادات السياسية التاريخية المشوهة ، وقوى تلعب من خلال التناقضات السياسية الأقليمية فلسطينيا وتركيا ، ويبقى الناخب الأردني البعيد عن تأثير كل تلك القوى تحت سيطرة النفوذ المالي للمرشح البرجوازي الذي توراث المقعد بقوة نفوذه المالي وتاريخه البرجوازي ، فهل نحن بصدد كوكتيل ولاءات وانتماءات تضيع بين نكهاتها نكهة الديمقراطية الأردنية التي اصبحت كالحلم لمن فقد حاسة التذوق ؟ .