زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - وكأنه يعلم أن الموت بانتظاره ، وكأنه يعلم أنه سيفارق أطفاله الثلاث ، فقام بتسديد ديونه وما عليه من التزامات ، وذهب لزيارة عائلية لوالدته قبل يومين من وفاته ، وقال لها : يما سامحيني اذا قصرت بحقك .
غسان - اسم مستعار - أربعيني لديه (3) أطفال ، توفي يوم امس قبل الدخول إلى غرفة لتصوير ضرسه "بانوراما" لعلاج ضرس كان يؤلمه ، وقبل دخوله بلحظات ، فارق الحياة ، فجأة ، مبتسما ، وكان قبل دخوله قد توضأ ، وكأنه يعلم أن روحه في الطريق لبارئها، دون أعراض مرض مزمن ، أو جلطة انتابته ، فلقد مات غسان فجأة ..
الصدمة ، فالبكاء، سيطرا على زوجته الثلاثينية ، غير مصدقة ما حصل لزوجها ، فما ان استدعته الطبيبة لدخول غرفة تصوير "البانوراما" ، لم يستجب ، فنادت زوجته عليه مرارا ، فظنت أنه يمازحها ليخيفها ، فقالت له : مش وقت المزح يا زلمة ، خلينا نخلص ،ولم تعلم حينها أن زوجها قد فارق الحياة ، ولكنه لم يودع اطفاله.
لم تصدق زوجته ما ترى بأم عينيها ، فزوجها كان معها قبل قليل يتحدثان عن ألم الاسنان ، ولكن الآن فإن الم الفراق سيبقى مسيطرا عليها ، ووالدته ، فقد أصيبت بإغماء فور سماعها الخبر ، وكانها في كابوس ، يصعب الاستيقاظ منه.
مات غسان ، والم الأسنان كان يسيطر على تفكيره حينها ، ولكن القدر نفض شباك الموت ، ولم تشفع براءة أطفال غسان ، أن تجعله بين احضانهم ، فحُتّم عليهم "اليتم" ، وأن تعيش زوجته أرملة ، على ذكريات غسان ، وعلى مناقبه وذكرياته الحميده .
الأهل ، العائلة ، المقربون، الجيران ، لم يصدقوا أنه فارق الحياة بسرعة ، فعند الصباح اشترى لوازم المنزل ، فقد قام بأخذ إجازة لمعالجة ضرسه ، وتناول طعام الإفطار مع أطفاله ، وسدد دينه مع شقيقه الأصغر في ذات اليوم ، ورحل ...