أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الفراية: الاعتداءات على المياه تعد تهديدا للأمن الأردني الملكية الأردنية تنفي بيع رئيسها التنفيذي لأكثر من نصف أسهمه في عام 2023 وتؤكد إلتزامها بالمصداقية والشفافية البيطار من مؤتمر مستقبل الرياضات الإلكترونية: مركز زين مستمر بدعم المواهب الأردنية ورفد هذا القطاع في الأردن وصفه بعدم النضج .. بايدن يهاجم ترامب وسط احتجاجات على حرب غزة. "التمييز" تؤيد حكما بحق شخص أقنع آخر ببيع كليته مقابل 10 آلاف دينار. زيارة مفاجئة غير معلنة .. إيلون ماسك في الصين لهذا السبب! تخفيض أسعار قطرات العين التي تزيد عن 5 دنانير. الجيش ينفذ 6 إنزالات جوية لمساعدات على شمال غزة. القسام: الأسير الإسرائيلي المسن كيث سيغال يحمل الجنسية الأميركية وفد من حـمـاس إلى القاهرة. قادة جيش الاحتلال يتواصلون مع محامين بسبب 7 أكتوبر الخصاونة يؤكِّد وقوف الأردن الدَّائم إلى جانب الأشقَّاء الفلسطينيين حواتمة يتخلى عن قيادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. سرايا القدس: قصفنا موقع فجة العسكري برشقة صاروخية. الدفاع المدني يحذر من تشكل السيول والغبار. الاحتلال ارتكبت 7 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة لليوم 205 للحرب الأردن .. لا بديل عن (أونروا) في مواجهة الكارثة الإنسانية قبول (1000) ألف طالب في تخصص الطب البشري في جميع الجامعات الأردنية. الملكة: كل عام وأغلى رجوة بخير. فرنسا: نسعى لمنع الحرب بين حزب الله وإسرائيل.
الصفحة الرئيسية أردنيات أزواج يستغلون غياب السند الأسري لتعنيف الزوجات

أزواج يستغلون غياب السند الأسري لتعنيف الزوجات

أزواج يستغلون غياب السند الأسري لتعنيف الزوجات

12-07-2016 10:58 PM
تعبيرية

زاد الاردن الاخباري -

بدأت حكايتها عندما غادرت بلدها وعائلتها، للارتباط والزواج بالشخص الذي أحبته، معتقدة أنه سيكون سندها وظهرها الذي لن ينحني أبدا.

الأربعينية سناء حيدر، وهو اسم مستعار، أمضت عقدين ونصف من زواجها صابرة على إساءات زوجها المتكررة وألفاظه التي لطالما كانت تقلل من شأنها أمام أهله وأقاربه، ولم تكن تملك سوى الاحتساب عند الله فلا حول لها ولا قوة.

كان يستغل غربتها وقلة حيلتها، ويراهن على أنها لن ترد يوما عليه. تقول “لم يكن يفوت لحظة إلا ويستغلها في الإساءة إلي والتقليل من قيمتي حتى في حضور الغرباء”، ذلك الأمر جعلها تشعر بالوحدة وتتأكد أن قرار زواجها منه وغربته كان خاطئا من البداية.

لم يدخر زوج سناء أي وسيلة لإهانتها، وأحيانا ضربها، ليصل به الأمر حد طردها من البيت عدة مرات في منتصف الليل، وفي كل مرة كانت تستهجن تصرفاته، كان يقول لها “مش عاجبك الله معك”.

وفاة والديها وزواج أخيها الوحيد جعلها تلغي التفكير في العودة إلى بلدها بعد أن أصبح عندها أربعة أولاد وبأعمار مختلفة، فآثرت البقاء ودفع ثمن اختيارها الخاطئ.

حال سناء حال العديد من النساء اللواتي يتعرضن للإساءة والعنف من قبل أزواجهن الذي يراهنون على بقائهن وعدم وجود مكان آخر يذهبن إليه؛ فيتحملن ما يتعرضن لهن ويصبرن فحسب.

تأكيد الأربعينية انتصار الدائم لزوجها أنه سندها في هذه الدنيا وأنه لا يوجد لديها أحد غيره بعد الله، خصوصا بعد أن فقدت والديها منذ سبعة أعوام وإخوانها كل واحد منهم له حياته، لم يكن على قدر توقعاتها بل كانت نقطة الضعف التي استغلها ضدها.

تقول “لم يكن في البداية يتعمد إهانتي، ولكن بعد وفاة والدي بدأ يتفنن في الإساءة لي”، مستهجنة تصرفاته الغريبة معه وإساءاته المتكررة، سيما وأنها لم تعتقد يوما أنه سيستقوي عليها ويظلمها، وهو أكثر الناس معرفة بأنه لا يوجد لها مكان آخر سوى بيتها وأولادها الثلاثة.

ما يحزن الثلاثينية رهام الخالدي هو صمتها على إهانات زوجها المتكررة وتقصيره بحق البيت وأولادها الذين مايزالون صغارا ويحتاجون الرعاية والاهتمام.

وفي كل مرة كانت تهدده بأنها ستترك البيت وتأخذ الأولاد، كان يكتفي بالضحك، واصفة مرارة شعورها وتأكدها من أنه يقوم بذلك فقط لأنه يعلم بأنها باقية ولن تذهب إلى أي مكان آخر.

استشاري علم النفس التربوي الدكتور موسى مطارنة أكد ومن خلال دراسة أجراها على المرأة المعنفة في الأردن أن 60 % من النساء الأردنيات معنفات بشكل أو بآخر.

وجاءت هذه النسبة نتيجة لمجموعة من الأسباب توصلت إليها الدراسة، كان من أهمها عدم وجود سند أو أحد لها، والضغوطات التي يمارسها الأهل على الزوجة بعدم ترك بيتها، وطلب الطلاق والصبر على حياتها، وهو ما يستغله الكثير منم الأزواج الذين يمارسون العنف على زوجاتهم ويسيئون لهن.

ويصف مطارنة الرجل الذي يمارس العنف على زوجته ويسيء إليها بأنه شخص يفتقد للمعاني القيمية، الأخلاقية، الدينية والرجولية، مؤكدا أن الرجولة لا تعني الاستقواء على من آنست حياته وأنجبت أولاده وربتهم.

وعلى الصعيد النفسي يجد أن هذا الرجل مضطهد في أغلب الأحيان، ويمتلك شخصية مهزوزة، فيسقط ذلك على زوجته وأولاده.

ويلفت بدوره إلى النتائج السلبية الكبيرة لهذه الممارسات على المرأة، حيث التسبب بضغط نفسي كبير عليها قد يصل في كثير من الأحيان إلى حالة من الاكتئاب والإصابة بالأمراض العضوية كالسكري، الضغط والقلب وغيرها من الأمراض التي تعود بشكل رئيسي إلى النفسية.

ويولد العنف الذي يمارسه الزوج على زوجته مستغلا ظروفها وعدم مقاومتها له، شعورا بالضعف، وعدم توازن نفسي، والإحساس بالألم، فضلا عن شعورها الدائم بالقلق والتوتر، والتصحر العائلي والجفاف العاطفي.

هذا النوع من العنف، بحسب مطارنة يسبب حالة من عدم التوازن الأسري وصراع المفاهيم عند الأبناء، وتدني مفهوم الذات عندهم وانعدام الشعور بالأمان والاستقرار، وشخصيات غير قادرة على مواجهة الحياة.

ولا تقتصر الآثار السلبية على الزوجة والأبناء؛ بحسب يقول مطارنة، وإنما يؤثر وبشكل كبير على إيجاد مجتمع مفكك ومضطرب وغير واع، وذلك لوجود أسر غير متماسكة، الأمر الذي يزيد من نسبة الجرائم في المجتمع كالسرقة، القتل، الانتحار والعديد من الجرائم التي باتت تغزو المجتمع والتي هي في الأساس نتاج عنف أسري ورجل لا يتحمل المسؤولية.

ويشدد مطارنة على ضرورة الوقوف كثيرا عند هذه المشكلة، مؤكدا أن على المرأة أن لا تقبل باستمرار مثل هذه العلاقة ولا بأي شكل من الأشكال التي تتسبب في إذلالها وتدمير الأسرة وبضياع الأولاد، خصوصا في ظل وجود العديد من المنظمات ومؤسسات المجتمع المدني التي تساعد المرأة المعنفة وتضمن لها حقوقها.

ويردف أنه لا بد للمجتمع في بادئ الأمر ومراكز الحماية الاجتماعية والنفسية ومنظمات حقوق الإنسان بشكل عام والدفاع عن حقوق المرأة أن ترفض هذا الشكل من العنف الذي يلقي بظلاله السلبية على المنظومة المجتمعية بأكملها.

ويتفق معه الاستشاري الأسري مفيد سرحان الذي يؤكد أن من الأخلاق احترام الزوجين لبعضهما وعدم استقواء أحدهما على الآخر حتى لو كان ضعيفا أو ليس له من سند عائلي أو غير ذلك لأن الأسرة تتطلب ذلك.

ويردف أن الإقدام على إهانة الزوجة أو الضغط عليها أو ابتزازها ليس من الخلق أو المروءة في كل الأحوال، وفي حالة استحالة الحياة الزوجية؛ الأصل أن يتم الطلاق بالمعروف وعدم الإساءة والتجريح مع الالتزام بكافة الحقوق التي منحها الشرع للمرأة، دون الحاجة إلى اللجوء للقضاء أو المحاكم.

ويرى سرحان أن العلاقة التي تجمع بين الزوجين من عشرة وحياة فيها من الخصوصية الكثير والوفاء، الأمر الذي يقتضي التفريق دون الاستقواء على الطرف الآخر، آسفا على ما تعانيه المجتمعات من انحدار قيمي وأخلاقي تدفع الزوجة للجوء إلى المحاكم التي لا تكون حلا ناجعا في كثير من الأحيان، في ظل وجود العديد من المنافذ التي يستغلها الزوج للتهرب من أداء الحقوق والالتزامات.

الغد





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع