قد وقف في جنازته و هال بيديه التراب على قبره ، و تقبل التعازي فيه و كان اول من خفّف المصاب الجلل عن والديه بلفتاتٍ عفوية صادقة و موقف وقف العالم بأسره احتراماً له و إعجاباً به لا يدل إلا على ملك و قائد على ساس يقف مع شعبه و يتوحع مما يتوجعون.
دعونا لا نبتعد كثيراً ، انظروا الى الجوار : تجبُّر و ذلّ بمعنى الكلام من ادنى مستويات السلطة هنالك . عندنا في الاردن نمتلك صمام الامان : مؤسسة العرش تنتصر لمن لحق به حيفٌ أو ضيم.
العفوية و صدق المشاعر في مقابلة سيد البلاد لوالد الشهيد راشد الزيود رحمه الله اثناء تكريم والد الشهيد كانت كبيرة و صادقة و ذات معاني كثيرة و كبيرة يجب ان يتوقف عندها جميع الاردنيين و يتفكروا في مدلولاتها ، لتزيد من مدى الترابط و التلاحم بين الشعب و قيادته ، و أنا اعني ما أقول .
ابتعدت عن الوطن منذ ما يقارب عقد و نصف من الزمان ، و قد عشت مع اناس فقدوا اوطانهم ، و الله انهم لا يشعرون بطعم شيء أي شيء في الحياة بعد هذه الخسارة ، يكفي انهم يشعرون انهم شجرة بدون جذور تهزها الرياح الخفيفة.
المجال لا يتسع للإطالة في هذا السياق ، لكن وطننا غالي علينا و قيادتنا حانية و حنونة نظيفة من القهر و الدماء ، يجب ان نحافظ عليهما لنسعد بالعيش في هذا الوطن الطيب.