زاد الاردن الاخباري -
بعيداً عن دغدغة العواطف ومن باب الواقع المؤلم الذي يعيشه مواطن ستيني في بلدة الحسينية محافظة الكرك، فقد أضاف مشهد قطع المعونة عنه والبالغة 40 دينارا، مشاهد مؤلمة ومحزنة وتدفع بنا باتجاه عرض قضيته أمام أهل الخير وقبلهم التنمية الاجتماعية التي بررت قطع المعونة بأنه يتقاضى عن والده المتوفى راتب «ارث» شهريا قدره 100 دينار، ناسين ان الغرفة التي يقطنها تبلغ أجرتها الشهرية 100 دينار .
الستيني الذي هدانا اليه محسنون مطلعون على واقعه المعيشي هو من ذوي الاحتياجات الخاصة بطيء الحركة تتلعثم الكلمات بين شفتيه لأنه لا يجيد النطق كما لا يجيد بلع الطعام وتخرج أحرف قليلة من كلمات كثيرة يرغب التعبير من خلالها أنه يفضل الموت أهون اليه من الحياة التي وصفها بأرذل العمر، لانه ايضا يعاني من مشاكل صحية عديدة، فتلك الصور والمشاهد ليست من باب الخيال بل هي كل ما يملك ذلك الستيني على وجه الدنيا وفي غرفته الوحيدة التي امتنع الهواء عن دخولها بسبب عدم وجود النوافذ فيها وشكلت أكبر مكرهة صحية ولا تطابق المعايير الانسانية والعيش الكريم.
وخلال زيارة لمنزل هذا المسن المعروف لدى الجميع بأنه يعيش وحيدا بعد أن فقد والديه منذ سنوات طوال وينتظر رحمة المتصدقين وشهر رمضان وما يجود به اهل الخير، فقد وجدنا أثمن شيء عنده هي اسطوانة الغاز التي تصدق بها المواطن الذي دلنا على وضعه المأساوي، وما تبقى لا يشكل أكثر من ابريق للشاي وصجن للغسيل، مما يشير الى قساوة الحياة والقائها بظلالها الثقيلة على هذا الانسان . لعل مسؤول او جهة ما في هذا الوطن تأخذ بيد الستيني الى شاطئ الامان خاصة وانه فقط يحلم برغيف خبز يغنيه عن سؤال الناس ومنزل يتمكن من خلاله ان يعيش ما تبقى من عمره .
الستيني ليس له احد من اقاربه .. والمحزن انه لم يحظ باسكانات الفقراء كما لم يحظ بمن يواسيه في مرضه او من يعالجه ويخفف عليه آلامه وآلام الدنيا الموجعة مثلما تحدث لنا بكلماته التي قام بترجمتها أحد المواطنين المقرب منه كثيرا والمتواصل معه ولكنه غير قادر على ان يوفي ذلك الستيني حاجته بشكل كامل ليعيش حياته الكريمة .
تلك هي بعض من حكاية «ابراهيم» ..ونوجه نداءا لوزارة التنمية الاجتماعية بأن تعيد معونته الشهرية التي قطعت منذ ثلاثة أشهر والبالغة أربعين دينارا، لتعينه على دفع أجرة منزله ان لم يجد من يأخذ بيده .
الدستور