زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - نفتقد ذلك الشخص الذي داعب أحاسيسنا ، نفتقد "أيقونة الكوميديا" الأردنية ، نفتقد ذلك الفنان الذي أذاب الألم والحزن والحسرة في مشاعرنا ، نفتقد زهرة الدراما الأردنية ، والربيع الأخلاقي ، الذي ما زال أريجه ممزوجا بأرشيف المسلسلات إلى يومنا هذا .
الفنان الأردني "ربيع الشهاب" ، أو "عليوة" ، الشخص الذي استطاع ان يصل إلى قلوبنا وعقولنا بجواز سفر يسمى "الآداء" ، حيث المهنية ، والآداء، والأخلاق، وطيبة القلب ، والعمل المتفاني ، والشخص الزاهد ، الذي دمج ذلك كله في بوتقة أعماله الفنية والمسرحية ، ليضحي فنانا لا يساومه على آدائه أحد.
خلال اليومين الماضيين ، استذكرته مواقع إخبارية ، ليست محلية فحسب ، بل عربية ، تذكرنا بالشخص الفقير في شخصياته وأدواره التي لعبها ، تذكرنا بزوج "جميلة" ، تذكرنا بوالد "ألمازة" و"موزة" ، والشخص المحب للآخرين ، والشخص الذي أبكى من تابعه ، فرسالته كانت واضحة ، لمختلف فئات المجتمع ، حيث لامست أدواره هموم المجتمع الاردني ، وحاكت ما يعانيه ، بطريقة كوميدية راقية.
"عليوة" ، الشخصية التي ما زالت في الذاكرة، بالرغم من سنون خلت ، محفورة في العقول ، والقلوب ، تخطّى الإعجاب ، بحاجز التميّز ، تألق ، فأبدع ، رسم نجاحه ببساطته فحلّق عاليا ، ليضحي فنانا لا يمكن نسيانه، وما زلنا نشتاق لفنه ، وابتسامته ولجملته المشهورة " لا مهو الصحيح " .
ربيع الشهاب ، انت الربيع لفن مبدع ، وانت الشهاب في سماء التميّز ، وانت الشامخ بشخصك اللطيف ، ودماثة أخلاقك ، كما أن أعمالك الدرامية والمسرحية ، شاهدة على حضورك ، وعلى انطلاقتك القوية.
و كانت الطريق سالكة امام ربيع شهاب ليكون لاعبا رياضيا مرموقا في مطلع السبعيناتً ، حين بدأ مشواره الرياضي ذات يوم بعيد ضمن فريق كرة القدم في نادي شباب الحسين في عمان ، لكن اختياره لدراسة فن التصوير في القاهرة في منتصف السبعينات ، فجر في داخله موهبة مكبوتة عاشت معه زمنا طويلا ودفعت به بعد سنوات الى مصاف النجوم في الدراما الاردنية.