عبدالله النسور دع رجلي ورجلك في نعل ما وسعهما اقبال

قد قيل ان الملوك تؤدب بالهجران ولا تؤدب بالحرمان ، هذا في الاتباع والاصحاب فكيف بالاقران والاتراب وهو ما ينطبق اليوم على رحيل حكومة دولة الدكتور عبدالله النسور الذي نخاطبه اليوم وهو على وشك الرحيل من الدوار الرابع الى التقاعد والراحة الضرورية وطنيا وشخصيا لرجل خاض معركة تاريخية مع كل مخرجات ازمة الربيع العربي وحروبها وكوارثها وتداعياتها على الاردن الغالي .

لا لباس اجمل من العافية يا دولة الرئيس فالحمدلله على السلامة متعك الله بموفور الصحة والعافية وجزاك الله خير الجزاء عن جهادك وذبك عن وطنك وشعبك الابي ومليكك البهي خلال حرب الربيع العربي التي شهد فيها الاردن - مدا وجزرا ثوريا مذهلا قادته قوى مدعومة من اجهزة مخابرات عالمية معادية - وكاد يفتك به في بعض المفاصل الحساسة خلال مدة رئاستك للحكومة فكنت الربان الماهر للسفينة الوطنية التي كانت تبحر ببحر الظلمات ووصلت بوطنك لشاطئ النجاة متخذا من حكمتك مليكك الشجاع منارة هادية .

كانت الشعوب العربية تقاد لحتفها خلال زمن حكومتك كما يقاد الجمل المخشوش يصرفه الصبي بكل وجه ارضاء لاجندات القوى الاستعمارية فكان دولة عبدالله النسور خير فائض وبر غامر ودين قويم وباطن سليم .

وكان لسان حاله في مخاطبته لخصومه كما قيل لرجل حجازي : اني ابغضك ، فقال : ادخل الله أشدنا بغضا لصاحبه الجنة ، وقد كنت والله وصفي التل قد بعث حيا في قراءتك البديعة لفتنة الخريف العربي ونلت من البغض بسبب الجهل ما ناله ذاك الحجازي، فقاتلت بجندية مخلصة بجانب الملك المعظم خلال خمسة سنوات عجاف وسينصفك التاريخ يا اسد رجالات السلط الغالية وكم انصفك لو قلت لك انك تستحق لا رئاسة مؤسسة اعمار السلط فحسب مستقبلا بل مؤسسة اعمار الاردن الاردن الهاشمي الغالي لانك كنت ممن منعوا حربا اهلية لا تبقي ولا تذر.

يقول الشاعر :- (ادنى الاعاجيب الى الى نفسي – انصح غيري واغش نفسي) وهذا البيت من الشعر هو كان لسان حال كثيرين ممن رفعوا عقيرتهم بالاصلاح والتشدق بكل مفردات الغباء السياسي الذي صاغه كثير من حركات المعارضة في دول الربيع العربي .

ولكن دولة ابا زهير عاكس التيار الغبي ولم يغش نفسه وشعبه ومليكه ومليكنا المفدى وكان لسان حاله لمخالفيه - وهذا من شدة دهائه السياسي – أجاب جواب السامع الطائع وفعل فعل المخالف المخالع فشهدت جلسات مجلس النواب بلاغة دولته كبلاغة سحبان وائل وخطابة صعصة بن صوحان فلبست الارض قناعها الاخضر بعد الغيث المغيث وتشتت فتنة الحروب الاهلية وسلم الله البلد .

ولكم كنت اتمنى ان تمكث حكومتك الحكيمة لسنة قادمة على الاقل نكاية بكارهي الاردن الهاشمي متمثلا قول القائل :- دع رجلي ورجلك في نعل ما وسعهما اقبال ولكن اختم بما بدأت فحمدلله على السلامة دولة ابا زهير ولا لباس اجمل من العافية عافاك الله كما تركت اردننا الغالي سليما معافى بنهاية عهدك الصعب على الجميع .