زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - صمت على حافة الألم ، وحزن بالكاد يخرج من عيني فتاة تبيع السكاكر ، عند الإشارة الضوئية ، المؤدية لنفق الصحافة ، حيث تتطرق نافذة المركبات ، لتستحوذ على عاطفة السائقين ، ويبدو من نظراتها أنها تبحث عن لقمة عيش تسد رمق جوعها .
لباس "مرتب" ، وشالة زرقاء ، تغطي كتفيها ، ووجه شاحب ، وعينانان مُصفرّتان ، تعانق من خلالها حسرة ولوعة فتاة في مقتبل العمر.
الفتاة ، تمشي بسرعة من مركبة لأخرى في حال وقوف المركبات عند الإشارة الضوئية ، تزيح عن نفسها عناء وهموم أثقلت تفكيرها ، نظرات استهجان تترقبها ، عن السبب الذي حدا بهذه الفتاة أن تقف لساعات عند الإشارة ، أهذا تسول ؟ أم أنه فقر جرّها إلى هنا؟ .
صعبة تلك المشاهد ، أمام هول حياة صعبة يعيشها كثيرون ، وهذه الفتاة ، قد تكون ضحية ، طلاق والديها ، أو ضحية ، فقر ، أو ضحية مرض ، أو ضحية ظلم ، وكلهم يصبّون في بوتقة القدر الذي ابتلاها .
فتيات ، يسعين لرزق ، يسد حاجتهن ، هنا وهنالك ، عند الإشارة الضوئية ، عند المحال التجارية ، في الأسواق ، على الأرصفة ، بالقرب من المدارس والجامعات ، عيونهن ترتجف أمام حياة مصيرها مجهول أمامهن .
هنّ ، لا يستولنّ ، هم لا يملكنّ ثمن رغيف خبز ، فيتجرعون المرّ ، للكف عن السؤال ، هنّ أردنيات ، يملكن الجنسية الأردنية ، هنّ لا يجدنّ سوى سماء ينظرون إليها للدعاء.