زاد الاردن الاخباري -
رصد - كشفت التحقيقات التي تجريها السلطات السعودية مع أعضاء "خلية الـ32"، المتهمين بالتجسس لصالح المخابرات الإيرانية، عن مفاجأة بشأن وسيلة الاتصال بين المخابرات الإيرانية وأعضاء خلية التجسس.
وتشير التحقيقات إلى أن المخابرات الإيرانية استغلت النساء؛ من بينهن زوجات لعناصر المخابرات، في نقل التوجيهات إلى أعضاء خلية التجسس، وفي حمل المعلومات وتوصيلها من أعضاء الخلية إلى عناصر المخابرات الإيرانية.
واعترف المتهم رقم 25 في الخلية -وهو سعودي الجنسية في الستين من عمره- بتقديم خدماته لعناصر الاستخبارات الإيرانية، عبر إيصال نساء إحداهن -زوجة أحد عناصر المخابرات الإيرانية يدعى "سيد محمد الطريقي"- إلى منزل أحد المتهمين، ومن ثم نقلهن مرة أخرى إلى أحد المجمعات التجارية؛ كي لا يكتشف أمرهن، وذلك بأمر وترتيب من قبل المخابرات الإيرانية، حسبما أوردت صحيفة الوطن السعودية.
التحقيقات مع المتهم نفسه كشفت أنه شارك بنفسه في شبابه بالقتال مع قوات الباسيج الإيرانية ضد القوات العراقية، خلال الحرب العراقية الإيرانية، وتعرض حينها لإصابة بقذيفة جراء مشاركته، وعاد إلى السعودية من العراق، بعد انتهاء الحرب بسنوات، حيث دخل البلاد بطريقة غير مشروعة.
وكانت المباحث العامة التابعة لوزارة الداخلية السعودية قد نفذت عملية ناجحة بعد التنسيق مع استخبارات المملكة في مراقبة عناصر خلية التجسس٬ وأعلنت القبض على 15 سعوديا وآخر يمني خلال يوم واحد٬ وفي أربع مناطق مختلفة٬ وهي: مكة المكرمة٬ والمدينة المنورة٬ والرياض٬ والمنطقة الشرقية٬ وذلك في مارس ٬2013 ثم كشفت التحقيقات مع الموقوفين عن تورط 15 سعوديا آخر٬ إضافة إلى مقيم أفغاني٬ في أوقات مختلفة بعد الإعلان بأربعة أشهر.
وذكرت المصادر أن السفارة الإيرانية في العاصمة الرياض٬ وقنصليتها في جدة٬ والمندوبية الإيرانية في منظمة التعاون الإسلامي٬ شاركت في عملية التجسس٬ ودعمت عناصر الشبكة٬ وعقدت لقاءات في مواقع مختلفة٬ في منازلهم٬ وشقق مفروشة٬ واجتماعات ثنائية في سياراتهم٬ حيث وفرت استخبارات طهران مبالغ مالية مقطوعة٬ وكذلك شهرية منتظمة٬ ودفعت لهم إيجارات لمنازلهم٬ كنوع من الدعم٬ إضافة إلى عقد لقاءات معهم في إيران والالتقاء مع علي خامنئي٬ المرشد الأعلى للثورة الإيرانية٬ بالتنسيق مع كبار المسؤولين في الاستخبارات الإيرانية٬ وكذلك اجتماعات في لبنان٬ وتركيا٬ وماليزيا٬ والصين.
وعملت خلية التجسس على استخدام العملات الأجنبية في صرف المغريات التي تقدم إلى الجواسيس في السعودية٬ إذ أسهم محلل اقتصادي يعمل في أحد المصارف٬ في مساعدة الاستخبارات الإيرانية في عملية التحايل على العملات وتحويلها من الریال الإيراني إلى الریال السعودي٬ وذلك عبر نقلها في حقائب دبلوماسية من عناصر السفارة الإيرانية بالرياض إلى طهران.
وكشفت التحقيقات الأمنية مع عناصر خلية التجسس أنهم التقوا مع 24 إيرانيا في داخل السعودية وخارجها٬ أبرزهم السيد عليمي٬ مدير مكتب الاستخبارات الإيراني في طهران٬ ومدير مكتب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية٬ وأحد العاملين في المندوبية الإيرانية في منظمة التعاون الإسلامي (طرد من السعودية في 2013)، إضافة إلى عناصر أخرى تعمل في السفارة الإيرانية والقنصلية٬ وغيرهم.
وأدلى الموقوفون في خلية التجسس باعترافاتهم المصدقة شرًعا٬ بالتواصل مع عناصر الاستخبارات الإيرانية٬ وكشف معلومات في غاية الأهمية عن المواقع العسكرية الهامة٬ والقواعد الجوية٬ والسفن البحرية٬ وصور عن الشريط الحدودي الذي يربط السعودية مع اليمن٬ إذ كانت تسلم إلى الاستخبارات الإيرانية عبر عناصرهم في الداخل٬ وكذلك عبر برامج التشفير التي تدرب بعض منهم على استخدامها.