أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
«أسابيع حرجة» في الأردن تختبر كل تفصيلات «التحديث السياسي» قبل الاقتراع مباحثات "إيجابية" بخصوص صفقة التبادل .. وتعهد مصري بالضغط على حماس دراسة : تحسن الرفاهية والصحة النفسية للأردنيين واللاجئين العراقيين منذ 2020 الأردن: استعادة ماضي الصراع في مواجهة العدو والأطماع السلطات الأمريكية تفتح تحقيقا عاجلا بعد رصد “صحن طائر” في سماء نيويورك (فيديو) حزب الله يبث مشاهد لكمين استهدف رتلا للاحتلال شمال فلسطين (فيديو) المعايطة: نعمل على زيادة عدد مراكز الاقتراع المختلطة وزير الخارجية الإسرائيلي ينشر صورة مسيئة لأردوغان .. شاهد طقس العرب يُحدد مناطق تساقط الأمطار ويُطلق تحذيرات حماس وفتح يعقدان محادثات مصالحة في بكين رقم صادم .. الأمم المتحدة تكشف عن الوقت اللازم لإزالة الركام من غزة مقتل 4 يمنيين باستهداف أكبر حقل للغاز في كردستان العراق. القيادات الأمنية والسياسية تؤيد المقترح المصري ونتنياهو يرفضه أنقرة: استهداف الرئيس ينم عن الحالة النفسية لحكومة إسرائيل. مقتل خمسيني بعيار ناري بالخطأ في الكرك. 10 إصابات إثر حادث تصادم بين مركبتين في جرش. الأونروا: طفلان توفيا بسبب موجة الحر في غزة الأونروا: المعلومات التي قدمتها إسرائيل ليست كافية بتورط موظفينا في 7 أكتوبر. النجار: الشباب جزء محوري بتطوير المشروع الثقافي الأردني. الوحدات يفوز على شباب الأردن في دوري المحترفين
مزارعين تحت خط النار
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة مزارعين تحت خط النار

مزارعين تحت خط النار

18-05-2016 11:47 PM

بقلم :عبدالحميد الخراربة .

في كل صباح يستيقظ المزارعين على أصوات ديوك القرية ليعلنوا انطلاقة يوم جديد في حقول زرع بها الأمل وينتظر قطف ثمارها , و في الظلام الدامس يبدأ مشوار الحياة يبحثوا جاهدين في أروقة المنزل عن "بدله فوتيك " رسمت حبات العرق عليها خطوطها البيضاء فتصلبت "أكمامها " وتيبست " قبتها " وذرات تراب ترسبت في جيابها واختلطت مع بقايا "فراطة " وقطع طين توزعت والتصقت سيقانها و "بسطار " اعتراه التعب والإرهاق ومن الألم تقطعت "أزراره " من تكرار ربطها وفكها والتصقت به درر من تراب الوطن الغالي من مزارع الخيرات , فهو الجندي الذي يسلك دورب الاقتصاد المظلمة و الوعرة لحماية ماتبقى من أراضي زراعية لعلها تبقى صامدة في ظل تردي الأوضاع الزراعية , ويقف على عتبات التاريخ مبتسما لحماية ثغر الوطن الزراعي , و دون كلل أو ملل يدخل معارك الأسعار و يقارع خسارة المواسم عله يجد في أحداها ما يسد رمق أقساط أبناءة الجامعية , أو حتى دفع فواتير تراكمت كغيرها من الديون المنسية ,هذا هو المزارع يقارع الفشل في محاوله لإحياء الأمل لعله يستطيع أن يكمل مسيرة أبناءه التعليمية فهذا طموح من حافظ على الرقعة الزراعية .

و تتكالب الظروف على المزارع كالفريسة التي سقطت بين مخالب الثعالب , وتتجافي عيون الحكومات المتعاقبة عن ارق المزارع ’ وهو كالغريق الذي يصارع البقاء من اجل قوت أبناءة ويقف حائرا أمام انخفاض الأسعار من جهة أخرى وغياب الحكومة من سجل الزائرين لمعاناته الزراعية من جهة أخرى و يقف المزارع كـ"الجندي المجهول " في طريق بناء اقتصاد وطنه وتقف الحكومات كالسد المنيع أمام طموح المزارعين و انتصاراتهم الزراعية فيرهقه انخفاض الأسعار وتبدل الأحوال وتطارده الديون في كل مكان وتبعث في نفسه الهزيمة المرة على أسوار وطنه وتتزاحم عليه الديون كمان تتزاحم الاكله على قصعتها فلم يعد يقوى على الحراك حتى يقوى على الوقوف والثبات وإكمال مسيرته الزراعية وخيرات بلدي تنهب وتذهب إلى المجهول حيث اللصوص تقبع وتأكل ولا تشبع .

مزارعون تحت خط النار هم أبناء بلدي فلم يعد يستطيع تامين قوت أبناءة أو حتى أقساط مدارسهم وجامعاتهم ولم يعد يستطيع مواجهة "الديانة " ولم يعد يتجرأ على دخول الأسواق خجلا من أرقام تراكمت على صفحات تعددت في طيات دفاتر التجار تحمل اسمه , ولم يعد يستطيع أن يشارك الآخرين مناسباتهم جراء ضيق الحال وأصبح يصارع البقاء في ساحة الوغى الزراعية أملا في الصمود في وجه إهمال الحكومات المتعاقبة والتي تعصف بكل آمال المزارعين فغياب الحكومات عن إحداثيات القطاع الزراعي تشبه غيابها عن محاربة الفساد فالغياب دائم في سجل معاناة المزارعين ومرهق وعواقبه لا تبشر بخير , و لم يتبقى أراضي في الجوار بخير حتى يهاجر إليها ولم يتبقى في جعبته إلا خيار الإفلاس والاعتزال من مهنة اعتاش عليها واشتد ساعده في كتابة بيوت شعرها وقصائدها .

إن الزراعة مهنة جاءت من خلف أسوار التاريخ بالوراثة من الإباء والأجداد ومن طلاب علم ومهندسين اجتهدوا في بناءها وتطويرها إلا إن الحكومة تأبى أن تورثها لجيل المستقبل ففي كل موسم نفقد جنودا على الجبهة الزراعية إما انهاروا بسبب الديوان وسقطوا في خنادق البنوك أو تقطعت عنهم خطوط إمداد الدعم الزراعي فخرجوا من المعركة الإنتاجية بملء إرادتهم خوفا من إكمال بقية حياتهم في السجون و خلف القضبان مع اللصوص ,فالديون تراكمت والقانون لا يفرق بين غريق الديون الزراعية ولصوص الحانات الليلية .

القطاع الزراعية بحاجة إلى وقفة حكومية جادة فالمزارع إنسان يحمل متطلباته المعيشية على كفيه فان وجد الزراعة لا تجدي نفعا تركها إلى غير رجعة , وهذا الإطار يدخل المزارع والمواطن في خطر وينعكس سلبا على الاقتصاد والذي نعتقد انه مهم بالنسبة للحكومة .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع